أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أمس رسمياً تولي الدكتور محمود عزت إبراهيم، منصب المرشد العام للجماعة بشكل مؤقت خلفاً لمحمد بديع الذي تم اعتقاله فجراً أمس من قبل السلطة الانقلابية في مصر، و يعتبر دكتور عزت على الرغم من أنه لم يكن على علاقة بالإعلام، ولم يظهر كثيراً، إلا أن قيادات الجماعة كانت تراه المرشد الفعلي والقائد الحقيقي لعلاقته القوية بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحركة حماس، وهو من أخطر رجال الجماعة على الإطلاق، واحتفظ دوماً لنفسه بتلك الهالة الداخلية، وساعدته ملامحه الحادة ونظراته الثاقبة وجسده النحيل أن يطلق عليه شباب الجماعة «الثعلب»، و يُعرف عزت أنه أحد أهم صقور التيار القطبي المتشدد في الجماعة، وكان يشكِّل مع الشاطر الثنائي نحو التحالف مع المجموعات الجهادية، وكان الرأس المدبر لاعتصامي رابعة والنهضة ويتلقى يومياً تقارير من مصر بشأنهما، وحلقة الوصل بين مصر والتنظيم الدولى للإخوان وقادة تركيا. ولهذا يرى الكثيرون أن اختياره خلفا ً للمرشد السابق يمثل فتح أبواب لعودة الشرعية في مصر. ويراه القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين دكتور ثروت الخرباوي، أنه رجل مخابرات من الطراز الأول وهو صاحب الكلمة الأولى بجماعة الإخوان مع خيرت الشاطر، وهو إن قال شيئاً لا بد من تنفيذه وهو أقوى من محمد بديع، ولكن فى ترتيب القوى بديع تابع له، ونستطيع أن نقول إن محمود عزت هو المرشد الحقيقى للجماعة، وهو عقلية مخابراتية وصاحب الخطط التي تم على أساسها الإطاحة بدكتور محمد حبيب ودكتور عبد المنعم أبو الفتوح والمحامي مختار نوح. واستقبل أبناء جماعة الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر بفرح شديد، وأكد إخواني وافتخر على موقع «تويتر» أنه بمجيء عزت أصبحت الحرية وعودة الشرعية قريبة للغاية، فهو الرجل الحديدي في الجماعة ولن يقوى السيسي على الوقوف أمامه، وآخر يُدعى ربعاوي أعلن أنه «أسد الله» الذي سيقضي على الانقلاب العسكري، وأنه مستر «إكس» المرحلة القادمة وبعبع الانقلابيين. أما علي الكثري فأشاد بالقرار بأن الجماعة تقدم شيوخها قبل شبابها وستظل جماعة فتية، وأكد أن أية خطوة سيقوم بها السيسي سيكون لها رد من قبل القيادة الجديدة. ويُعد محمود عزت، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين سابقاً، وعضو مكتب الإرشاد حالياً، واعتُقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 74، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 76، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر وخصوصًا الطلابي التربوي حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 81، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراة، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 85م، أُختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م. واعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية «سلسبيل»، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م، وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000م، وأعتقل أيضا ً في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاجاً على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.