مثل دومة ودنوباوي التي سقطت في شتاء مات فيه الشيخ عبد الرحيم البرعي ومحمد أحمد رجل الكريدة بغرب بحر أبيض.. هي مثل دومة ودنوباوي لأنها مدينة تبدو وقرية تظهر في سلوك سكانها وتناغم عشائر جمعتها الجغرافيا وسعة الصدور وإدارة المصالح لتحالف عريض من السكان في جنوب دارفور.. سلطان الداجو عبد الرحمن آدم أبوَّ جعل من بليل شرق نيالا قارورة تجمع الداجو والزغاوة والحوطية والتنجر والهوارة. في بليل كل شئ بطعم آخر، ودارفور مشهدها الخارجي مفاوضات في الدوحة بين غازي صلاح الدين ود. خليل إبراهيم في إنجمينا.. لقاء يشبه لقاءات علي عثمان ود. جون قرنق أيام التحضير لنيفاشا.. ونيالا شهدت صباح أمس السبت ضيفاً كبيراً قادماً من الخرطوم في الصباح الباكر كان هو اللواء فضل الله برمة ناصر.. يهبط في مطار نيالا ويستقبله الفريق صديق محمد إسماعيل الأمين العام لحزب الأمة، لكن اللواء برمة أقدميته في حزب الأمة تجعل من الأمين العام للحزب أن يرفع له التحية مع إن الفريق صديق يتبوأ منصباً كبيراً في حزب الأمة لكن فضل الله برمة رقم صعب جداً فشلت كل محاولات إقصائه لصالح عائلة الحبيب. الفريق صديق لم يغادر مطار نيالا لأن في الأجواء الدارفورية تقترب طائرة الدكتور أزهري التجاني رئيس دائرة دارفور في المؤتمر الوطني والفريق صديق يعلم أكثر من قيادات حزب الأمة أهمية دائرة دارفور، بعمامته الأنصارية وجلبابه القصير.. عانق الفريق آدم حامد موسى، وعندما يلتقي (الفرقاء) ينتظر حسبو محمد عبد الرحمن في الصفوف حتى يعانق جيل البطولات جيل التضحيات وتغادر سيارات وفد المؤتمر لمدينة نيالا وفي استاد نيالا بزغ نجم جديد في صفوف المؤتمر الوطني الشاب عبد المنعم السني أمين الشباب الذي عاتبني لعدم زيارته فقلت له اعتبرني من سدنة الأمانة السابقة مع وقف التجميد. تغنت مطربة غطت وجهها أمواج البشر التي زحفت لمعانقة عبد الحميد موسى كاشا في بداية حملته الانتخابية التي انطلقت من نيالاالمدينة وبليل القرية لكن طعم اللقاء الجماهيري في نيالا مثل طعام المدن غني بالبروتين لكن مذاق الكسرة وملاح الويكة يجعل طعام الفقراء أطيب للنفس من غيره.. في بليل كثافة الجماهير جعلت الناس يتساءلون منذ متى كان مواطنو دارفور على النقيض في المواقف مع المؤتمر.. أكثر من (2) ألف من الشباب والرجال والنساء يرقصون على أنغام (دلوكة) التنجر وهزيج الزغاوة ونقارة البرقو والمساليت.. آلاف الأعلام والصور لمرشحي المؤتمر الوطني يتم رفعها.. والإعلام يتوعد المؤتمر الوطني على لسان بعض السياسيين بالسقوط في دارفور. عبد الحميد موسى كاشا مرشح الوطني لجنوب د ارفور حالة خاصة.. اجتمعت عنده كل القيادات التي كانت تقود النشاط السياسي في حقبة علي محمود وفي حقبة المهندس الحاج عطا المنان.. أغلب من يقودون حملة كاشا من قبائل بعيدة عن الرزيقات لكنها مجموعات وضعت نصب أعينها الظفر بمنصب الوالي وتأجيل السنن لأداء الفرائض.. لكن لماذا ظل د. أزهري التجاني وحده يتأبط ملفات د ارفور من الفاشر إلى نيالا وفي الأسفار والمفاوضات يخرج خبراء آخرون عن الشأن الدارفوري ولأزهري الغبار والاجتماعات المتطاولة والليل والصمت الر هيب وخادعات الأنجم!!