تم التجهيز لمهرجان معرض الخرطوم الدولي على أيدي لجان عديدة، وقد كان ضيف الشرف لهذا المهرجان دولة قطر، التي كان هناك من عليها من فرق غنائية وكتاب ومثقفين قطريين. ولها جناح كبير باسمها في المعرض يشتمل على نماذج ومخطوطات لكتاب قطريين، وكان اللافت للنظر في هذا المعرض هو عودة الناشر المصري المشهور «مدبولي» بعد غياب واضح في العام الماضي. امتاز معرض هذا العام بكثرة المشاركين فيه من مختلف الدور العربية المشهورة في لبنان ومصر وتونس والسعودية، بجانب المشاركة الكبيرة لعدد من دور النشر السودانية مما يدل على ضعف التسويق لهذه الدور من قبل المعرض رغم مطبوعاتها الجيدة والمتعددة الأغراض، وقد لاحظ المواطن العادي حسب استطلاع «الإنتباهة» كثرة الكتب الأكاديمية والعلمية مما يسهل للجامعات توافر كثيراً من المراجع والمطبوعات النادرة. كما أن هناك معارضاً وصالات مخصصة لوسائل النشر الإلكترونية من أشرطة وأقراص مدمجة، ووسائل تربوية إيضاحية. كما أن نقطة مهمة جدًا لفتت انتباه المثقفين والمطلعين بعد أن توقفوا عندها وهي وجود عدد مقدر من الكتب والروايات الممنوع صدورها في بلدانها وهي موجودة في كثير من الدور اللبنانية والمصرية، ليحتضنها معرض الخرطوم الدولي وهذا ما أخذه المتابعون على الجهات المعنية، وقد لاحظنا وجود مراجع متعددة من الكتب النقدية الحديثة للناقد السعودي « عبد الله الغزامي»، والفلسطيني «أحمد درّاج»، واللبنانية «يمنى العيد»، وقد طفت الكتب التي تتحدث عن الثورات العربية بوجودها في هذا المعرض. وقد اشتكى عدد من الزوار من ارتفاع أسعار الكتب والذي تجاوز بعضها الأربعين جنيهاً أو يزيد ، بجانب الخبط العشوائي لأسعار الكتب وعدم وضع القيمة في الغلاف ومن ثم عدم الالتزام بالتخفيض الملزم بنسبة الخمسة والعشرين في المائة. وقد لقي البرنامج المصاحب انتقادات واسعة من قبل الحضور حيث ضعف الأوراق والمقدمين وعدم مواكبتها لما يخدم الساحة الثقافية السودانية، وغياب الكتّاب الكبار والنقاد عن تقديم الأوراق، كما أن البرنامج يبدأ في الصباح الباكر الأمر الذي انعكس سلباً على الحضور. ندوات المقهى الثقافي بالمعرض نظمت وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية ندوة تناولت المشهد الثقافي القطري تحدثت فيها الدكتورة كلثم جبر موضحة أن دولة قطرها قد شهدت نهضة في كافة المجالات، وأن الفنون والثقافة القطرية قد تأثرت بالبيئة التي انعكست في مختلف الأعمال الفنية، وذكرت أن الذي ساعد على رسم ملامح البدايات إسهام الوافدين الذين أرسوا هذه القواعد في المؤسسات الحكومية من البعثات الخارجية للطلاب، وأضافت أن اليوم يهتم القطريون بالقصة وأما الرواية فجاء الاهتمام بها متأخراً وأصبح الشعر يزاحم على الصدارة ، وكذلك اهتمت دولة قطر بالمسرح المدرسي وقدر برز العديد من الادباء والكتاب، وظهرت بعض المؤسسات الثقافية التي أسهمت في دعم الثقافة.