دكتور عبد المطلب عثمان موسى من أبناء الجزيرة وأحد الكوادر السودانية التي اختارت الغربة عن الوطن يعمل أستاذًا جامعيًا بالمملكة العربية السعودية بجامعة المجمعة متزوج ورزقه الله بأبناء، بدأ مشوار هجرته لأرض الوطن متجها إلى المملكة منذ «2001م» أستاذ جامعي بتخصص اللغة الإنجليزية، التقته (نافذة مهاجر) أثناء مشاركته في المؤتمر التداولي الثاني لرؤساء وممثلي الجاليات السودانية بالخارج الذي أقامه جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ضمن فعاليات الموسم فكان هذا الحوار: ٭٭ ما مدى قبول الأساتذة السودانيين في الجامعات السعودية؟ سبقونا أشخاص والكل يعرف أن السودانيين كانوا من المهاجرين الأوائل الذين هاجروا إلى السعودية وأسسوا علاقات ممتازة وسمعة طيبة وهذه السمات سهلت لنا مهمة فيما بعد ولم نجد صعوبات والطريق أصبح مؤهلاً، والسودانيون انتشروا واغتربوا لا سيما في الخليج بالرغم من أنها صعبة المحافظة على ذات السمعة الطيبة التي كانت قد عرفوا بها في السابق. ٭٭ هل ما زالت سمعة السودانيين بخير، وما زال الطلب عليهم يزداد؟ نعم ما زالت بخير ولا يوجد شك وهذه الأيام ازدادت الأعداد وأصبحت أضعاف ما كانت عليه في السابق وكل ذلك يرجع للأداء الممتاز التي هباها الله للكوادر السودانية بالذات بعد ماطوروا أنفسهم بالإمكانات التي وجدوها بالمملكة. ٭٭ إلى أي مدى تعالج الورش والمؤتمرات قضايا المغتربين؟ شكرًا للجهاز لقيام مؤتمرات وورش متخصصة ومنظمة بجهود جبارة ولكن القصد أن القضايا الأساسية للمغتربين الآن بحاجة ملحة لإعادة السياسات التي تخدم قضايا المغتربين، الآن كل أنحاء العالم حتى الدول النامية هنالك سياسات للمهاجرين وضعتها تلك الدول لتشجيعهم وليقوموا بدورهم الفعال تجاه الدولة ولكن نحن مازلنا نعمل ونقيم مؤتمرات كبيرة وأجرينا الكثير من المؤتمرات البرتوكولات والتوصيات التي للأسف لم تجد حظها من التنفيذ، وفي الحقيقة الجهاز يقوم عليه رجل نعتبره له سياسات وفلسفة عميقة ورأي واضح باعتبار أنه جاء من رحم الغربة لكن على حد قوله سياساته احتكت مع دولاب الدولة المتشابكة فاصطدمت جهوده بها فنقول آن الأوان بالمناسبة مشكلات المغتربين واضحة جداً ولا تحتاج إلى مؤتمرات ولا مجلس أعلى للجاليات كل هذه أطر تنظيمية مهمة لكن قضاياهم قتلت بعثاً وموجودة في أضابير المؤتمرات السابقة وأضابير جهاز المغتربين لكن للأسف الفئة هذه التي اعتبرها رأي شخصي مهملة ولم تفعل التفعيل المناسب لينخرطوا لأداء دورهم اتجاه الوطن في الظروف التي يمر بها الوطن، نحن نحتاج إلى تفعيل التوصيات التي أصلاً موجودة وكل فترة يجتمعون فيها نحتاج إلى خطوة جرائية وقرارات سياسية لمعرفة وتحديد دورهم كما أن قضاياهم ملموسة وتحتاج إلى قرارات سياسية قوية ولا أخفي عليكم القول إن هنالك عدم ثقة وفجوة بين المغتربين والأجهزة الرسمية والسياسات الموجودة ويجب معالجتها وإرجاع الثقة. ٭٭ إلى أي مدى يمكن لجهاز المغتربين الاستفادة من الكوادر المهاجرة؟ بصراحة الفرق واضح في الأوضاع المعيشية والمناخ ولا نقول حوافز لكن إذا عقدنا مقارنة بسيطة بين الدعم المادي والمعنوي الذي تجده الكفاءات بالخارج وما تعانيه في الوطن، القضية محزنة، كفاءات كثيرة يومياً تهاجر نسبة للأوضاع وانعدام الدعم المادي والمعنوي ولا تأهيل بالرغم من أن البلد ليس بهذه الصورة ويجب أن تلتفت الدولة إلى هذه الفئات والكوادر لأن البلد لا تتقدم إلا بهذه الكوادر لا بد من أن يحدوا من هجرتهم ويستقطبهم بالهجرة العكسية بأشياء معقولة. ٭٭ بماذا توصي المغتربين؟ أوصيهم بأن يبرمجوا أنفسهم ويضعوا خطة مدروسة مثل غيرنا من خلق الله الذين يبرمجوا الغربة ببرامج محدودة وأهداف مرصودة وخطط دقيقة جداً على المستوى الشخصي ليعودوا مرة أخرى وينخرطوا في وطنه لأنه مهما كانت المغريات في الغربة لاشك أن بلدنا هي الحضن الدافي لبناء الوطن. ٭٭ أي إضافة؟ أؤكد على ضرورة الالتفات إلى قضايا المغتربين خاصة أن الأعداد أصبحت في متوالية هندسية لذلك يجب الالتفات الحقيقي ومعالجة قضاياهم.