في حفل بهيج وحضور نوعي وقعت هيئة الموانئ البحرية عقدًا لإدارة محطة الحاويات بالميناء الجنوبي مع شركة «آي سي تي إس آي» العالمية الفلبينية وذلك بفندق كورال بورتسودان، وقال مدير عام هيئة الموانئ البحرية جلال الدين محمد أحمد شلية لدى مخاطبته حفل التوقيع إن الشركة الفلبينية التي فازت بالعطاء لها رصيد وافر وخبرة تصل ل«25» سنة في إدارة الموانئ وإنها تدير حاليًا حوالى «27» ميناء حول العالم وإنها تم اختيارها من بين «12» شركة عالمية، وقال شلية إن مدة تنفيذ العقد ثلاث سنوات قابلة لزيادة سنتين لتصبح المدة في مجملها خمس سنوات تنتهي بعدها مدة العقد تمامًا. وأوضح جلال شلية أن الهدف من التعاقد مع هذه الشركة يتمثل في ثلاثة محاور أساسية هي زيادة وتعظيم الإيرادات وتدريب وتأهيل الكادر البشري، وخلق نظام لإدارة الحاويات وصيانتها. نفس هذه الأهداف والمرامي أكدها الرئيس المناوب للشركة يانق يوبال الذي قال: سنعمل بأقصى ما يمكن حتى نحقق ما نصبو إليه كما أننا سنعظم الفاعلية ونقل المعرفة والتدريب. وكأن إدارة هيئة الموانئ البحرية خشيت أن يُفهم إقدامها على هذه الخطوة بأنها اتجاه لخصخصة الموانئ «بالقطاعي» بعد تلويح المركز مرات بنيته الخصخصة التي جوبهت باعتراضات عنيفة من قبل العاملين وقطاعات أخرى عريضة في الولاية، لذا سارعت بعقد مؤتمر صحفي شرحت فيه تداعيات إقدامهم على توقيع هذا العقد، قال فيه جلال شلية مدير الموانئ نحن وقعنا هذا العقد مع الشركة الفلبينية لأننا نحتاج أن نطور أداءنا ونجود عمليات المناولة في الميناء ولأننا بصراحة في العشرين سنة الماضية ولتداعيات المقاطعة التي فُرضت علينا كنا منقلقين على أنفسنا ومنقطعين عن العالم وأن هذا العقد ليس فيه أي مساس بالعاملين ونفى شلية أن يكون ذالك الاتفاق هو عبارة عن خصخصة للميناء سواء إن كانت ناعمة أو خشنة، وتساءل: كيف تكون خصخصة ونحن الذين ندفع للشركة حوالى مليون وستمائة ألف يورو سنويًا؟!، كل ما هناك أننا بالفعل نحتاج أن نحتك بالشركات العالمية شأننا في ذلك شأن الاحتراف في كرة القدم الكل يتفق على أن استجلاب لاعبين دوليين ومدربين أجانب يطوِّر من اللعبة كثيرًا، نحن كذلك الاستعانة بخبرات عالمية تطور الموانئ تمامًا، وعن لماذا محطة الحاويات خاصة قال لأن الحاويات هي مستقبل النقل البحري. وقد سألت فؤاد عبد الهادي رئيس النقابة العامة لعمال الموانئ عن هذه الخطوة وأنها ربما تعني مستقبليًا خصخصة الموانئ في حال عدم نجاح الاتفاق أو الاستفادة منه وأن الحكومة تكون بذلك قد أعذرت؟ قال هذا كلام سابق لأوانه لكن ما أحب تأكيده أن هذا لا يعني من قريب أو بعيد أنه خصخصة. وأكد لنا عبد الوهاب عبد الوهاب الأمين العام لنقابة عمال الموانئ لخمس دورات سابقة وعضو مجلس الإدارة الحالي أن هذا الاتفاق هو سعي لإنفاذ خطة إستراتيجية هيئة الموانئ البحرية في تطوير العمل الإداري وجعله مواكبًا للمعايير الدولية ويتيح تحسين الأداء وزيادة ومضاعفة الإنتاجية والتوسع في تداول الحاويات واستقطاب حصص سوقية وأنشطة جديدة، وعن ملامح الخصخصة في الموانئ قال عبد الوهاب نحن وجودنا في مجلس الإدارة الهدف منه في المقام الأول الحفاظ على مكتسبات وحقوق العاملين وعدم تشريد أي عامل أو إقصاء لأحد بل لتطوير الخبرات للتعامل مع التطورات المتسارعة في مجال النقل البحري. لكن بعض المتعاملين مع الموانئ يرون أن استجلاب هذه الشركه يدل على فشل الموانئ في إدارة مرافقها خاصة الميناء الجنوبي الذي يعتبر ذروة سنام الموانئ والسودان وأن تكدس الحاويات يدل على ذلك ويتضرر منها الموردون وبالتالي المواطن لأن الموانئ تفرض رسومًا على تأخير أرضيات تكون هي السبب فيه مما أثار حفيظة جهات كثيرة متعاملة مع الميناء، وقال آخر فضل عدم ذكر اسمه إن الذي أضر بعمل الموانئ هو المجاملات والعواطف إذ أن في مثل هذه المرافق الاقتصادية لا تتحمل هكذا نظرة وإنما معيار الخبرة والكفاءة هو الذي ينبغي أن يسود وأن استجلاب شركة تدفع لها مبالغ كبيرة لإدارة مرفق هو نتاج لهذا الضعف. ولكن محمود صديق العوض رئيس اتحاد أصحاب العمل لدورتين في الولاية وعضو مجلس إدارة هيئة الموانئ الحالي قال لي في اتصال هاتفي إن هناك فرقًا بين الفشل والخطوة نحو التدريب والتأهيل، والموانئ لم تُقدِم على ذلك لأنها فشلت ولكن تريد أن تطور نفسها ولما يتم التدريب والتأهيل سيكون هناك فرق كبير في دورة العمل، وقال إن هذا الاتفاق سيعود على المتعاملين مع الموانئ بالفائدة القصوى لأنه سيوفر الزمن ومعروف أن الزمن في الموانئ «قروش» وهو دائمًا ما يكون خصمًا على المواطن في زيادة السلع، وأوضح العوض أنه على العاملين في الميناء تقدير هذه المسؤولية وهي فرصة ذهبية لهم، وألمح إلى أن المرحلة القادمة لا مجال فيها لأنصاف المتعلمين وأن الاقتصاد لا يتحمل التهاون أبدًا.