نسوة يعملن بمهنة لا تتطلب منهن جهدًا كبيرًا وموادها الخام متوفرة وغير مكلفة ولكن مع ذلك اختلفن فيما بينهن عن ما تدره عليهن من دخل، بعضهن قلن إنها مهنة متعبة ودخلها بالكاد يكفي (حق المواصلات) حيث لا يتعدى ربحهن (10) جنيهات، بيد أن الأخريات أكدن أنها مهنة مربحة وربحها يتجاوز (30) ج في اليوم. إنها مهنة بيع (الداندرمة) أو كما يحلو للبعض تسميتها (آيس كريم) تيمناً بالآيس كريم الذي يتم تصنيعه بالماكينة ويعبأ في الكاسات أو قراطيس من البسكويت. ويكون الدخل أو الربح حسب مناطق البيع فالبيع في المدارس يختلف عن البيع في الجامعات والمؤسسات وأماكن التجمعات كمواقف المواصلات. الحاجة نفسية آدم تعمل ببيع (الداندرمة) بإحدى المؤسسات بوسط الخرطوم قالت عن المهنة إنها غير مربحة بالمرة وجهدها أكبر من عائدها المادي ولا يتجاوز في اليوم (10) ج حيث أشتري الكركدي ب (1)ج والعرديب (1)ج والكاسترد (1)ج و(المهشش) (1)ج والروح (1)ج والقونقليز (4)ج إضافة إلى كيلو السكر بسعر (6)ج وأشتري (لفة) الأكياس بمبلغ (1,50) ج وبها عدد (10) أكياس، ولا أبيع في اليوم أكثر من (25) كيس بسعر (1)ج، ولكن ما يجبرني عليها أنني أعمل على توفير (حق المواصلات) من خلال عائدها وأعطي ابنتي التي تدرس بالجامعة مبلغ (5)ج يومياً. بينما خالفتها الرأي (س) والتي تعمل بالمهنة منذ عشر سنوات قالت في إفادتها المهنة مربحة وأنا أعمل على بيع إنتاجي من الآيسكريم لطلاب جامعات بعينها ومن داخل منزلي لأطفال الحي وأعمل على تجويد منتجي، وموادي الخام الكركدي والعرديب والمانجو والجوافة و(لبن البودرة) وهذه الثلاثة الأخيرة هي الأكثر طلباً، يبلغ سعر الكيس الواحد منها (1,50)ج والكركدي والعرديب (1)ج لطلاب الجامعة و(50) قرشاً لأطفال الحي، هذا طبعاً مع مراعاة اختلاف الحجم والنكهة والحمد لله من خلال متوسط عائدي اليومي (50)ج انضممت لنساء الحي خلال عمل (الصندوق) بصورة دورية ومن خلالها تمكنت من بناء منزل أسرتي الصغيرة بعد أن انفصلت عن زوجي ، ولكن كل ذلك يجيء خصماً على راحتي الشخصية ومجاملاتي الاجتماعية. وجدتها تروج لبضاعتها بطريقة لفتت انتباهي حيث كانت تقول (آيس كريم سكر تقيل، ومويتو من الزير، برّد جوفك، واروي عطشك، عرديب بلدنا ولا بيبسي الآخرين) وكانت تردد هذه المقولة بطريقة درامية مما يجذب إليها الزبائن، قالت خلال إفادتها إن الظروف وحدها هي التي زجت بها الى المهنة وأنها غير متعودة على التعب (والشقاوة)، ولكنها أكدت أن المهنة مربحة وتكفي مصروفها ومن خلالها تخرجت وحيدتها في الجامعة وهي الآن تعمل بوظيفة محترمة، وقد طلبت منها مراراً التخلي عن هذه المهنة والسكون للراحة لكنها رفضت بعد أن (تذوقت حلاوة القرش من عرق الجبين) وأضافت: صافي دخلي اليومي (20) جنيهًا.