الشيوعيون السودانيون أيتام الحرب الباردة يتلقون أموال المخابرات الأمريكية!. تلك قصة حقيقية. قبل سقوط الرئيس حسني مبارك بعدّة سنوات، صدر في مصر كتاب (سرطان الروح)، الذي يكشف شبكات واسعة تضمّ الآلاف من المنظمات التي تتسمَّى ب (منظمات المجتمع المدني)، والتي تتلقى تمويلها من أمريكا والدول الغربية. حيث ترعى تلك الآلاف من المنظمات الأجندة الغربية في المجتمع المصري. السودان أيضاً بحاجة إلى كتاب عن (سرطان الروح)!. كشف (وليام بلوم) في كتابه (الدولة المنبوذة)، عن كيف تعمل آلية المخابرات الأمريكية في تمويل المنظمات الموالية للولايات المتحدة. وذلك بغرض إسقاط الأنظمة غير الصّديقة. أوضح (بلوم) أن أموال الإستخبارات يتمّ غسلها عبر وزارة الخارجية لتسلِّمها إلى منظمة (الوقف الوطني للديمقراطية)، لتسلِّمها بدورها إلى المنظمات الموالية المعنية. ومن تلك المنظمات المعنية منظمات سودانية. في طليعة قائمة المنظمات السودانية التي تتلقى وتلقت أموال الإستخبارات الأمريكية، يأتي (مركز الخاتم عدلان)، الذي كان يديره الباقر العفيف، و(مركز الدراسات السودانية) الذي يديره الشيوعي الدكتور حيدر إبراهيم (دكتوراه في الفنون الشعبية من شرق أوربا). وضمن قائمة تلك المنظمات التي (تقبض) تبرز (منظمة حقوق الإنسان السودانية) ومقرها القاهرة ويديرها شيوعيون سودانيون يقيمون في لندن. وقد تخصصت هذه المنظمة في تقديم شهادة الزور في الأروقة الدولية (السرية والعلنيَّة) ضد السودان. وقد قدَّم الشيوعي السيد فاروق أبو عيسى إحدى شهادات الزور تلك في المحكمة البريطانية العليا.وقد اشتهرت هذه المنظمة بأنها تعمل مخبِراً (غير أمين) ل (مافيا منظمات حقوق الإنسان) التي تستهدف السودان. وفي مقدمة صفوف المنظمات السودانية التي تقبض أموال أمريكية (مركز أمل لضحايا التعذيب) والذي ألغي تسجيله مؤخراً لاكتشاف حقيقة أنه يختلق القصص الملفقة لدعم دعوى المحكمة الجنائية الدولية. تجدر الإشارة إلى أن (مركز أمل لضحايا التعذيب) تمّ تأسيسه بواسطة الدكتور خالد المبارك (شيوعي سابق) أثناء نشاطه في المعارضة، وقبل انضمامه إلى حكومة السودان. وأيضاً تضم قائمة المنظمات السودانية التي تتلقى أموال المخابرات الأمريكية (مركز الجندرة للبحوث والتدريب) الذي يتقاضى سنوياً (46000) ألف دولار (ستة وأربعين ألف) فقط لا غير. وتدير ذلك المركز شخصية متهمة بالشيوعية هي السيِّدة نعمات كوكو. ومن المنظمات السودانية التي تتلقى أموال المخابرات الأمريكية (مركز التوثيق والمحاماة) الذي يتقاضى سنوياً (64.040.000) ألف دولار (أربعة وستين ألف وأربعين دولار) فقط لا غير، و(المركز القومي للسلام والتنمية) ويتقاضى (75.540.000) ألف دولار (خمسة وسبعين ألف وخمسمائة وأربعين دولار) فقط لا غير، و(الجمعية السودانية لتنمية الشباب) وتتقاضى (50000) ألف دولار (خمسين ألف دولار)، و(المنظمة السودانية لمناهضة العنف والتنمية) التي يديرها كادر شيوعي سوداني وتتقاضى تلك المنظمة من أموال الإستخبارات (30000) ألف دولار (ثلاثين ألف دولار) فقط لا غير، و(مركز البادية لخدمات التنمية المتكاملة) وتديره السيِّدة انتصار إبراهيم ويتقاضى ذلك المركز (65.900) ألف دولار (خمسة وستين ألف وتسعمائة دولار) فقط لا غير، ومنظمة (متعاونات) وتتقاضى (50000) ألف دولار (خمسين ألف دولار) فقط لا غير. وتديره سيِّدة متهمة بالشيوعية هي سامية الهاشمي، و(منظمة العون الذاتي السوداني) وتديرها متهمة أخرى بالشيوعية وتتقاضى المنظمة من أموال الإستخبارات (50000) ألف دولار (خمسين ألف دولار) فقط لا غير. بعد أن تمّ كشف كيف تعمل آلية الإستخبارات الأمريكيّة في تمويل المنظمات الموالية للولايات المتحدة، أصبح واجباً وطنياً وقانونياً وأخلاقياً على تلك المنظمات السودانية التي تمّت الإشارة إليها، عليها أن تغسل ذنوبها الوطنية بالثلج والماء والبَرَد و(الديتول)، وأن تعلن عن موقف واضح يرفض تلك الأموال الإستخبارية، وأن تعلن عن عودة وعيها بعد استغفالها وصنعها وتمويلها باليد الإستخبارية الأجنبية. وإلا فلا مناص من إدراج تلك المنظمات في تصنيف العملاء ضد أوطانهم. ولا يزال العالم يذكر أن في الستينات قد قامت وكالة CIA بإنشاء مجلة (حوار)، واستقطبت للكتابة فيها عدد من كبار الكُتّاب ورموز المثقفين في الوطن العربي. وكان من ضمن هؤلاء الروائي السوداني العالمي الطيب صالح والمثقف الفلسطيني توفيق صائغ. وبمجرد أن تمّ الكشف عن علاقة المخابرات الأمريكية بمجلة (حوار)، ابتعد عنها الطيب صالح وغسل يديه بالماء. أما توفيق صائغ فقد انتحر. فقط ينتظر السودان من المنظمات السودانية التي قبضت أموال المخابرات الأمريكية، أن تعلن اعترافها واعتذارها وتبرؤها مما فعلت. وذلك حتى لا يحكم عليها السودان ويضعها في قائمة العملاء. وأيضاً حتى لا يحكم التاريخ بأنَّ الشيوعيّين السّودانيين، قد ثبت أنهم من نفايات الحرب الباردة التي أعيد تدويرها (RECYCLED) لتصبح ورق (تواليت) أمريكي!.