كشفت تقارير استخباراتية متواترة أن هناك تعاونًا بدأ ينشط مؤخرًا بين أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لتنفيذ مخطط يهدف إلى تقسيم السودان إلى خمس دويلات ورسم خريطة جديدة للدولة السودانية وقالت معلومات بثها موقع «ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي نقلاً عن مصادر استخباراتية إفريقية: إن أجهزة المخابرات المذكورة تعمل حاليًا على تفكيك السلطة في الخرطوم عبر عملاء داخليين وحركات متمردة وبعدها سيتم إقامة خمس دول كونفدرالية: تشمل دولة السودان الإسلامية، ودولة دارفور، ودولة في الجنوب. ودولة جبال النوبة والخامسة النيل الأزرق، وحسبما ذكر الموقع الإلكتروني قالت المصادر الاستخباراتية إن ال سي آي إيه الأمريكي وال «دجسي» الفرنسي و«الموساد» الإسرائيلي أقاموا مركزين رئيسيين لانطلاق مخططاتهم، الأول يعمل في تشاد والثاني في مركز التنسيق المشترك بين أجهزة المخابرات الثلاثة ومقره جيبوتي، وسيعمل الضباط الإسرائيليون والفرنسيون من مركز تشاد. وأفادت المعلومات أن جهاز الموساد الإسرائيلي يأتي في مقدمة أجهزة مخابرات دول عديدة متورطة في مخطط التقسيم، وأن مخاطر الانفصال لا تقتصر على السودانيين فقط، فهناك أخطار عديدة تتربص بالسودان وقد ثبت ذلك بالدليل القاطع خاصة من خلال الأحداث الأخيرة التي قامت بها قوات الجبهة الثورية في كل من أم روابة وأبو كرشولا حيث قطع وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان بأن لا حوار مع قطاع الشمال في ظل ارتكابهم فظائع وانتهاكات في أبوكرشولا وأم روابة مع رفضهم لأي حلول تتم بقوة السلاح ولي الذراع وعض الأصابع، وأفصح في الوقت ذاته عن مخطط أجنبي يستهدف تقسيم السودان إلى «5» دويلات.وقال «بلال» خلال حديثه لبرنامج «مؤتمر إذاعي» الذي تبثه الإذاعة القومية إن هنالك طائرات تأتي من الجنوب محمَّلة بالأسلحة والعتاد لدعم قطاع الشمال، لكنه شدد على عدم تدخل قوات الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب في الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقتا «أم روابة» و«أبوكرشولا»، في وقت أكد فيه «عثمان» قدرة القوات المسلحة على إطفاء الحرائق وأخذ زمام المبادرة بملاحقة الحركات المتمردة في الأصقاع كافة وحسمها بدلاً من انتظار مهاجمتها للمناطق حتى يرضخوا للحوار للوصول لصيغة للتراضي الوطني، وأضاف: «لا حوار وكرامة الوطن تمس والمتمردون يرتكبون فظائع بأبوكرشولا»، مؤكداً رفضهم لأي حلول تتم بقوة السلاح ولي الذراع وعض الأصابع. وأشار الوزير إلى أن المخطَّط الذي تنفذه الجبهة الثورية يهدف إلى جر البلاد إلى حرب اثنية بجانب التشكيك فى قدرات القوات المسلحة، وزاد: «يريدون أن يقولوا إن هنالك حراكاً عروبياً ضد الأفارقة». ومشددًا على ضرورة تواضع كل السودانيين على صيغة للتراضي الوطني على الدستور القادم، لكنه أكد أن التآمر الخارجي لن يسمح لهم بالوصول لتلك الصيغة، مشدداً على أن المخطط الأجنبي يستهدف تمزيق السودان وليس النظام.. وكانت الحكومة السودانية دعت إلى ضرورة تحصين الشعب ضد الشائعات التي تهدف لإضعاف الجبهة الداخلية بجانب محاولة إضعاف القوات المسلحة بالحديث عن محاسبة المقصرين، وقال إن التوقيت غير مناسب للحديث عن المحاسبة، مؤكدًا أن الدولة سخرت قدراتها لدعم القوات المسلحة لحسم التمرد، وطالبت القوى السياسية بالوقوف مع مصلحة الوطن. من جانبه طالب الخبير الإستراتيجي د. «مضوي الترابي» بمراجعة «41» اتفاقية وقَّعتها الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد لم توصل البلاد للاستقرار والحكم المطلوب عبر مراكز دراسات متخصصة، مشيراً إلى أن التآمر على البلاد سيستمر من الخارج، وأشار «الترابي» إلى أن المتشددين فى دولة الجنوب يبحثون عن ذريعة لاستهداف البلاد، ودعا الحكومة لانتهاج التعامل السياسي مع حركات دارفور المسلحة بدلاً من التعامل الأمني، وعزا الواقع الذي تمر به البلاد إلى الأطماع الخارجية وأخطاء النخب السياسية المتراكمة منذ الاستقلال. وفى السياق ذاته قال القيادى بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي ل «الإنتباهة» إنني سبق أن تقدمتُ بورقة في الاتحاد العام للصحفيين وأمام السفير الأمريكي نفسه بشأن هذا الموضوع وقلت إن هناك مخططًا أمريكيًا صهيونيًا ورد ضمن الإستراتيجية المشتركة الهدف منها تمزيق السودان والواقع نفسه يشير إلى ما بعد انفصال الجنوب وجهت تلك الدول جل تركيزها إلى دارفور إضافة إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق والعمل في ذلك الحزام والدليل على ذلك ما حدث من قوات الجبهة الثورية وعدم إدانة وشجب المجتمع الدولي.