قال إن تحول المجتمع إلى الرفاهية إحدى المشكلات التي واجهت الاقتصاد الخرطوم: صلاح مختار أكد الرئيس عمر البشير أن مسيرة الإنقاذ عبارة عن ابتلاءات وامتحانات ومعاناة، وقال إن الذين يعتقدون أن المسيرة كلها رفاهية ودعة، «عايشين وراقدين وما قارين الواقع صحيح»، وقال: «إن قيادات الإنقاذ لم ترسل أبناء الناس أو أبناء الغبش ليقتلوا في الغابات وهم جالسون في الصفوف الخلفية، وإنما كانوا مثلهم، فقد قدمنا الشهيدين الزبير محمد صالح وإبراهيم شمس الدين». وقال البشير لدى مخاطبته طلاب الوطني أمس: «عندما جئنا رفعنا شعاراً وراية، غير أن كل قوى البغي والعدوان كانوا ومازالوا ضدنا، والتآمر حتى الآن لم يتوقف»، وأضاف البشير قائلاً: «هم ليسوا ضد البشير وإنما ضد التوجه»، مشيراً إلى ما حدث في كثير من الدول، وأكد أن الحديث عن الإسلام السياسي والإرهاب يقصدون به الإسلام.وأقرَّ الرئيس بوجود ارتفاع في الأسعار وركود، لكنه أشار إلى أنهم حريصون على إيجاد معالجات يمكن أن تكون جراحات، مشيراً إلى الصدمات التي مرَّ بها الاقتصاد خاصة بعد دخول وخروج البترول وانفصال الجنوب، وأكد أن تحول المجتمع إلى مجتمع رفاهية واحدة من المشكلات التي واجهت الاقتصاد، وقال: «دون معالجات جذرية فإن المعاناة سوف تزداد يوماً بعد يوم، ومعاناة المواطن ستستمر»، وأشار إلى أن رفع الدعم فيه عدالة بأن يأخذ الفقير حقه وكذلك الغني، وقال إن الإجراءات الاقتصادية عبارة عن إعادة لتوزيع الموارد بعدالة، وقال إن الفقراء والشرائح الضعيفة وذوي الدخل المحدود هم الذين يهمهم أمرهم. وقال البشير إن الشعب السوداني انقسم الى فئتين، الفئة الأولى مستمتع بالحياة تماماً «راكبين أغلى الموديلات وساكنين في عمارات وفلل وإجازاتهم في أروبا وتركيا وغيرها»، وفئة أخرى «ما لاقين وجبة واحدة في اليوم» وقال إن هؤلاء هم الذين يهمونهم. ولفت إلى أن العدالة هي إعادة توزيع الدعم ووضع معالجات جذرية لإيقاف التدهور الذي يكون ضحيته الأولى الفقراء والمساكين وذوو الدخل المحدود. وأشار البشير إلى وجود حلول سهلة، مشيراً إلى الدول التي لها علاقات جيدة مع الغرب ومع مؤسسات التمويل التي تدفع لهم ولكن بشروط، غير أنه قال: «إذا كنا نمثلكم فإننا لن نقبل بشروطهم مهما كانت المشكلات». وأضاف أن الحديث عن الميزانيات التي توجه إلى الشرطة والجيش كله كذب، وكشف أن الشرطة فقدت خلال عامين 60% من قوتها بسبب المرتبات غير المجزية. إلى ذلك اتهم الرئيس جهات لم يسمها قال إنها مدفوعة لتحريك النزاعات القبلية، وقال إن دارفور الآن ليست مهمشة ولكن التمرد عطل التنمية. وقال البشير إن الحكومة تريد تنظيف الدولة من التمرد والعصبيات والجهويات، مشيراً إلى محاولات تفكيك السودان وإضعافه بإثارة النعرات القبلية والجهوية، وأشار إلى تجدد القتال بين المعاليا والرزيقات، وأضاف قائلاً: «هناك أناس يُدفع لهم للإيقاع بين القبيلتين بالتحريض وغيره». وذكر أن تجدد القتال ليس صدفة وإنما هناك من يحركه ويقف وراءه، وقال: «ما في سبب للحرب في دارفور»، وأكد أن طريق الإنقاذ سوف يصل إلى الفاشر في غضون الشهرين القادمين. من جانبه، أكَّد أمين الطلاب جمال محمود أن الطلاب ظلوارغم التحديات وتعاظم المشكلات يقفون خلف الإنقاذ، غير أنه دعا الحكومة إلى بناء نهضة شاملة وإنفاذ كل مقررات مؤتمر التعليم وقيادة مشروع اقتصادي لقيادة النهضة ورعاية الشرائح الضعيفة. من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين مهندس محمد صلاح، رفض الطلاب لزيادات أسعار الوقود غير أنه قال إن الرفض ليس من جهة المعارضة لقرارات الحكومة، بيد أنه قال للرئيس: «إننا معكم لن تسمعوا منَّا إلا الطاعة فامضِ بنا ما شئت».