طرق كثيرة تسلكها الحركات المسلحة في دارفور وخاصة حركة العدل والمساواة لكي تحصل على الدعم المادي والعيني والتجنيد، ولكن تظل الوسائل والأساليب الخاصة التي تستخدمها واحدة من العناصر المهمة لاستقطاب الدعم البشري للحركة والتي يعتبرها البعض شريان الحياة والعنصر الفعّال في استمرار الحركة في الدوران حتى الآن، وربما أن الظروف والأحوال السياسية والاقتصادية دفعت بعض السكان المحليين إلى الانخراط في صفوفها، إلا أن مصادرموثوقة أكدت أن للحركة إستراتيجية واضحة في ضخ الحياة داخلها باستخدام وسائل وإستراتيجيات معروفة لاستقطاب الأطفال لدعم صفها العسكري، ولعلَّ في استخدام الأطفال خاصية واضحة أنهم يقاتلون دون النظر إلى ما وراء الحرب التي تدور مع الحكومة، ولذلك واحدة من تلك الوسائل والبرامج المدروسة التي تستخدمها الحركة إطلاق شعارات زائفة وسط أطفال المدارس بمعسكرات اللاجئين والتي تخاطب وتمجِّد الحركة مثل «اب اب العدل والمساواة»، «اب اب اس ال ايه» في ظل سيطرة وغياب للوسائل الأخرى، ولعلَّ طريقة تأدية تلك الشعارات تقوم على ترغيب الأطفال داخل المعسكرات في ترديد تلك الشعارات حتى تصبح جزءًا من حياتهم. وكشف مصدر مطَّلع ل «الإنتباهة» أنَّ المنظمات اليهودية التي تسيطر سيطرة تامة على المعسكرات الواقعة خارج سيطرة الحكومة تقوم بالدعم والإشراف على تلك العمليات داخل المعسكرات، وذكر أن واحدة من الأساليب التي تستخدمها المنظمات لاستقطاب السكان المحليين للانضمام إلى صفوف الحركة ترغيب الرجال في التدريس داخل المعسكرات عن طريق تشجيعهم بالمال، حيث إن الأستاذ يتقاضى في التدريس داخل المعسكرات مبلغ «500» يورو، وقال إن الأستاذ الذي يتم استقطابه بهذه الطريقة يكون عرضة للدخول في صفوف الحركة، وأكد لي أن الحركات تستخدم وسائل أخرى إذا رفض أي شخص الانصياع وراء رغبتها في تجنيده وذلك باستخدام وسائل تهديد ووعيد تصل إلى حد الاختطاف. ويبدو أن الحركة لم تصل فقط إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي عبر وسائل التجنيد القسري للرجال أو الأطفال، وبعد سنوات من التمرد والقتل بدأت في ترتيب نفسها باستخدام وسائل ناعمة ومدروسة لاستقطاب أكبر عدد من الدعم للحركة، ومن مثل ذلك إقامة الدورات المدرسية والبرامج الثقافية والاستعراضات العسكرية داخل مدارس أطفال المعسكرات، ويروي لي أحد القيادات الميدانية بحركة العدل فضل حجب اسمه تحت مرمى وسمع المنظمات اليهودية التي تشاركها الدعم، يقول لي المصدر إن الهدف من تلك الدورات التأثير على الأطفال للإقبال على التجنيد حيث يتم استعراض عروض عسكرية أمام جمهور سكان المعسكر، وأمام الأطفال باستخدام أسلحة مختلفة إضافة إلى اختيار بعض الأطفال لتمثيل دور الجيش داخل حركة العدل حيث يتم تحفيز الأطفال الذين قاموا بالاستعراض بالمال وترغيبهم في التجنيد بالحركة. وكشف المصدر أن حركة العدل والمساواة درَّبت في يوم من الأيام إبان حياة رئيسها السابق قواتها داخل معسكرات اللاجئين لجذب انتباه الأطفال والأهالي للإقبال على التجنيد بصورة عامة واستقطاب الأطفال بصورة خاصة، وقال لي إن الحركة جاءت ب «100» شخص وخرجت ب «400» واعتبر أن تلك وسيلة خطيرة جدًا لجذب انتباه الأطفال، وأضاف أن الحركة لم تكتفِ فقط باستقطاب الأطفال وإنما استخدمت النساء وخاصة الحكامات في عملية التجنيد عن طريق مدح المجندين في صفوف الحركة حتى تقول «جناي يبقى راجل». لقد امتدت الحركة داخل المعسكرات عن طريق روابط وجمعيات واتحادات لتسهيل عمليات الجمع والاستنفار حيث يتم بدعم مباشر من حركة العدل والمنظمات اليهودية وربما استغلت الحركة الروابط الاجتماعية والاثنية التي تجمع قيادات الحركة بالسكان المحليين في عمليات الدعم البشري وبالأطفال. وأكد المصدر ذاته أن قيادات الحركة كانت تطلق الوعود بالخروج والهجرة بالخارج وحق اللجوء إلى أوروبا كوسيلة لترغيب المواطنين في الانضمام للحركة إضافة إلى أن حركة العدل هي الحركة الوحيدة التي تمنح نثريات لقواتها كوسيلة لترغيب وجذب السكان والأطفال للانضمام إليها إضافة إلى الإمكانات المادية والعينية. لقد كان رئيس الحركة السابق د. خليل إبراهيم يروج للخارج بقومية الحركة من خلال استصحاب عدد من منسوبي الحركة للخارج باعتبارهم من قبائل السودان داخل الحركة وإيهام الأوربيين بقوميتها، والهدف من ذلك استقطاب دعم الغربيين، ويكشف أن واحدًا من بنود الصرف تقول يصرح للمجند في صفوفها من الأطفال القصر بعد انقضاء فترة المعسكر التدريبي بالخروج وزيارة أسرته بزيه العسكري للتأثير في الآخرين من الأطفال وأن يحذوا حذوه وبالتالي تصبح تلك طريقة سهلة في دعم السكان للحركة، أضف إلى ذلك هناك طرق أخرى يتم استخدامها لتجنيد طلاب الجامعات او الداخليات عن طريق الترويج بنشر الإشاعات بأن عناصرها بالجامعات تم اكتشافهم بواسطة السلطات الأمنية بالحكومة السودانية مما يدفعهم للخروج والهرب خوفًا من الاعتقال إلى جانب تحريض طلاب الجامعات على إحداث شغب حتى تضطر السلطات لإغلاقها الأمر الذي يؤدي إلى رجوع الطلاب ثم استقطابهم.