منذ أقدم العصور اعتاد المسلمون أن يستقبلوا العيد بتجهيزات جمة على رأسها تحضير المعجنات والمخبوزات والحلويات، وهذه بالطبع مهمة ربات البيوت وهنا يتنافسن فيما بينهن لتجهيز أجود وأحلى وأبهر الحلويات وقد توجد في بعض العائلات من تمتاز عن غيرها من النساء بإجادتها لصنع الخبائز وأيضًا هناك من ينافسنها في صنعه، لكن لصنع الخبائز أساليب صحية يجب أن تراعيها صانعة الخبائز حتى لا يتسبب في إشكال صحي فالخبائز تعتمد في أساس صنعها على الزيوت خاصة السمن أو الزبدة والتي تعطي نكهة مميزة ومذاقًا مختلفًا غير أنها تتسبب في أضرار صحية تظهر آثارها السالبة في المستقبل البعيد والقريب، وكما جاء في افادة د. عزة بابكر موسى اختصاصي التغذية في حديث خصت به «الإنتباهة» أن السمنة تتسبب في زيادة نسبة الكلوسترول في الدم وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالجلطة والاحتشاء وقد أكدت المتحدثة أن السمن المستخلص من الحيوانات هو الذي يتسبب في ذلك وأن السمن الذي يستخلص من النباتات هو الأقل ضررًا لذا فالأطباء دائمًا يمنعون من تناول السمن الحيواني، أما الزيت النباتي فهو لا يُحدث الأضرار الصحية سابقة الذكر خاصة ذلك النوع الذي يخلو من الكلسترول مثل زيت الفول والسمسم، وأجود أنواع الزيوت هو زيت الزيتون ويمكن أن يضاف لها منكهات لتغيير الرائحة. وفي الإحصائيات التي قدمت في العام المنصرم للصحيفة عن الإصابة بالسكري بعد الأيام الأولى من عيد الفطر المبارك والتي استقبلتها الحوادث والبالغ عددها أكثر من مئتي شخص، وكان السبب الرئيس فيها هو الإفراط في تناول الحلويات والخبائز الخاصة بالعيد، ودعت اختصاصية التغذية إلى ضرورة التقليل من كمية السكر كمادة محلية للخبائز والحلويات موضحة أن الخبائز تُصنع من النشويات والتي بدرورها تتحول إلى سكريات، أضف إلى ذلك كمية السكريات التي تضاف لتحلية مذاقها وبذلك تكون قد تضاعفت كمية السكريات بالجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالسكري الذي بدوره يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة أخطرها الفشل الكلوي وفي ذات السياق نوهت بأن قليلاً من مادة السكر تعني المذاق الحلو، وأشارت في حديثها إلى مستوى نضج الخبائز، وكيف أن الكثيرين يتركونها في النار حتى تحمّر وتصل أحيانًا إلى مرحلة الحريق وهذا يعني تحول المادة الغذائية بها إلى مواد كربونية مهيجة للخلايا السرطانية، وأضافت أنه في حالة احتراقها جزئيًا يجب عدم تناول الجزء الذي اكتسب اللون الأسود أو البني «المحروق» حتى لا يتسبب في الأذى للإنسان. وأول ما يشعربه الإنسان هو سود هضم وبعدها الحوامض إضافة إلى احتمال الإصابة بالسرطان مستقبلاً، وأفادت د.عزة في حديثها أن الخبائز تمد الجسم بكثير من الطاقة لاحتوائها على نسبة كبيرة من المواد الهامة للتغذية كاللبن والسكر والبيض والزبد «السمن»، المواد نشوية «الدقيق»، ودعت لضرورة التعامل الجيد معها في التحضير وكذلك عدم الإفراط في تناولها لأنها تؤدي إلى التخمة والسمنة رغم أنها مشبعة خاصة عند تناولها في الصباح مع كوب الشاي ثلاث قطع تكفي.