(الجنيه العميان) ما بيقضي الغرض مدينة الفتح: إشراقة مكي لم يكن من المستغرب بعد منتصف النهار أن تتسوق ربات الأسر بمدينة الفتح بسوق سبعة ويشترين بعض الضروريات بأقل الأسعار أو أزهدها، ولكن بعد ارتفاع الأسعار اختلف الوضع الآن بعد أن كان الجنيه يشترى به أربعة أصناف أصبح (عميان) هكذا يطلق عليه لأنه لم يعد يراعي الحالة المادية لحامله وبه يشترى صنف واحد. تقول نجاة وهي أم لعدد من الأطفال: "الحالة المادية لأهل الحارات المجاورة ضعيفة وبعد أن فتح سبيل رزق للأسر بعد الشهرة التي وجدها مربع البئر المبروكة واتجاه عدد من الأمهات لبيع الأطعمة إلا أن الأمر انتهى الآن بعد خمود الزوبعة، لقد كان بالسوق تجار ابتدعوا حركة البيع بالتجزئة او البيع بأقل الأوزان أطلق عليها(تقدير ظروف) مكنتنا من شراء بعد الأغذية او اللحوم بأسعار زهيدة وكان الجنيه يشتري به صلصلة وكيس ملح وعدد من البهارات ولكن الوضع الآن اختلف بعد أن أصبح سعر كباية الرز جنيه بدل 50 قرش وهو سعر كان متداولا في بيع العدس والمكرونة والفاصوليا بنفس المقياس، أما أسعار اللحوم فكانت بسيطة مقارنة مع أسعار البيع الحقيقي المتعارف بسوق آخر محطة أو صابرين لقد كنا نشكل عالماً مختلفاً ولكن الآن بعد أن زحف الغلاء الينا لا نعرف كيف نعيش وأغلبية الأسر ضعيفة الدخل جداً يعمل غالبية أرباب الأسر في أعمال هامشية واليومية او يدخلون السوق كمغامرين يلقطون رزق اليوم باليوم وهو ما ثار القلق بعدد من الأسر التي لديها أطفال بمراحل دراسية مختلفة. "لم يكن الوضع من قبل مطمئناً حتى نطمئن الآن بعد زيادة الأسعار الأخيرة التي ارتفعت وتيرتها من نفسها، وهو ما أصاب عددا من الأسر ضعيفة الدخل بالهلع"، هكذا تقول ابتسام علي لأن السيدة التي تعمل عندها وتقيم بغرب الحارات أكدت لها أن الوجبة الرئيسية لأطفالها أصبح عمادها الأساسي (القرقوش) الذي تطحنه وتخلطه بالزبادي مع القليل من السكر وهو أقل ماتستطيع أن توفره كوجبة يومية لأن ما تتحصل عليه من يومية لا يكفي لقضاء جميع احتياجاتها وهي تحرص أن يحصل أطفالها على تعليم يساعدهم لشق طريقهم بالحياة بطريقة أفضل مما عاشت هي. ومن خلال جولة بالأسواق الطرفية هذه وجدنا أن عدداً من المحلات التي كانت تبيع بالتجزئة أغلقت وتحول أصاحبها الى تجارة الألبسة لأنها لم تعد مربحة كما السابق، كما أن بيع اللحوم بالتجزئة أيضاً ضعف الإقبال عليه لأنه لم يعد من الممكن بعد الآن بيع نصف الربع بجنيه ونصف، فأصبح هناك كساد في بيع قطع الفراخ الذي أصبح الإقبال عليه من أفراد بعينهم لأن من يكسبون أقل من خمس جنيهات باليوم أصبح لا قدرة لهم على الشراء اليومي لأن المواصلات الى المدن الطرفية ارتفعت تعرفتها أيضاً، أما الذي صدمنا بقوة أن نجد أن أسعار فواكه فراشات الأرض، زادت أيضاً أسعارها بشكل أكثر من جنوني لأن حبات المانجو لم تعد تباع بالدستة لأن الحبة الواحدة وصل سعرها الى جنيهين وتقل القيمة حسب الحجم، أما كيلو الموز بلغ 3 جنيهات كاملة أما دستة البرتقال 8جنيهات،الجوافة 7جنيهات وكيس الليمون عدد 10 حبات سعره جنيهان، وهي بشارات غير سارة ونحن مقبلون على رمضان الكريم، وإن أحد لا يحمل هماً لأن المعروض يدل وفرة الإنتاج إلا أن ارتفاع الأسعار هو الذي وضع الجميع في حيرة، الخضار من بلدنا والفواكه من مزارعنا لماذا هذا الجشع!!