كنت قد قررت ألا أتعرض خلال هذا الشهر الكريم لتلفزيون محمد حاتم سليمان.. وتلفزيون شركائه في قناة النيلين وذلك احتراما لحرمة الشهر، وحتى أكون بعيداً عن الفسوق والرفث والتعرض لما يخدش الصيام، ولكن نزولاً على رغبة العشرات الذين حملوني مسؤولية كبيرة.. ومنهم داخل الحرم المكي الشريف في أول جمعة في رمضان.. حملوني أمانة أن أعرضها في هذه المساحة في هذه الصحيفة الواسعة الانتشار في السودان والمملكة العربية السعودية.. ليطمئن محمد حاتم وشركاؤه فأنني سأكتفي بما حملوني له حول تلفزة مباراتي كأس السودان وهي البطولة التي تحمل اسم هذا الوطن الغالي، وهما مباراتان طرفاهما فريقا القمة الهلال والمريخ صاحبا الشعبية الجارفة.. إذ لم يتعامل تلفزيون محمد حاتم أو قناة شركائه الأجانب مع الحدث الرياضي الأكبر وهو بطولة كأس السودان ومباراتا الهلال والأهلي بالجمعة، والمريخ والخرطوم بالسبت وكأنما التلفزيون ليس تلفزيون السودان والبطولة كأس السودان. حاولت أن اشرح للإخوة الهائجين الغاضبين على التلفزيون.. المهددين بمقاطعته بأن ظروف شهررمضان لها برمجة خاصة وردوا علي بأن نفس هذا التلفزيون وفي رمضانيات سابقة بث أحداثاً رياضية.. حتى قبل أن تكون له قناة رياضية، وقلت لهم بأن المشاهدين في رمضان يحبون نوعاً خاصاً من البرامج.. فأجابوا برامج تلفزيون محمد حاتم هي الأقل مشاهدة من بين القنوات الأخرى، قلت لهم إن شهر رمضان هو موسم الحصول على مال الإعلانات والرعاية وحين وجدوا أن هذه الجزئية مقنعة ويصعب الرد قالوا: هل المال أهم من الرياضة.. رغم محاولاتي تبرير عجز محمد حاتم وشركائه الأجانب عن تلفزة مباراتي كأس السودان إلا أن حالة القرف التي تصيب المشاهدين تتطلب القليل من الاهتمام بالقطاع الأكبر من المشاهدين.. وتتطلب الاعتراف صراحة بالعجز والتقصير والفشل في توفير الحد الأدني من المنطق والمال للحوار مع اتحاد الكرة، ولكن الواقع يقول لا يوجد من يدير دفة الحوار ولا يوجد من يوجه ويراقب ويرجع ولا يوجد منطق أكبر من منطق جمع أكبر قدر من المال للوفاء بحقوق العاملين والدائنين وضيوف البرامج. بشرنا محمد حاتم والتلفزيون بدخول شراكة كويتية في قناة النيلين ستحل كل مشكلات الرياضة والتلفزيون وتوفير عربة تلفزة، ومعدات هائلة و ستحصل على حقوق الأحداث الرياضية.. ولكن كان الواقع لا عربة ولا معدات ولا حقوق بل حتى فشل في الحصول على الأحداث المحلية ولاشيء بتاتاً.. أو «مالو» كما باللهجة الكويتية عن العدم.. نقطة... نقطة؟! كان الله في عون المعتمرين في هذ الشهر.. فقد بلغ الازدحام مبلغاً حتى في الأيام الأولى فكيف في الأيام التالية والعشرة الأواخر.. واقتطع مشروع التوسعة الهائلة التي يقف ويشرف عليها خادم الحرمين شخصياً بعض الأجزاء من صحن الطواف والمسعى.. مما دعا العاهل السعودي للتوجيه بفتح بعض الطوابق والأجزاء للتسهيل على المعتمردين.. نسأل الله القبول والجزاء الأوفى للقيادة السعودية الحكيمة. ٭ كما اعتدنا أن نهاجم سودانير.. فهذه المرة لا بد من كلمة طيبة فخلال ستة وثلاثين ساعة غادرت مطار الخرطوم إلى جدة وعدت بعد الاستمتاع بصلاة أول جمعة في رمضان وأداء العمرة.. وكانت الرحلات في الموعدين المحددين ذهاباً وإياباً.. وبالمناسبة هي كلمة حق رغم أنني «قطعت التذكرة» من حر مالي دون أي تخفيض أو مجاملة. ٭ نعم حقيقة حركها الدكتور شداد بركله الكرة السودانية الراكضة بقراره ترشيح نفسه.. وكلمة حق لا بد منها أن أزمة ومشكلة الكرة السودانية لن يحلها فوز شداد أو إعادة فوز معتصم جعفر.. لأن المشكلة كبيرة وكبيرة جداً.. منها دور الدولة، وقوانين الرياضة ولوائحها.. وطريقة تسجيل الأندية.. وإهمال منافسات الناشئة.. وحتى طريقة انتخابات الاتحادات هي من المشكلات ووصل الصوت إلى الشيء الفلاني.