قيام سد النهضة تأثيراته كارثية على المنطقة..لا أتوقع نشوب صراع بين الدول الثلاث.. إسرائيل تتحكم ب «1%» من مياه النيل من المعلوم أن المتغيرات الدولية المعاصرة أبرزت قضية المياه كمصدر من مصادر الصراع والتلويح بالحرب إذ أن حدود الموارد المائية لا تتفق مع الحدود السياسية وقضية سد النهضة الإثيوبي تعتبر واحدة من تلك القضايا والذي قد يساهم في زيادة الصراع والعداء بين دول الحوض خاصة وأنه يحجب كمية من المياه عن دول الحوض الأدنى ولا شك فيه أن هذا الصراع تتربص به قوى خارجية معينة لها مصالح مؤكدة فقد تشهد الفترة القادمة العديد من التطورات لمعرفة المزيد حول تلك الصراعات «الإنتباهة» جلست مع خبير المياه بروفيسور سيف الدين يوسف محمد فخرجت بالحصيلة التالية: حوار: إنصاف أحمد * تصوير: متوكل البجاوي ٭٭ حدثنا عن سد النهضة الإثيوبي؟ يعتبر سد النهضة أحد السدود التي تم انشاؤها بإثيوبيا وكان يسمى سد بورو حيث كانت سعته «11» مليار متر مكعب من المياه، أما بقية الخمسة سدود فتبلغ سعتها «70» مليار متر مكعب وتنتج طاقة كهربائية «5500» ميقاواط، ومؤخرًا تم تحديث السد وسمي سد النهضة الإثيوبي والذي أعلن عنه الإثيوبيون في مارس من العام «2011» وكان الإعلان عنه بعد التوقيع مع الشركة الإيطالية المنفذة وتم وضع حجر الأثاث في الثاني من ابريل وكانت مفاجأة بالنسبة لمصر والسودان والذي أعتقد أنه لم يتم بصورة شفافة خاصة مع وجود اتفاقية موقعة بين الدول الثلاث كاتفاقية العام «1959» فكان من المفترض قبل قيام المشروع أن يتم إخطار دول المصب لتحقيق المنفعة للجميع. ٭٭ ما هي حقيقة الجدل الدائر حول قيام السد؟ من المعلوم أن أي مشروع تنظر إليه دول المصب بريبة خاصة أنه يؤثر على كمية المياه الواردة إليها فكان لا بد من الاستشارة ووضع دراسات لتقليل الآثار السالبة من المشروع قبل الشروع في تنفيذه حتى تتم الإجراءات الكافية من ثم يتم الاتفاق عليها والاعتراف به ولكن إثيوبيا لم تنظر لهذا الجانب خاصة أن المشروع له العديد من الآثار السالبة. ٭٭ فيم تتمثل تلك الآثار؟ إن قيام السد يهدف لحجز مياه الفيضانات للاستفادة منها في فترة الجفاف وهذا يعني أنه سيؤثر في نصيب مصر والسودان من مياه النيل خاصة مع عدم مراعاة وضع الدراسات الكافية لقيام السد حول معرفة النقص الذي يمكن أن يحدثه على المدى الطويل بجانب الأثر البيئي على المنطقة والذي يتمثل في انتشار الجفاف بجانب ذلك هنالك خطر يتمثل في الجانب الأمني بالتحكم في كمية المياه الواردة لمصر والسودان في ظل إعلان إثيوبيا عدم الاعتراف باتفاقية «1959» والاتجاه لتوزيع حصص الدول من مياه النيل فيمكن استخدامه كسلاح في ظل التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة ويكمن الخطر الأكبر في المنطقة التي بني عليها السد حيث تعتبر من مناطق الزلازل الذي يمر بالفالق الأنضولي والبحر الميت والبحر الأحمر ثم الأخدود الإفريقي والذي له تأثير على إثيوبيا باعتبارها منطقة فوالق (تشققات) وبالتالي منطقة السد معرضة للزلازل لزيادة الوزن فالخزان يستوعب «72» مليار متر مكعب من المياه فالوزن الزائد يحرك النشاط الزلزالي والذي يمكن أن يؤدي لتدمير السد وتغريغ «72» مليار متر مكعب وخلال ساعات يدمر خزان الرصيرص وسنار ويصل للخرطوم وحتى أسوان بصعيد مصر. ٭٭ هل تم وضع معالجات في هذا الجانب؟ هنالك حديث حول اتجاه إثيوبيا لعمل دراسات فنية من أجل زيادة تحمل السد لتلك الزلازل ولكن مسبقاً إثيوبيا تعلم أن تلك المنطقة لا تتحمل قيام السد والوزن الزائد وكان من المفترض أن تكتفي بسعة ال «11» مليار متر مكعب وتوزيع إنتاج «5500» ميقاواط على بقية النهر وتفادي قيام السد على الحدود في حال عدم مقدرتها التحكم في تلك الكمية. ٭٭ هل يمكن القول أن هنالك أيادي خارجية تحرك الأمر؟ في الفترة الأخيرة هنالك حديث حول التحكم في الأمن الطبيعي وهو الوصول للمصادر الطبيعية كالمياه والأراضي والمعادن خاصة إسرائيل والتي لها أطماع حول مياه النيل ففي الفترة الأخيرة أُتيحت لها الفرصة للتحكم في مياه النيل فقد ساهمت بقيام العديد من المشروعات على النيل والتحكم ب (1%) منه فقد تم عمل العديد من الدراسات في هذا الجانب فهنالك حديث عن إمكانية التحكم في مياه عبر التنسيق مع إثيوبيا واستغلاله سياسيًا فيمكن استخدامه كسلاح ضد مصر والسودان. ٭٭ بماذا تفسر تحويل مجرى النهر؟ تحويل المجرى يعني الشروع الفعلي لبناء السد وهذا يؤكد الإصرار على قيام السد حتى إذا كانت نتائجه وخيمة. ٭٭ ذكرت خلال حديثك عدم اعتراف إثيوبيا بالاتفاقية السابقة؟ ما هو تعليقكم؟ عدم اعتراف إثيوبيا بالاتفاقيات السابقة هو حديث دبلوماسي فهنالك دراسات وضعت عبر اللجنة الثلاثية ولكنها لم تكتمل والتي توضح تأثير السد على المنطقة في المدى القصير والطويل ولكن فعليًا له آثار. ٭٭ قيام السدود بالسودان هل له تأثير في زيادة حصته من مياه النيل؟ بالتأكيد قيام السدود يمكن الاستفادة من مياه النيل واستغلال كمية من المياه والحصص. ٭٭ هل يمكن أن يؤدي الخلاف إلى إشعال حرب جديدة بين الدول الثلاث؟ لا أتوقع حدوث حرب لكن سيستمر التوتر في حال عدم الوصول لحل جذري أو التقليل من الآثار السالبة فالوضع يتطلب وضع بدائل. ٭٭ ما هي البدائل؟ تتمثل في قيام السد في مكان بديل والاكتفاء بسعة «11» مليار متر مكعب بجانب زيادة السعة التخزينية للخزانات الأخرى بالمنطقة لزيادة الطاقة. ٭٭ هل هنالك اتجاه للوصول لحل دولي؟ الأمر لم يتم رفعه للجامعة العربية أو الجهات الأخرى فلابد من الوصول لتسوية بين الدول الثلاث بالرغم من العالم الخارجي متأكدين من التأثير السلبي على المنطقة بجانب الدور السلبي لمصر والسودان لتحرك القضية. ٭٭ في اعتقادك انفصال الجنوب ومطالبته بنصيب من المياه هل له آثار مستقبلية؟ لا أعتقد هنالك خطورة من هذا الجانب فالنيل الأبيض يمر بالجنوب وبالتالي لا يستطيع التحكم في البحيرات العظمى بجانب ذلك فالنيل الأبيض له العديد من الأنهر التي تغذيه بنسب متفاوتة، ولكن تكمن المشكلة في جنقولي ون وتو والتي تتحكم في توزيع «18» مليار متر مكعب والتي قد تحدث بها مشكلة ففي السابق كان مناصفة بين السودان ومصر حسب الاتفاقية ولكن في الوقت الراهن تتطلب وضع اتفاقية جديدة.