بالأمس توج نجمنا الشاب.. بل نجم العرب معتز برشم نفسه وبلده والعرب ضمن أبطال العالم في ألعاب القوى في الوثب العالي في العاصمة الروسية موسكو، بعد أن تخطى رقمه الجديد العالمي كل أرقام أبطال العالم بمن فيهم الأمريكي البطل السابق والروسي صاحب الأرض وغيرهم من أبطال أوروبا، فقد حبسنا أنفاسنا ونجمنا الشاب يرفع يديه داعياً الله وواضعاً إياهما على صدره وبرشاقة ود البلد يتحرك نحو الهدف ويقفز دون أية مساعدة غير إرادته وتصميمه إلى مترين وواحد وثلاثين سنتمتراً، ويكرر رفع اليدين بالدعاء والسجود لله شاكراً فضله. وبعد الدعاء والسجود والتهليل تسلم علم البلد الذي هيأه للعالمية علم دولة قطر الشقيقة.. ولن أكون صادقاً إن لم أتمن لو رفع علم السودان الحبيب الذي أنجبه ورباه وقدمه للعالمية.. ولكن أعود وأتذكر العشرات من الموهوبين من شباب بلدي الذين كنا نقدمهم للعالمية ولكن لم يجدوا غير الاهمال فضاعوا وأي فتى أضعنا إلا من رحم ربي.. ووجد يداً صديقة تحترم موهبته وتنقله للعالمية كما نقلت صباح أمس نجمنا معتز برشم.. وقبله مجيب الرحمن وقبلهما ماجد صديق، وغيرهم من نجوم الكرة والرياضة الخليجية. نهنئ ابننا وولدنا معتز برشم وأسرته الرياضية الكريمة.. ونهنئ الاتحاد القطري لألعاب القوى وكل الأسرة الرياضية العربية بهذا الإنجاز الكبير في الوثب العالي والذي لم يكن للعرب فيه رصيد وإنجاز كما كانت لهم أرصدة في غيره من المناشط الرياضية.. ولهذا كانت فرحتنا وفرحة العرب كبيرة ببرشم وقطر وأصل اللاعب. نقطة.. نقطة كنت من أكثر المتشددين الرافضين تجنيس أبنائنا خاصة الرياضيين لدول أخرى، ودخلت في ذلك في معارك، ولكن أحس الآن بأنني مطالب بمراجعة مواقفي تلك أو نطالب وطننا بالاهتمام بما عندنا من مواهب فطرية خاصة في الألعاب الفردية التي لا تكلفنا الكثير من مال. المليارات التي نسمع بأنها صرفت على ناديي القمة الهلال والمريخ وفي منشط واحد هو كرة القدم.. لو صرف واحد بالمائة منها على أي موهوب في ألعاب القوى أو غيره من الألعاب الفردية لحقق أصحاب هذه المليارات طموحهم الشخصي وطموح الوطن.. ولكن من يسمع؟ وحتى لا أخرج من منشط ألعاب القوى الذي كان فيه السودان هو أول العرب في الفوز بالبطولات العالمية بواسطة ابطاله موسى مدني، موسى جوده، خليفة عمر، الكشيف حسن، والخبير الدكتور محجوب سعيد، فإن هؤلاء الذين أذكرهم هم الآن من الكوادر النشطة التي تقدم خبرتها للأشقاء في الخليج وانتقلوا بهذه الدول للعالمية.. بينما تركونا نعض أصابع الندم ونذرف الدمع على ماضٍ تولى.