الندوة السياسية التي أقامها متمردو الجبهة الثورية في هولندا السبت الماضي عن الوضع السياسي الراهن في السودان في مدينة لاهاي وسط حضور الجالية السودانية هناك، تم فيها شرح برنامج تمرد الجبهة ومواقفها السياسية والحلول التي تطرحها، المتمثل أبرزها في إسقاط النظام القائم وإقامة حكومة انتقالية تعمل على استتباب الأمن والسلام وعودة النازحين واللاجئين ووقف الانهيار الاقتصادى وإصلاح العلاقات مع الجوار الإقليمى والمجتمع الدولي وإقامة المصالحات وتقديم المجرمين إلى المحاكمة العاجلة والعادلة، وخلق مناخ ديمقراطي وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لإحداث تحول ديمقراطي في البلاد والعمل على خلق وحدة حقيقية. أهداف مشرعة!! يتضح من خلال الجولة التي قامت بها الثورية في دول الاتحاد الأوربي، أنها تهدف إلى اختراق مؤسساتها السياسية والتشريعية وتعبئة الرأي العام الأوروبي وتنويره ضد السودان باستمرار مزاعم عمليات الإبادة الجماعية في المناطق المتأثرة بالحرب في السودان، عبر لقاءات مكثفة للمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين، بما في ذلك أعضاء البرلمان الأوروبي والمنظمات المعادية ونشطاء حقوق الإنسان. استقطاب نوعي وقد ركز متمردو الجبهة الثورية على تحريك ملف الجاليات بأوروبا ومساهماتهم المتوقعة في إحداث التغيير السياسي في السودان ووقف الحرب في البلاد، بعد الترحيب الواسع الذي وجدته من بنات وأبناء دولة جنوب السودان، والاستقبال الحاشد في إحدى كنائس المدينة التي يرتادها المهاجرون من مواطني دولة جنوب السودان في فنلندا. اتهامات مباشرة وحمَّل رئيس حركة جيش تحرير السودان ونائب رئيس الجبهة الثورية السودانية المتمرد مني أركو مناوي حكومة الخرطوم مسؤولية انفصال الجنوب، مشيرًا إلى أن الحركة طلبت من المجتمع الدولي مساعدة السودان على إيجاد حلول شاملة للأزمة في البلاد، مع إعطاء الأولوية لتأمين المساعدات الإنسانية للمحتاجين. تحركات لصيد ثمين أيضاً نجد أن لقاء متمردي الجبهة الثورية مع دول الاتحاد الأوروبي بالمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قد شرح الأوضاع في السودان، خاصة في ما يتعلق بجانب مزاعم التمرد بوجود انتهاك حقوق الإنسان وعمليات الإبادة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق التي تزامنت مع قيام متمردي الجبهة بالهجوم على منطقة أبو زبد وقتلها الأبرياء وانتهاك حقوقهم التي أتت في إطار إشعال النار بمثل هذه التحركات، واقتراحها إيقاف هذه العمليات الحكومية ومحاسبة المتسببين حسب زعمهم. كما أن اللقاء وجد استحساناً من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وفي لفتة ذات مغزى منها دعت المحكمة الجنائية متمردي الجبهة لحضور جانب من محاكمة الرئيس الكيني الحالي الذي تتم محاكمته بغيابه بموافقة المحكمة. ضغوط اقتصادية كما سعى متمردو الجبهة في لقاءاتهم بعد الانتهاء من اجتماع المحكمة الجنائية، إلى الالتقاء بأعضاء البرلمان الهولندي، ومن النقاط المهمة التي أثارها الوفد مناشدتهم البرلمان الضغط على الحكومة الهولندية لربط إعفاء ديون السودان بحالة حقوق الإنسان في السودان، مع تكرار ما تم طرحه أمام البرلمان الاتحاد الأوروبي من ضرورة تعيين مراقب خاص لحقوق الإنسان في السودان تابع للأمم المتحدة. إقرار بالانتهاكات ومن أبرز النقاط التى جاءت خلال زيارة المتمردين الى الاتحاد الاوربي، تمسُّك قوى الإجماع الوطني بالحوار، حيث رحب المتمردون بقراراته قوى المعارضة الأولى لاسيما حول العلاقات بينهم وبين قوى الإجماع، حيث وصفه ياسر عرمان بالأمر الحيوي والإستراتيجي، وقال إنه يصب في خلق المناخ المواتي للتغيير وترجيح كفة قوى التغيير بأن تكون هي الغالبة وإنهاء الحرب بمجرد سقوط النظام، مؤكدًا أن الفرق الوحيد بين الكيانين وبين قوى الإجماع أن الجبهة تتخذ وسيلة العمل المسلح للنضال والتغيير، بينما تعتمد قوى الإجماع بالكامل على العمل السلمي وسيلة للتغيير، وأن الحرب مفروضة على الجبهة الثورية من قبل حكومة الخرطوم وهي ليست خيارها. تنامي التصعيد.. حرب جديدة إذن وبعد زيارة وفد متمردي قيادات الجبهة الثورية إلى بلجيكاوهولندا وإيطاليا وألمانيا واجتماعهم بالمفوضية الأوروبية والخارجية البلجيكية، ودعا الوفد الاتحاد الأوروبي للضغط على حكومة السودان لوقف الحرب والاتجاه نحو السلام الحقيقي والجاد والشامل، والذي يحدث التغيير الديمقراطي الجذري في السودان، وتنبيههم بشأن الموقف الأمني في دارفور تحت مزاعم فشل بعثة «يوناميد» في حماية المواطن كما تدعي، وقطعهم بنجاح المفاوضات التي تمت للضغط على حكومات الاتحاد الأوروبي لإصدار قرار يُلزم الحكومة السودانية بالتعامل الإيجابي العاجل مع الوضع فى مناطق الحرب التي تأزمت أكثر بإعلان الحكومة لحملتها العسكرية الجارية، فإنها كلها مؤشرات تدل على عدم مقدرتهم على الحوار مع نظام الحكم في السودان الذي لطالما اتخذ معهم أسلوب المعاملة الحسنة التي لا تجد صدى منهم سوى سوء النية، خاصة بعد فشلها في إحداث التغيير الذي تنشده عبر رفع السلاح خلسة وهي تجلس معها حول مائدة المفاوضات.