أولاً لا بد لنا أن نزجي أطيب التهانئ للشعب السوداني عامة والإخوة المغتربين خاصة بحلول شهر الخير والبركة رمضان المعظم، نسأل الله أن يشملنا ببركاته وخيراته إنه سميع مجيب، أصدر خادم الحرمين الشريفين قرارًا بتمديد مهلة تصحيح الأوضاع للعمالة الأجنبية المخالفة بالمملكة العربية السعودية، وهو قرار كان له الوقع الحسن في نفوس الكثيرين إذ أنه يمنحهم فرصة طيبة لتوفيق الأوضاع بعد انتهاء المهلة الأولى، وما يهمنا في هذا المقام هو أن تنتهز العمالة السودانية الذين يشملهم هذا القرار والإسراع في توفيق الأوضاع وألا يسترخوا باعتبار أن هناك مدة زمنية كافية، فالزمن يمر بسرعة وسوف نجد أنفسنا أمام انتهاء المهلة دون أن يتحرك البعض أو أن يتحرك البعض في اللحظات الأخيرة، لقد سبق لنا أن سمينا مثل هذه التصرفات بأنها تحركات الساعة الخامسة والعشرين، مما يعني عدم تقديرنا للأمور ومعالجتها في وقتها والاعتماد على عامل الزمن لحل القضايا، وهو أمر غير مرغوب في زماننا هذا الذي يحسب الأمور بالدقيقة والثانية، أعتقد أن على الجاليات والقنصليات في كل من الرياضوجدة عبئًا كبيرًا في توعية الإخوة المغتربين ممن تشملهم المهلة أن يسارعوا في تصحيح الأوضاع وألا يتباكوا بعد ذلك إذا ما لم يصححوا أوضاعهم ضمن المهلة المحددة، وفي هذه الحالة يجب ألا يلوم أيٌ من هؤلاء إلا نفسه، نعلم تمامًا وحسب أحاديث المسؤولين في القنصليتين بأن أعدادًا كبيرة قد صححت أوضاعًا والبعض ممن لم يوفق أوضاعه في طريقه للسودان معززًا مكرمًا، فالسودان لن يضيق بأحد من أبنائه، وأعتقد أن الدولة ممثله في جهاز المغتربين والأجهزة الأخرى المعنية على استعداد لاستقبال كل المغتربين العائدين وتقديم كل ما يلزم لمساعدتهم في الاندماج في مجتمعهم الذي فارقوه لسنوات عديدة، ومن هنا فإننا نعيد مناشدتنا مرة أخرى للإخوة المغتربين ممن لم يوفقوا أوضاعهم أن ينتهزوا هذه الفرصة الطيبة ويعالجوا أوضاعهم حتى ترتاح أنفسهم وترتاح عوائلهم الذين يشعرون بالقلق إزاء حالهم، المملكة العربية السعودية تعاطت مع هذا الأمر وفق قناعات تستند في مجملها إلى قواعد الشرع الحنيف وإلى الجوانب الإنسانية ولم تمارس ما مارسته بعض الدول، بل كانت رفيقة رقيقة في تعاملها مع المخالفين لأنظمة العمل ومنحتهم أكثر من فرصة لتصحيح أوضاعهم ومن هنا لا بد لنا أن نشكر المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وحكومته والشعب السعودي الشقيق وفق الله الجميع فيما يحب ويرضى ونسأل الله أن يوفق إخواننا المغتربين في تصحيح أوضاعهم قبل انتهاء المهلة المحددة الثانية.