{ إذا كانت زيارة دكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان إلى الخرطوم على خلفية أزمة صادر النفط الجنوبي التي تواجهها الآن جوبا، إذا كانت زيارته قد حُدِّد لها يوم الأحد القادم، فلن تكون أصدق من زيارات المسؤولين الجنوبيين على رأسهم سلفا كير إلى إسرائيل. وإذا كانت زيارة مشار ستكون الأحد القادم فهي إذن تأتي في مناخ جني بعض ثمار زيارة المسؤولين إلى إسرائيل، فالأخبار التي رشحت فيها زيارة مشار إلى الخرطوم رشحت فيها أيضاً معلومات عن استخدام وسائل جديدة لدعم الجبهة الثورية بحيث لا تتعرض جوبا للفضح وبالتالي تدفع الثمن غالياً كما دفعته مؤخراً حينما اضطر السودان لإغلاق أنبوب النفط. ومثل هذه المعلومات هي بالطبع تتناقض مع أجندة زيارة مشار التي تصب في احتواء الأزمة بين البلدين والدعوة إلى الحكومة السودانية للتراجع عن قرار إغلاق أنبوب النفط «اقفل البلف يا عوض». وقد كشف اجتماع مشترك ضم قادة الجبهة الثورية الثلاثة عقار وعرمان والحلو إضافة إلى عدد آخر من قادة قطاع الشمال بالحركة الشعبية كشف عن أن اتصالات ولقاءات تنسيقية قد جرت مؤخراً مع بعض المسؤولين الإسرائيليين لتوفير دعم إضافي للجبهة الثورية بواسطة حكومة جوبا. ومشار هو نائب رئيس حكومة جوبا، ويقصد الخرطوم الأحد القادم ليصل إلى إقناعها بالتراجع عن قرار إغلاق أنبوب النفط. وقرار إغلاق الأنبوب أصلاً كان بسبب دعم جوبا للجبهة الثورية. ترى هل يجهل مشار إمكانية تسرب الأخبار من اجتماع متمردي «قطاع الشمال» في الحركة الشعبية الذي أشاروا فيه إلى استخدام وسائل جديدة لجوبا لدعم الجبهة الثورية تُخفي مصادر وطرق التمويل. أي كأنما يريد مشار أثناء زيارته أن يقول للخرطوم بأن جوبا ستلتزم بالامتناع عن دعم التمرد، فتتراجع الخرطوم عن قرار إغلاق الأنبوب ويستمر بعد ذلك الدعم بالوسائل الجديدة دون أن تتعرض جوبا للكشف وبالتالي تدفع الثمن للمرة الثانية. لذلك على الحكومة أن تقرأ في وجه مشار حين يزور البلاد هذا التقرير الذي جاءت فيه وقائع اجتماع قادة قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ومن هذه الوقائع أن الاجتماع بحضور ممثلين من حكومة الجنوب هم الجنرال جيمس هوث وياج بول المسؤولين عن تنسيق عمليات إمداد متمردي الجبهة الثورية اتفق على ترتيب آليات جديدة لإيصال الدعم بغرض إخفاء مصادر طرق التمويل. وفي الاجتماع دعا الجنرال جيمس هوث متمردي الجبهة الثورية للتمسك بالحرص والحذر في عمليات استلام الإمداد العسكري لقواتهم من جانب دولة الجنوب. إذن زيارة مشار إلى الخرطوم ستكون زيارة «فالصو». فهي بعكس الزيارات «الذهبية» للمسؤولين الجنوبيين على رأسهم سلفا كير إلى إسرائيل. إن زيارات قادة الحركة الشعبية «الفالصو» إلى الخرطوم تكون بغرض التضليل. لكن زياراتهم «الذهبية» إلى إسرائيل فهي من ضمن أغراضها دعم التمرد في السودان تحت غطاء هذا التضليل الذي سيأتي الأحد القادم من أجله نائب رئيس حكومة «الجنوب» رياك مشار. لكن هل سيُلغي كشف اجتماع قادة الحركة الشعبية بالمسؤولين الجنوبيين زيارة مشار لأنه توارى خجلاً؟!