كانوا يعيشون فى أمن وأمان، إلا أن قوات الجبهة الثورية زعزعت امنهم واستقرارهم وقتلت النساء والرجال وحتى الاطفال الابرياء، فحال اهالى ابو كرشولا الذين توافدوا للخرطوم بحثاً عن الامن يغني عن السؤال، خاصة اهالى الثورة الحارة «55» الذين لا يقل عددهم عن «1000» شخص وجميعهم يقطنون فى منزلين فقط لاقاربهم، وبعضهم تم توزيعه على مساكن الجيران، فقد شردتهم تلك القوات من أراضيهم تاركين أملاكهم، وزراعتهم قاموا بتجهيز أرضها لحين بداية فصل الخريف، ولكن كل هذه الأحلام ضاعت هباءً منثوراً. ويقول الضي أحد الناجين إنهم عندما غادروا أبو كرشولا كانت قوات الجبهة الثورية تقصف المواطنين دون رحمة، فهناك امرأة تركت ابنها الصغير ملقياً على الأرض بعد أن أصيب وتوفي، وأنقذت آخرين من طلقات العدو التى انهالت عليهم كالمطر. «2000» نازح: عندى زيارتى للوافدين بخلوة الشيخ ادريس بالثورة الحارة «55» للوقوف على احوالهم، وجدت جزءاً منهم نياماً على الارض، إضافة لذلك فالسرير الواحد تجد عليه ثلاثاً من السيدات، وكل واحدة تحاول إرضاع طفلها فى وضع يريحها، ولكن لا سبيل لذلك، لان الخلوة تعانى نقصاً حاداً فى الاسرة، ومن خلال الجولة التى قمت بها فى المنزل اتضح لي جلياً انه كذلك يعانى من نقص فى المواد التموينية «المنزل خالى» فاحوالهم مأساوية. وفى ذات السياق قال مسؤول الاعلام بمنظمة «تورن» هاشم الضي الذى وجدناه مع الوافدين، إن هناك كميات كبيرة من اهالى منطقة ابو كرشولا توافدوا على الخرطوم بعد ان هاجمتهم قوات الجبهة الثورية، واضاف أن العدد الكلى للوافدين بلغ حتى الآن حوالى «2000» شخص، مع العلم انهم جاءوا من حوالى «15» قرية بأبو كرشولا وما حولها، خاصة قرى هبايل وخور طينة وكروقل والحجير وخور الصباغ وكالينج وكريمة ونورالهدى وريبا وتونس ودراش وطيبة ومبسوط، ومضى قائلاً: وقد بلغ عدد الوافدين بالثورة الحارة «55» حوالى «1000» شخص موزعين على منازل أقاربهم بمنطقة الفتح «1/2» والتعويضات مربع «42/43»، إلا أن العددية العظمى تمكث فى خلوة الشيخ إدريس بالثورة الحارة «55» فيضم المنزل الواحد «8» أسر فيما بلغ عدد الوافدين بمنطقة جبل الأولياء «600» شخص، وفي محلية شرق النيل مناطق الحاج يوسف والدروشاب الكدرو حوالى «400» شخص وفي محلية أمبدة منطقة دار السلام بأم درمان «450» شخصاً، اضافة للوافدين بمحلية الخرطوم في مناطق سوبا الحلة واللعوتة. تزايد مستمر: وقال هاشم إن أوضاع الوافدين بالثورة الحارة «55» سيئة للغاية نسبة لضيق مساحة الخلوة خاصة مع التزايد المستمر في اعداد الوافدين، اضافة لذلك فإنهم يعانون نقصاً فى الغذاء والماء والكساء، بجانب حاجتهم الماسة للمأوى، خاصة أن فصل الصيف تكثر فيه الامراض، كما أنهم يحتاجون للدواء، وهناك بعض الاشخاص الذين أصابتهم امراض جراء تعرضهم للإرهاق من مشيهم على اقدامهم لفترات طويلة وعدم تناولهم طعاماً او ماءً مما عرض بعضهم للوفاة، فعدد كبير من الوافدين فى كل المناطق بالمحليات يحتاجون لعرضهم على طبيب، إضافة لتوفير الغذاء والكساء لهم، وفتح معسكرات وتوفير ما يلزمهم الى ان تستقر الاوضاع الامنية بأبو كرشولا وتعود لسيرتها الاولى، وأضاف أن اعداد الوافدين فى زيادة مستمرة، ولذلك يجب السيطرة على المشكلة قبل أن تتفاقم ويتأزم حلها. مناشدة عاجلة: وعبر «قضايا» نناشد كل الجهات المسؤولة ومعتمدي المحليات ومنظمات المجتمع المدنى ومفوضية العون الانسانى والخيرين، إجراء زيارات ميدانية لكل الوافدين بولاية الخرطوم، والوقوف على أوضاعهم لتقديم الدعم والمساندة لهم، لأنه ليس من سمع كمن رأى.