عوض بابكر .. بأي دمعٍ نبكيك .. وبأي حرفٍ نرثيك .. ■ يا الله .. ■ يا الله .. ■ يا الله .. ■ بين مصدقٍ .. ومكذبٍ للخبر هاتفت أخي الحبيب طلال إسماعيل أستوثقه .. وطلال هو مقصدي في التّبيُّن والتّثبت عندما تتوارد الأخبار وتتشابك خيوط الأسئلة الحيري .. ■ وهاتفت طلال لأنني أعلم قوة رباط المحبة والمودة وصلة الروح التي تجمع بينهما .. ■ وطلال الذي أعرف هيّنٌ تستخفه بسمة الطفلِ .. قويٌّ يصارعُ الأجيالا .. طلال لاتهزه النوازل .. ولا تزلزل أقطار نفسه الفواجع ولاتكسره الأحزان ولا تغطي وجهه الصبوح عاديات الخاص من المصائب ولا العام من الأحداث المزلزلة والمجلجلة .. منذ اللحظات الأولي لوفاة الشيخ حسن الترابي الذي كانت تربطه بطلال إسماعيل صلة مودة ومحبة لم أجد لها مثيلاً بين الشيخ الراحل وأحد تلاميذه وإخوانه الصغار .. في تلك اللحظات كنت مذهولاً وأنا أتابع طلال وهو يغرق في تغطية وإرسال خبر وفاة الشيخ الترابي إلي محطات وقنوات وصحافة العالم بثبات ورباطة جأش تجاوزت تلك التي كان طلال يستحضرها وهو ينقل الجرحي ويدفن الشهداء من إخوانه في جبهات ومتحركات القتال التي شارك فيها طِلّي وثلة من أبناء جيله قبل عقدين من عمر الزمان .. ■ هاتفته لأستوثق الخبر .. أجابني بنحيب وبكاء هزّني وأعاد لي سيرة أحزاننا التي ما أبقت في دواخلنا موضعاً إلا ورسمت فيه حزناً من أحزان البشارة .. ■ إن الذي أبكي طلال إسماعيل لحزن عميق .. ومُصابٌ جلل .. ■ هذه المرة استوثقت الخبر من طلال بالدموع وحزنٍ شوي الكبدَ .. وفطر الفؤاد .. ■ مات عوض بابكر .. ■ يا الله .. ■ يا الله .. ■ يا الله .. ■ مات عوض بابكر .. غادر الدنيا فجر اليوم .. غادر الدنيا بذات الهدؤ والصمت الذي عاش به طيلة حياته .. رحل عوض فجراً والدنيا تتنفس عطر الصباح والكائنات كلها بين حامدٍ ومسبح .. مع سكون الصباح سافر عوض بابكر ليتناسق بدء حياته مع الختام .. ■ اليوم سيتسرجع الكثيرون رحلة أيامهم وجلساتهم مع عوض بابكر .. سيتكشفون أنهم كانوا أمام أحد أئمة الصبر والقناعة والاحتساب .. ■ واجه عوض بابكر إبتلاء المرض بصبر ( أسطوري) .. لم يكسره الألم فقد كان عوض خبيراً بحقيقة مرضه فحشد لذلك خبرته وتجربته من الصبر واليقين فعاش وضيئاً وحاضراً حتي غاب عن الدنيا وهو بكامل وعيه وثباته الإيماني والنفسي .. ■ مات عوض بابكر ليلتحق بأحبابٍ له وصحاب سبقوه إلي الدار الآخرة .. ■ هي الدنيا التي لايعرف أحدنا كيف تكون خاتمته فيها .. والسعيد منا من تخبئ له الأيام خاتمة كخاتمة عوض بابكر .. ■ أستودعك الله أخي عوض بابكر .. سأفتقدك كثيراً .. ولطالما وجدتُك بقربي في ساعات حزني وضعفي .. كنت لي نعم الأخ والحبيب المشفق والناصح الأمين .. ■ حزني عليك عظيم ومقيم .. يحزن القلب .. وتدمع العين .. ولا نقول إلا مايرضي الرب .. ■ لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..