التأمت أمس الأول بدولة ملاوي اجتماعات قمة السوق المشتركة لدول جنوب وشرق إفريقيا «الكوميسا»، ويذكر أن تجمع الكوميسا الاقتصادي الذي ظهر للوجود عام 1994، هو أكبر ثلاثة تجمعات اقتصادية بالقارة السمراء، ويضم في عضويته تسع عشرة دولة تم التوصل بينهم إلى إقامة منطقة تجارة حرة عام2000، ويشارك في اجتماعاته المنعقدة حالياً ستة رؤساء دول على رأسهم رئيس الجمهورية عمر البشير، وتأتي مشاركة السودان في القمة لإطلاع الدول المشاركة في القمة على التطورات السياسية والاقتصادية في السودان بعد انفصال الجنوب، وأكد البشير في خطابه أمام الرؤساء والزعماء المشاركين في القمة قناعة السودان بأن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، مشيراً إلى جهود السودان التي بذلها لتحقيق السلام والوفاء بكل التزاماته حتى توج الأمر بالاستفتاء وانفصال الحنوب بالإضافة إلى تسوية القضايا العالقة بين الدولتين. وجاءت القمة هذا العام تحمل شعار العلوم والتكنولوجيا، بجانب البحث في آفاق التعاون بين دول المجموعة والعمل على تذليل المعوقات أمام زيادة تبادل التجارة البينية بين دول الكوميسا في ظل تراجع الرسوم الجمركية، بعد أن أصبحت صفرًا، وبما يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري الصناعي، وإقامة مشروعات استثمارية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة لجميع دول الكوميسا. ويري عضو اللجنة الوطنية للكوميسا عوض الكريم إبراهيم في حديثه عن أولويات السودان من قمة الكوميسا أنها إحدى ركائز البنية التحتية للسوق الإفريقية المشتركة ومدخل مهم للتفاوض مع (( wto الكوميسا الآن في طريقها لتصبح قوة اقتصادية لا يستهان بها، وأبان أن الاتحاد الجمركي الذي تم توقيعه في 2009م خطوة كبيرة لزيادة النماء الاقتصادي والاجتماعي وفتح أبواب التجارة الإفريقية، وقال إن الكوميسا الآن على أعتاب الانطلاقة الكبرى نحو تطبيق الاتحاد الجمركي في هذا العام وهذه درجة متقدمة للتعاون الإقليمي بصورة أكبر وأنفع من المنطقة الحرة، فضلاً عن أنه يسمح وفق شروط متفق عليها للتبادل الحر للسلع المصنعة والتجارية وكذلك قطاع الخدمات: النقل، البريد وأيضًا نقل الأفراد حاملي الجوازات من الدول الأعضاء عبر الحدود والموانئ بصورة أكثر مرونة وفاعلية كما يحدث الآن في دول الاتحاد الأوربي، وأضاف: الكوميسا الآن بالإضافة لمنطقة التجارة الحرة تشكِّلان حجر الأساس والبنية التحتية للسوق الإفريقية المشتركة وهي بمثابة الرؤية الصائبة لتطلعات الإدارة السياسية للدول الإفريقية لتصبح أحلام الزعماء والقادة والمفكرين حقيقة واقعة وأصبح العصر الآن عصر التكتلات الاقتصادية والدول التي تكون خارج هذا العصر سوف تجد نفسها معزولة، مشيرًا إلى الأحداث المهمة بالنسبة لقمة الكوميسا القادمة وللسودان خاصة اكتمال مبنى محكمة عدل الكوميسا بالخرطوم وبذلك يصبح السودان فعلياً دولة المقر الدائم للمحكمة وهي إحدى الأذرع الأساسية للكوميسا، وأوضح قائلاً : إن الهدف الأساسي من المحكمة هو تطبيق القوانين والمواد الواردة في اتفاقية الكوميسا المتفق عليها من قبل الدول الأعضاء،.