ما إن يأتي شهر رمضان المعظم إلا وتتبارى ربات البيوت في تجهيز مستلزماته والتي من ضمنها مويات رمضان «مستلزمات رمضان» لأهل العريس التي تقوم أم العروس بالإعداد لها قبل شهور لكي تقدمها كهدية لأهل العريس كتمهيد لبداية علاقة طيبة يحفها التقدير والاحترام وفي الفترة الأخيرة أصبحت مويات رمضان عبارة عن مظهر اجتماعي فيه شيء من التفاخر والبذخ فقد أوردت أحد الصحف الاجتماعية خبرًا مفاده أن إحدى السيدات قامت بتجهيز مويات رمضان بمبلغ مائة وعشرين مليون جنيه، ومن ضمن المسلتزمات أوانٍ منزلية تجهز منزلاً آخر متبوعة بخادمة مدفوعة القيمة لمدة ستة أشهر، و مويات رمضان الآن أصبحت شبحًا يخيف الكثير من الأسر البسيطة مع ارتفاع الأسعار والغلاء وأصبحت واحدة من الظواهر الاجتماعية السالبة التي يجب طرحها «الملف الاجتماعي» طرح الموضوع على طاولة المواطنين وعلم الاجتماع وخرج بالحصيلة الآتية: مودة علي «مهندسة أجهزة طبية» ابتدرت حديثها وقالت: أرفض تمامًا فكرة مويات رمضان لأنها أصبحت بها الكثير من المبالغات والبذخ وأصبح الشخص المستطيع وغير المستطيع يجتهد في إعدادها لأهل العريس يمكن أن تكون حسب الإمكانيات والاستطاعة المالية محمد إبراهيم «معلم» ابتدأ حديثه وقال إن مويات رمضان أصبحت فرضًا أكثر من أنها تقدير بين الناس، فواحد من زملائي تمت خطبة ابنته وألحَّت عليه زوجته بإحضار ما ليس باستطاعته من أجل المظاهر فأصبح مدينًا يسدد في مديوناته لفترة طويلة لأن راتبه لا يكفى لكل ذلك والمحزن أن الخطبة لم تستمر طويلاً. حواء الطيب «ربة منزل» أكدت رفضها التام لموية رمضان، وقالت إن بعض الأسر أصبحت تتنافس في تجهيزها وكل أسرة تحاول إعداد مويات أفضل من الأخرى لأهل العريس خصوصًا إذا كان من غير الأهل، وعن نفسي أتحاشى خطبة فتياتي في فترة شهر رجب خوفًا من مويات رمضان المكلفة اقتصاديًا في الوقت الحالي صباح السر «موظفة» قالت إن مويات رمضان أصبحت عرسًا مصغرًا فيتم فيها إحضار كل المواد التموينية والأواني المنزلية التي يمكن أن تفتح مطبخًا من الملعقة إلى الصواني ولا أرى ضرورة لذلك، ويمكن أن تكون الهدايا بين الناس بسيطة وأحيانًا لا تنجح مثل هذه الزيجات التي يكون فيها التركيز على التباهي أكثر من عكس قيمة الاحترام بين الناس وأضافت هي شيء جميل لكن في حدود المعقول ويمكن أن تستثمر المبالغ الكبيرة في إعداد مويات رمضان لتجهيزات الزواج التي تكون مكلفة دائمًا لأهل العروس. الحاجة آمنة الريح ترى أن مويات رمضان موجودة من زمان ولكن ليس بشكلها الحالي ففي السابق يتبادل الناس الحلومر وبعض المواد التموينية والآن أصبح يحكمها المظهر «البوبار». ولمعرفة رأي علم الاجتماع حول مويات رمضان لأهل العريس هاتفنا الأستاذة سلافة بسطاوي التي أكدت أن شهر رمضان هو شهر العطاء وفيه تثبيت لقيمة التكافل بين الناس ومويات رمضان تقدَّم لتوطيد العلاقة بين أسرة العريس والعروس وتكون أفضل إذا كانت في حد المعقول وألّا يكون فيها إسراف وذات تكاليف باهظة على ميزانية بعض الأسر مما يؤثر على دخلها ولا بد أن تكون معقولة وفيها عدم إسراف ومفاخرة وخدش لمشاعر الآخرين الذين لا يستطيعون وعلى الأسرة أن تعرف معدل دخلها وما فعلته الأم في مويات رمضان لإحدى بناتها لا بد أن تفعله مع بقية أخواتها ولا يكون هناك اختلاف كبير.