كبير هو التحدي الذي تواجهه المرأة السودانية الكاتبة.. أن تكتب خطوة وأن تقتحم عوالم جديدة خطوة أخرى وأن تدرك سر الإبداع وأن تقتحم دنياه بلا تردد، وأن تكتب دون نظرة أخرى وثالثة.. أن تبرمج فكرها وخيالها وواقعها لأجل سطور غير مسبوقة.. سطور أنثوية تضج إبداعًا طبيعيًا محكمًا دون صنعة أو تكلف.. وللإبداع أدوات وهي ليست فقط جرأة أو تمردًا هائجًا!! إن الذكاء والمعرفة ودقة الالتقاط والخيال واللغة السلسة الذكية وحياة تعددت فيها التجارب والمواقف مع تلك الوصفة السحرية في نفس الكاتبة تجعلنا نغرق في عوالم كاتبة ما ونترك أخرى.. وفي الكتابة نتحيز لكل ما هو مبدع يفتح فينا مسام التلقي فلا ندري من أين دخل إلينا ذلك الإبداع عبر قلوبنا أم عقولنا أم احتوانا بالكامل.. وكم نأمل أن نوثق للمرأة السودانية ذلك الإبداع الكتابي أن يجد مساحات وبراحات نحسب أنها حتى الآن ضنينة أو خجولة.. الأستاذة نفيسة الشرقاوي أعدت دراسة ناقشتها كرسالة ماجستير ومن ثم توجتها في كتاب «فن العمود الصحفي.. بأقلام نسائية وأثره فى المجتمع» وهو دراسة تطبيقية تحليلية على الأعمدة النسائية وعن دور الصحافة النسائية ورائداتها في السودان وعن فن المقال الصحفي مع نماذج من كاتبات الأعمدة في شكل حوارات قصيرة تعرض تجربة كل واحدة مع كتابة العمود الصحفي.. أن تفرد الأستاذة نفيسة تلك المساحة للكاتبات السودانيات من الجيل الرائد ومن الحالي لَشيء تُحمد عليه لأننا نفتقر إلى التوثيق والرصد ولا سيما ما يلي المرأة.. ونتمنى أن تفرد مساحات أخرى وتوسع الدائرة لتضم المزيد من الكاتبات وبتحليل منهجي لأسلوبهن وموضوعاتهن المتناولة لتعم الفائدة وأن يحلل التطور في الكتابة على مر الأجيال إن كان هناك تطور في نوعية الموضوعات والأسلوب وما يميزه.. وأن تبحث لنا عن إجابات لماذا نفس المرأة قصير في الكتابة وهل وصلت المرأة حقًا إلى درجة الاحترافية في كتابة العمود أم أنها ما تزال فقط هاوية وأين المرأة من كتابة العمود السياسي؟ فنحن جيل إذا صح لي القول نكتب ما تجود به القريحة والحدث والأثر الباقي في النفس.. فالكتابة عند معظمنا لا تزال طقسًا وجداني إذا صح التعبير! الشكر والتحية للأستاذة نفيسة الشرقاوي وللمرأة السودانية الكاتبة..