هذا الأسبوع افتتح والي الخرطوم عددًا من المراكز الصحية بمحلية امبدة وغيرها من المحليات. وزير الصحة قال إن المراكز الصحية بولاية الخرطوم وصل عددها إلى مائة مركز صحي. للولاية نصيب في هذه المراكز وغيرها ساهمت فيه المنظمات الأخرى. المائة مركز صحي المنتشرة في ولاية الخرطوم لا نصيب يذكر للريف الجنوبي فيها. وإن ذُكر الريف الجنوبي لا بد إن تأتي السليمانية غرب في مقدمته باعتبارها أم قرى هذا الريف. مركز صحي السليمانية غرب لا وجود له في خارطة البروف مأمون حميدة. سنوات طويلة وأهلنا في السليمانية يعانون من انعدام الخدمات الطبية إن كان عبر بطاقات التأمين أو غيره من العلاج. صدق أستأذنا حسين خوجلي حينما قال في برنامجه الرائع بفضائية ام درمان إن أزمة السودان في الإدارة وليس الإمكانيات. الكثير من المحليات تعاني الإهمال من سوء الإدارة وليس لعدم وجود المال. الدليل على ذلك ما يحدث في محلية جبل أولياء التي وضع القائمون بأمرها «المواسير» في القرى لإتمام شبكة المياه ولكن هذا لم يحدث حتى الآن. تعاني عدد من قرى جبل أولياء من تردي البيئة وبدأت السليمانية شرق حملة إصحاح البيئة ولكن واجهت عملها هذا بنقص عربات النفايات وأكياسها. وفي الوقت الذي تحتاج فيه قرى المحلية للمياه والنظافة تستعد المحلية لافتتاح الطابق الثاني في مقرها الرائع. إن معتمد جبل أولياء الأخ ابوكساوي يتعامل مع قضايا المحلية بنظرية «مستر سيبك» الذي ذكره استأذنا حسين خوجلي في برنامجه المشاهد «مع حسين». نقترح أن يطلق أهل جبل أولياء على ابوكساوي لقب «مستر قريب إن شاء الله» لوعوده المتكررة بقرب حل مشكلات المحلية. المدارس تعاني والبيئة تعاني والمشكلات متراكمة في المياه و... و.... والكثير من الخدمات يعاني فيها أهل الجبل وابوكساوي يعدهم بقرب حل هذه المشكلات. وليس ابوكساوي وحده الذي يتعامل بنظرية «مستر قريب إن شاء الله» بل ام درمانوالخرطوم وامبدة والجميع يتعامل بهذه النظرية. أما شرق النيل فنقترح ان يطلق على معتمدها لقب «مستر هاتف» لانشغاله طيلة الوقت بالمكالمات الهاتفية. من قبل قال لي احد موظفي المحلية «الكبار» انه لم يجد يومًا الدكتور عمار حامد وأذنه بعيدة عن سماعة الهاتف. وان كان هذا الحال في الخرطوم المحلية الأكبر «ماليًا» في السودان والأقرب لمتخذي القرار فيمكن أن نتصور كيف هو الحال في المحليات البعيدة من المركز. الحال يغني عن السؤال.. إهمال في كل محليات السودان للمواطن المغلوب على أمره وهو يضع يده على خده «محتار في الحل». نرجو وغيرنا كثيرون أن يكون الحل في التشكيل الجديد بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب من اجل إدارة الدولة بصورة سليمة وصحيحة. الإدارة فن وعلم ويجب أن تُدار الدولة بنظريات الإدارة الحديثة وليس بنظرية «حقي وحقك». أهل السليمانية غرب ما زالوا ينتظرون إيجاد الحل في مركزهم الصحي الذي يجد الإهمال المريع.