٭ عن هذا المعلم الديني التاريخي المهم: (مسيد ود عيسى) يحدثنا الأستاذ صديق محمد أحمد البادي في كتابه (معالم وأعلام) قائلاً: إن (مسجد ابن عيسى) أو(مسيد ود عيسى) = بالدارجة السودانية = يعتبر من الأماكن الطاهرة الواضحة، الذائعة الصيت.. ويجدر بالذكر انه ما ان يذكر مسيد ود عيسى، حتى يتبادر للذهن الدور الكبير الذي ظل يؤديه في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه، ونشر العلم والمعرفة.. وقد ذهبت اليه، وأدركت سمو رسالته الدينية والتربوية وفود من كبار العلماء والباحثين والمفكرين. ٭ ومسيد ود عيسى هو امتداد لكترانج التي قدمت أجل واعظم الخدمات العلمية للمواطنين، نشراً للمعرفة وتحفيظاً للقرآن الكريم. وكان مسجد كترانج سابقاً يسمى بمسيد ود عيسى، وقد تفرع هذا المسيد من مسيد كترانج إذ أنشأه وأسسه الفكي ابراهيم بن احمد بن عيسى، الذي ولد بالأراضي الحجازية في (عرفة) عام 2911ه، عندما كان والداه يؤديان فريضة الحج، ثم عادا به لكترانج حيث ترعرع وتربى وأخذ العلم عن أبيه بالمسجد بعد أن حفظ القرآن الكريم، وحل محل أبيه، وأخذ يدرس بالمسيد بعد انتقال والده إلى سنار ليعلم بها، وكان يساعده في التدريس تلميذ والده محمد الجبيل. وكان الابن إبراهيم بن أحمد بن عيسى خير خلف لوالده حيث قال عنه الشيخ ابراهيم عبد الدافع إنه سار على آثار والده يقفو.. ويقتدر.. وقد أنشأ قبل وفاته بأربع سنوات مسجداً آخر بالضفة الغربية للنيل الأزرق تجاه كترانج، وهو مسيد ود عيسى الحالي، وظل الشيخ ابراهيم ود عيسى مشرفًا على المسجدين في آن واحد حتى توفي الى رحمة مولاه. ٭ وكان (رحمه الله) قد أنشأ مسجد ود عيسى بالطوب الأخضر و(الجالوص) في عام 6521ه، وأمر (محمد علي باشا) بتجديده وبنائه بالطوب الأحمر، وجعله معهداً علمياً، وصارت صيانته، ونفقته كلها على الحكومة المصرية، وقد تم ذلك في عام 9521ه هجرية ، وكان منظم إدارة السودان في ذلك الحين، أحمد باشا العنبكلي. ٭ وجدير بالذكر أن الفكي ابراهيم ود عيسى أنجب أبناء علماء عملوا بالقضاء والتدريس تحفيظاً للقرآن الكريم، ونشراً للعلم، والمعرفة، ومن أبرزهم: أحمد ومحمد واسماعيل وعبد الله ودفع الله وعبد القادر وعمر الذي ينسب اليه (خور عمر) المعروف في أم درمان. ٭ وقد تلقى العلم على يد ود عيسى وأنجاله عدد كبير من الطلاب بلغوا الآلاف المؤلفة في أرجاء الوطن المختلفة.