ظلت إدارة التأمين الصحي بولاية كسلا تشهد تراجعًا كبيرًا في مستوى تقديم الخدمة العلاجية الجيدة والمريحة وذلك بناءً على إفادات العديد من مواطني الولاية على الرغم من أنها ظلت تعمل على التوسع الأفقي وإدخال عدد كبير من المواطنين تحت مظلة التأمين الصحي حتى بلغ عدد المستفيدين من الخدمة التأميينة بولاية كسلا 637.691 مواطنًا، ولعل أول ما يلاحظه الداخل للمجمع التشخيصي للتأمين الصحي بكسلا أعداد المرضى المكدسين بازدحام واضح بصالة المستوصف يتقاذفهم ضباط التأمين من هنا وهناك وأغلب ضباط التأمين ينقصهم الكثير من مهارات التعامل مع الجمهور الأمر الذي يترتب عليه زيادة حدة انفعال المواطن الذي دائمًا ما يأتي متحفزًا وقابلاً للاشتعال فهو يحمل آلام مريضه ومعاناته وكان يأمل ويرجو أن يجد الاهتمام اللائق من العاملين بالتأمين الصحي «الإنتباهة» وقفت على الأمر واستمعت لإفادات العديد من المواطنين والمرضى داخل المجمع التشخيصي حيث عبرت ابتسام إبراهيم عن استيائها من التأمين الصحي وقالت إنها جاءت بطفلها محولة من مركز صحي التأمين الصحي بالحلنقة لمقابلة اختصاصي الأطفال وأكدت أنها قد جاءت للمجمع الأسبوع الماضي وقامت بتسجيل ابنها وقالت إنها حضرت منذ الثامنة والنصف صباحًا في ذلك اليوم وحتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا لم يحضر الطبيب المختص، وأضافت أن ضابط التأمين لا يرغب حتى في توضيح الأمر، وقد انتظرت اليوم بأكمله وقد لا يأتي الطبيب مطلقًا... وأضاف المواطن عبد الله محمد إدريس الذي يرافق زوجته إنه تم تحويل زوجته من مركز صحي الأسرة لمقابلة اختصاصي النساء والتوليد إلا أنه فوجئ بأن أقرب موعد لمقابلة الطبيب بعد عشرة أيام الأمر الذي سيضطره للذهاب إلى الطبيب بعيادته وترك أمر التأمين مشيرًا إلى أن التأمين سيقوم بدفع قيمة خدمة دون الاستفادة منها، وعزا ذلك إلى خلل النظام المتبع مؤكدًا أن النظام المتبع في التأمين الصحي يسهم في خلق هذا الازدحام والتكدس الذي تشهده مراكز التأمين الصحي، وأكد حسن أحمد أن خدمة التأمين الصحي أصبحت بمثابة أخذ أموال الناس بالباطل إذ نجد أن المعاناة التي يجدها المواطن لاتوازي الخدمة المقدَّمة، وقال إن هنالك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار أدوية الأمراض المزمنة خاصة السكري فيما أبدى أغلب المواطنين الموجودين بالمجمع التشخيصي تذمرهم من طريقة الإحالة والمقابلة للاختصاصيين، وأكدوا أن المريض عليه الانتظار لساعات طوال ليحظى بلقاء الاختصاصي وقد لا يلقاه بعد ذلك، كما أشاروا إلى تعقيد طريقة مقابلة الاختصاصي وطريقة التعامل غير حضارية من مسؤولي التأمين الصحي والتي لا يراعى فيها الجانب النفسي للمريض ومرافقه وطالبوا بضرورة إعادة النظر في طريقة ونظام عمل التأمين الصحي بالولاية، فيما أكد الدكتور وائل أحمد فكي حامد المدير التنفيذي للصندوق القومي للتأمين الصحي بولاية كسلا أن الإدارة وضعت خطة واضحة تتماشى مع سياسة التوسع على المستويين الرأسي والأفقي وذلك من خلال الاهتمام بزيادة عدد الكوادر الطبية العاملة وعدد الأجهزة والخدمات مؤكدًا سعي الإدارة لتقديم خدمة تأمينية جيدة، وأشار أن المجمع به عيادة يومية لكل التخصصات وتستوعب ما يقارب «25» مريضًا يوميًا لكل اختصاصي من التخصصات المختلفة مبينًا أن معدل الإحالة إلى المجمع التشخيصي اليومي يصل ما بين «150» إلى «200» مريض مؤكدًا أن مكمن الإشكالية في الخدمة التأمينية يتمثل في الإحالة للاختصاصيين وعزا ذلك لشح وندرة الكوادر الطبية المتخصصة إضافة إلى الجانب النفسي للعديد من المرضى الراغبين في مقابلة طبيب بعينه، وأشار دكتور وائل إلى الخطة التنسيقية التي وضعتها إدارة التأمين الصحي مع وزارة الصحة وجامعة كسلا للاستفادة من الخبرات الطبية لضمان انسياب الخدمة الصحية وأشار دكتور وائل إلى جملة من منجزات التأمين الصحي بولاية كسلا أبرزها يتمثل في دعم مراكز التأمين الصحي بمعدات تصل قيمتها إلى «30» مليون جنيه من أجل تطوير خدماتها مشيرًا إلى جهود التأمين في مجال الخدمة الدوائية حيث تم إدراج «97» علاجًا للأمراض المزمنة مما يقلل عدد الأدوية خارج مظلة التأمين الصحي، وقال إن الآن التأمين الصحي يوفر أكثر من «600» صنف من الأدوية وقال إن كلمة خارج المظلة أصبحت قليلة جدًا وتكاد لا تُذكر وأكد دكتور وائل أنه وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها التأمين الصحي الا أن هنالك العديد من المعوقات، وتطرق إلى قيام مجلس تنسيق الخدمات العلاجية، وقال إن هذا المجلس سيسهم كثيرًا في تحسين الخدمات الصحية المقدمة، وعزا دكتور وائل الإشكالات الموجودة حاليًا إلى النظام الصحي بالولاية والندرة وشح الكوادر الطبية المتخصصة إضافة إلي مشكلة الوعي والجوانب النفسية. على الرغم من شفافية المدير التنفيذي لصندوق التأمين الصحي بولاية كسلا إلا أن إفادة المواطنين والمشاهدات وواقع الحال في العديد من مراكز التأمين الصحي بكسلا تؤكد أن القضية تتطلب الكثير كما أن الأمر لا يرتبط بالتأمين الصحي فقط بل هنالك شركاء يتمثلون في الاختصاصيين الذين يُفترض بهم أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه جموع المرضى الذين يقضون الساعات الطوال في انتظارهم وكذلك الحال على وزارة الصحة أن تفكر في معالجة النقص في عدد الكوادر الطبية المتخصصة وإيجاد نظام صحي متكامل يؤمن لمرضى الولاية الخدمة الطبية الجيدة والمريحة، وعلى المواطن أن يحترم لوائح ونظم المؤسسات...