أثبت كتاب (الدولة المنبوذة) ل (وليم بلوم) أن (الوقف الوطني للديمقراطية) الذي توفِّر ميزانيته الحكومة الأمريكية الفيدرالية، عبر وزارة الخارجية الأمريكية، يُعتبر الطبعة الجديدة لوكالة الإستخبارات المركزية (CIA). تجدر الإشارة إلى أن (الوقف الوطني للديمقراطية) أُنشئ عام 1983م في عهد الرئيس رونالد ريغان، حيث أُوكِل إليه أن يقوم علناً بتنفيذ العمليات التي كانت (CIA) تنفذها سرَّاً. لذلك فإنّ (الوقف الوطني للديمقراطية) في حقيقته طبعة جديدة منقحة ل (CIA). وقد قام (الوقف) الإستخباري الأمريكي بتمويل منظمات سودانية ومراكز سودانية وشخصيات سودانية في نشاطها السياسي من أجل تغيير نظام الحكم في السودان. حيث تشمل قائمة تلك المنظمات والمراكز والشخصيات السودانية، (مركز الخاتم عدلان) الذي كان يديره (الباقر العفيف). السيد العفيف أحد أتباع محمود محمد طه (الأخوان الجمهوريين) أو (الحزب الجمهوري الإشتراكي). وقد تمّ استقطاب العديد من أتباع محمود محمد طه في الولاياتالمتحدة. حيث أصبح الدكتور عبد الله النعيم يعمل في جامعة (إيموري) بمدينة أطلانطا بولاية جورجيا. حيث ترجم كتاب (الرسالة الثانية) لمحمود محمد طه. كما أن أحمد المصطفى دالي جاء في التسعينات إلى واشنطن العاصمة وأقام في منطقة جامعة جورجتان. ثم غادر إلى ولاية تكساس. ذلك بينما أصبح الباقر العفيف (الجمهوري) مديراً ل (مركز الخاتم عدلان) ومقرَّه ب (العمارات) بالخرطوم. ظلّ مركز (الخاتم عدلان) يتلقى سنويّاً من (الوقف الوطني للديمقراطية) مبلغ (43050) ألف دولار، فقط لا غير (ثلاثة وأربعين ألف دولاراً وخمسين دولاراً). ظلّ مركز (الخاتم عدلان) يتلقى سنوياً ذلك المبلغ من (الوقف) الإستخباري وحده. هل هناك جهات ومنظمات غربية أخرى توفر أنواعًا أخرى من التمويل؟. ومن عملاء (الوقف الوطني للديمقراطية)، أي عملاء (الوقف) الإستخباري، يظهر في طليعة القائمة (مركز الدراسات السودانية) الذي يديره الشيوعي الدكتور حيدر إبراهيم. حيث يتلقى سنويَّاً (60400) ألف دولاراً، فقط لا غير (ستين ألف دولارًا وأربعمائة دولاراً). ومن الذين يتلقون سنوياً بصورة منتظمة أموالاً من (الوقف الوطني للديمقراطية) أي (الوقف) الإستخباري تبرز (منظمة حقوق الإنسان السودانيَّة) التي تتخذ من القاهرة مقرَّاً لها. حيث تتلقي سنوياً مبلغ (100510) ألف دولارًا، فقط لا غير (مائة ألف دولارًا وخمسمائة وعشر دولارًا). (منظمة حقوق الإنسان السودانية) يديرها شيوعيون سودانيون يقيمون في العاصمة البريطانية لندن. كما أنَّ (مركز أمل لضحايا التعذيب) ظلّ يتلقَّى سنوياً من منظمة (الوقف الوطني للديمقراطية) الإستخبارية مبلغ (31370) ألف دولارًا. فقط لا غير (واحد وثلاثين ألف دولارًا وثلاثمائة وسبعين دولاراً). وقد ألغِي تسجيله أخيراً لأنَّه كان يختلق قصصاً يدعم بها المحكمة الجنائية الدولية. وكان يدير (مركز أمل لضحايا التعذيب) شيوعيون سودانيون يقيمون في لندن. الجدير بالذكر أن (مركز أمل لضحايا التعذيب) قام بتأسيسه الدكتور خالد المبارك (شيوعي سابق) بالتعاون مع آخرين. وذلك خلال نشاط الدكتور خالد المبارك في المعارضة، قبل انضمامه إلى حكومة السودان والعمل مستشاراً إعلامياً بسفارة السودان في العاصمة البريطانية. الفرع السوداني ل (مركز أمل لضحايا التعذيب) يُدار من لندن حيث ظلّ يديره الشيوعي عثمان حميدة الذي كان يعمل بالتعليم العالي. وحين نشب نزاع حول المال بين عثمان حميدة ورفاقه من الشيوعيين في لندن حيث اتهموه بالإستئثار بمعظم المال من دونهم حيث خصّص لنفسه (35) ألف دولارًا، قام عثمان حميدة بتقديم استقالته من الحزب الشيوعي واحتكر (مركز أمل لضحايا التعذيب) لنفسه. ثم توسَّع عثمان حميدة في أعماله وأنشأ مركزاً في كمبالا وآخر في نيروبي وتزايدت ثروته. الشيوعي عثمان حميدة كانت له علاقات مباشرة مع اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية في عهد الرئيس حسني مبارك. وكان عثمان حميدة في لندن على صلة وثيقة مباشرة باللواء عمر سليمان في القاهرة. مسلسل تدفق أموال الإستخبارات الأمريكية في جيوب عملاء (الوقف الوطني للديمقراطية) السودانيين لم ينتهِ بعد. تمويل الإستخبارات الأمريكية لعملائها السودانيين للإطاحة بنظام الحكم في السودان وإسقاط الشريعة وإقامة نظام علماني بديل موال لواشنطن لم تنتهِ بعد. وسنبرز لاحقاً قائمة جديدة أخرى بمنظمات ومراكز وشخصيات معارضة، قامت المخابرات الأمريكية بتمويل أنشطتها لإقامة نظام علماني في السودان.