حوار: فتحية موسى السيد تصوير: محمود البرجوب أعلن نائب رئيس منبر السلام العادل العميد «م» حسن التوم جاهزية المنبر لخوض الانتخابات القادمة لعام «2015م» مشيرًا إلى دخول المنبر في تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية واصفًا الأخير بصمام الأمان لمجابهة تحديات المرحلة القادمة وحمل هموم الوطن، وأكَّد العميد التوم في حواره مع «الإنتباهة» أن بحث المواطن السوداني ظل يتمحور حول العدل والمصداقية ولو اقتنع أن البديل القادم سيحقق له ذلك لا يتردد في اختياره منوهًا ابمشكلة الجنوب ومآلات الحرب الطويلة وابتزاز الأحزاب الجنوبية للشمال وادعاءاتها التهميش والعنصرية كان جزءًا من الأزمات. وفى ذات السياق برَّأ العميد المنبر من اتهام ومسؤولية فصل الجنوب قائلاً: لو كانت نيفاشا تمت بالطريقة الصحيحة لأثنى الجميع على فصل الجنوب، وتطرق الحوار إلى جملة من قضايا الراهن السياسي فإلى إفاداته: بداية سيادة العميد: حدِّثنا عن مدى جاهزية منبر السلام العادل بعد قراره خوض الانتخابات القادمة عام 2015م؟ منبر السلام العادل ظل يدعو لفترة طويلة وبقناعات تامة أن تغيير النظام لا بد أن يتم بالتداول السلمي وبما أن الانتخابات هي الوسيلة الوحيدة التي ستفضي إلى إحداث هذا التغيير سلميًا فلهذا لا مناص من التجهيز مبكرًا لخوض غمار الانتخابات القادمة، لذلك دخل الحزب في تحالف كبير جدًا وواسع وهو: تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية فيه ما يقارب «20» حزبًا مسجلاً وتسجيلها يتم عبر الجمعية العمومية لا يقل عن «500» عضو لو افترضنا أن لديها عضوية أكثر من التي سجلت بها سنجد «500» «20» تساوى «مليون» ولو فقط أقنع واحد من المليون أفراد العائلة الممتدة فسيكون حصيلة المقاعد ما بين 5 إلى 10 ملايين هو عدد كافٍ جدًا لمرشح واحد من التحالف يمكِّنه من المنافسة وبقوة في الانتخابات الرئاسية والتحالف ما زال بابه مفتوحًا لجميع الأحزاب الكبيرة والصغيرة الإسلامية والوطنية والاتصالات الحثيثة مع باقي الأحزاب حتى الآن متواصلة للانضمام إلى التحالف. منذ متى اتخذ المنبر هذا القرار وتم الإعلان عنه؟ قرار دخول المنبر الانتخابات القادمة اتُّخذ لدى المكتب القيادي وأُجيز بواسطة اجتماع مجلس الشورى الأخير والسيد رئيس الحزب في اجتماع مجلس الشورى الأخير قدم إستراتيجية الحزب خلال الفترة المقبلة وهي المرتكزات الأساسية والمحورية للمرحلة القادمة، وقد بدأ تنزيل هذه الإستراتيجية بالولايات، وفي خلال الأسابيع المقبلة سيبدأ لقاءات ملتقى الولايات وبداية التنفيذ. على صعيد التحالف ما هي رؤية تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية ومرجعيتها؟ واضح من خلال المسمى وهو تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية ومرجعيتها في النهاية إسلامية، وهذا يبرز خلال إستراتيجية الحزب التي أُجيزت بمجلس الشورى الأخير لأن هناك اختلافًا في رؤية حل المشكلات القومية مثل «جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي ودارفور» يتم تناول الرؤية من خلال اللجان التي سوف تتشكل للمتابعة وكيفية حلها إضافة إلى رؤية الحزب في شتى المجالات بما فيه الاقتصاد والتعليم الذي يشكل أساس نهوض السودان ودفعه إلى الأمام لو تم بناء المناهج لخلق مجتمع سوي يتماشى مع القضايا الإسلامية سيتم خلق مجتمع معافى خالٍ من التشوهات والإفرازات التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة، والمجتمع السوداني في الفترة الأخيرة تشوه من الفساد الذي ضرب بأطنابه مرافق الدولة ومؤسساتها دون حسيب أو رقيب، أضف إلى ذلك التفلتات الأمنية. سيادة العميد: برأيك هل حزب منبر السلام العادل قادر أن يكون البديل الحقيقي لحزب المؤتمر الوطني ومجابهة تحديات المرحلة القادمة؟ أي حزب إن كان قائمًا على فكرة ومبادئ معينة لا بد أن يتطلع إلى أن يكون البديل لأي نظام سواء كان قائمًا الآن أو في المستقبل وإلا أن يكون حزبًا منهزمًا نفسيًا منذ إنشائه وباعتقادي منبر السلام العادل من بداية نشأته يتطلع ويعمل جادًا بكل الوسائل السلمية والتنظيمية والسياسية والإستراتيجية التي أُجيزت بأن يكون البديل الأمثل للنظام القائم. إذا ما هى الأطروحات المقدمة من جانبكم لإقناع الشعب السوداني حتى حين موعد الانتخابات القادمة؟ الشعب السوداني اصبح لديه مبدآن: لو اقتنع ان النظام القادم سينفذهما سيقف بصلابة وراءه وهما العدل والمصداقية لو اقتنع ان البديل القادم الذى يتولى امره يكون عادلاً ومنصفًا بين فئاته المختلفة في توزيع الثروة والسلطة وفرص العمل وليس حكرًا على فئة معينة ولو وجد الصدق فى التنفيذ ومواجهته بالحقائق فى تقديرى الشعب لا يتطلع الى اكثر من ذلك. «مقاطعة»: هل تعتقد ان المؤتمر الوطنى فشل فى ادارة ازمة السودان طيلة فترة ال «24» عامًا الماضية؟ الفكرة التى قامت عليها ثورة الانقاذ كانت شعارات جميلة ومبادئ سامية جدًا الا انها انحرفت «180» درجة عن مسارها ولو نُفذت شعارات «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع» ومن لا يملك قوته لا يملك قراره والعدل الذى يتسم به الإسلام والرسالات السماوية جميعها مبنية على العدل الا انه انتفى من سنوات عديدة فى السودان وحتى فرص العمل والاستثمار هناك ناس كانوا فى القمة اصبحوا الآن فى الحضيض والعكس صحيح، المؤتمر الوطنى اصبح الآن جزءًا منعزلاً من مراكز القوى حتى فيما بينها غير منسجم وغير قادر ان يصل الى رؤية موحدة وإن وجد فرصة لإصلاح حاله نسبة لبعض مراكز القوى السلطوية اقتصاديًا وسياسيًا كل فئة ترعى مصالحها ولديها خطوط حمراء والالتقاء بين الجزر المتفرقة برأيي فى غاية الصعوبة. بماذا سيكون تمثيل المنبر فى الانتخابات؟ النظرة الإستراتيجية الحالية للمنبر هي خوض الانتخابات على كل المستويات سواء كان رئاسية او قومية او ولائية لكن هناك بعض المهددات او الظروف ربما تظهر تجعل من المنبر ان لا يسير قدمًا فى ذلك الخط بكل المستويات نسبة للتحالفات التي نحن بصددها، هذا التحالف فى الانتخابات قد يكون المنبر فى بعض الدوائر متنازلاً لأحزاب اخرى وهكذا بالنسبة للاحزاب الأخرى يتم تنازلها للمنبر فى دوائر اخرى اضافة الى التوافق على مرشح رئاسة الجمهورية من التحالف هل يكون من منبر السلام ام من احزاب التحالف الأخرى، ونحن نأمل ان ينضج هذا التحالف ويتمدد ليكون حينها لكل حدث حديث. نما الى علمنا ان لديكم تحفظات على انضمام حزب الامة والاتحادى الديمقراطى إلى التحالف؟ بالرغم من تحفظاتنا على بعض مواقف الأحزاب الكبيرة مثل الامة والديمقراطى بالذات نسبة لعدم ثبات مواقفهم «رجل برا وأخرى جوه» نجد حزب الأمة شبه مشارك والجزء الآخر معارض الى حد ما، اما الاتحاد الديمقراطى فهو مشارك مشاركة فعلية فى النظام وهناك اتصالات جارية مع الأحزاب الكبيرة نتائجها ستظهر فى مطلع الأيام القادمة. «مقاطعة»: على صعيد الراهن السياسي كيف تقرأ ما يجرى فى الساحة وعن مباحثات للوطنى والشعبي؟ المؤتمر الوطنى فقد ثقة الشعب والمصداقية لدى الناس، لذلك اكرر ان الفرصة الآن امام تحالف الأحزاب الإسلامية والوطنية كبيرة جدًا مقارنة بتجارب الاحزاب الكبيرة الاخرى التي وجدت فرصًا كبيرة فى الحكم مع ذلك لم تقدم اى شيء ملموس ولو بمقارنة بسيطة بين السودان وبعض الدول التى نالت استقلالها فى العام نفسه وبنفس البنية الاقتصادية والاجتماعية لرأينا العجب، واذا نظرنا الى كوريا الجنوبية والهند وماليزيا من الدول النووية والمصنعة للطائرات فلا سبيل للمقارنة. «مقاطعة»: الى ماذا تعزو تراجع السودان عن باقى الدول ومن المسؤول عن ذلك؟ هذا التراجع له اسباب عديدة، فهناك مشكلة الجنوب ومآلات الحروب الطويلة، والجنوبيون انفسهم افسدوا الحياة السياسية لأن شراء الاصوات والمواقف بدأت بالأحزاب الجنوبية التى ابتزت الشمال كثيرًا وادعاءات التهميش والعنصرية، وحرب الجنوب التي تعتبر اطول حرب في افريقيا استنزفت الاقتصاد والفكر السياسى وهو من اقوى الأسباب اضافة الى فشل النخبة السياسية الذريع باعتراف كبار الساسة السابقين والحاليين عن مسؤولية النخب السياسية لما آل له حال السودان. على ذكر الجنوب: يتهم البعض منبر السلام العادل اتهامًا مباشرًا ويحمله فصل الجنوب عن الشمال، بم ترد؟ اولاً ارجو توضيح الآتى: لو كانت نيفاشا تمت بالصورة الصحيحة لكان معظم الشعب السودانى الآن يثنى على فصل الجنوب لكن للاسف الشديد ونحن متهمون بفصل الجنوب ولو كان منبر السلام بالقوة والتأثير القوي الذي يجعل الجنوبيين يصوتون للانفصال بنسبة «98%» من الأفضل ان يتنازلوا لنا من اجل حكم هذا البلد، المنبر كان ينادى بفصل الجنوب لأسباب اقتصادية واجتماعية وخاصة بالجنوب نفسه، واكرر من خلال محللين سياسيين اوربيين على المستوى الامنى والعسكرى عن فصل الجنوب لو تم بالطريقة الصحيحة وعندما علم السودان ان امريكا والغرب واسرائيل ممكن ان يدفعوا اى ثمن لفصل الجنوب كان لا بد من وضع شروط معينة اولاً رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب واعفاء الديون الخارجية اضافة الى رفع الحظر الاقتصادى واخيرًا دفع الأموال التى وعدت بها الدول المانحة فى حال الفصل وقبلها ترسيم حدود 1/1/ 56 وحل مشكلة ابيي، لو لم يوقع السودان قبل ان يتم ذلك لكان الجميع الآن فى السودان اقتنع بفصل الجنوب، المنبر بريء من كل الاتهامات المنسوبة له انما أخطاء المؤتمر الوطنى التى صاحبت نيفاشا هو ما قادنا الى هذا النفق الضيق. ماذا عن ابيي خاصة أن دولة الجنوب اعلنت اجراء الاستفتاء فى اكتوبر القادم دون موافقة السودان والمسيرية معاً؟ قضية ابيي خُلقت جراء تهاون وتفريط وانبطاح المؤتمر الوطنى لأن ميثاق الاتحاد الافريقى منعًا لاى نزاع اقر ان الحدود التي وضعها الاستعمار تكون كما هى والوثائق تؤكد ذلك لكن الضغوط من القوة الاحادية هى التى فاقمت قضية ابيي واقامة الاستفتاء امر وارد لكن التداعيات تكون خطيرة والمسيرية لها من القوة ما لا يُستهان به ولن تسكت على ذلك اضافة الى تأييد الشعب السودانى فى حقها التاريخى الموثق والكرة فى ملعب الحكومة. على صعيد الشأن الخارجى كيف تنظر الى مجريات الأحداث بمصر؟ قد يعجز الإنسان عن ايجاد الكلمات المناسبة عما يجرى الآن فى مصر من نفاق ديمقراطى وسقوط شنيع جدًا لمدعى الحرية والديمقراطية للاحزاب الليبرالية والعلمانية سواء كانت دولاً بما فيهم امريكا والدول الغربية ولا يُعقل ان يعزل او ينقلب الجيش على رئيس منتخب من قبل الشعب وهناك استحقاقات انتخابية بمراحل مختلفة مرت بها حكومة الرئيس مرسى وبكل بساطة يحدث ما حدث فى 30 يونيو ثورة تحت حماية وانحياز الجيش وخداع اعلامى كبير و«c.i.a» الآلة الامريكية لم تستطع تحديد الحدث بانه انقلاب ام لا لذهب الجميع مقالين لكن الامر جلي والكونغرس قال انه انقلاب مكتمل الأركان اى امريكا تمسك «العصاية من النصف» الهدف تقوية وتمكين نظام السيسى وما فعله من سفك وبطش لم يفعله الجبابرة ولا فرعون فى مصر، أضف إلى ذلك الدور القذر الذى لعبته الدول العربية وتأييدهم للانقلاب. ماذا عن ما يجري الآن في سوريا وقد بلغت الحرب مرحلة الكيماوي؟ ليس هناك إنسان مسلم راضٍ عن الذي آل عليه حال سوريا، لكن تواطؤ الدول الغربية وعدم وحدة الدول العربية والإسلامية هو ما أوصل سوريا لهذه للمرحلة وخروجها التام من الدول المواجهة لإسرائيل، وما يجري تحت مسمى الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة، وأمريكا وإسرائيل تريدان هيكلة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحهما وضمان الأمن الكامل لإسرائيل.