الخرطوم بور: هيثم عثمان إنصاف العوض سقطت مدينة بور في يد قوات الفريق بيتر قديت الموالية لنائب رئيس دولة جنوب السودان السابق د. رياك مشار من جديد عقب استعادتها من قبل القوات الحكومية الأسبوع الماضي، فيما نفى قديت مشاركة ما يسمى الجيش الأبيض في الهجوم، وسخر من التقارير التي تحدثت عن وجود «25» ألفاً من الشباب التابعين لما يسمى الجيش الأبيض من أبناء النوير يستعدون للهجوم على المدينة. وذكر في اتصال مع «الإنتباهة» عبر هاتف متصل بالأقمار الاصطناعية أمس أن الجيش الأبيض قوة تم حلها في بداية التسعينيات، وأكد أن قواته سيطرت تماماً على مدينة بور منذ العاشرة من صباح أمس، في الوقت الذي أكد فيه مواطنون من المدينة سقوطها. وشهدت الطرق هناك عمليات فرار جماعية لسكان المدينة، وأوضح قديت أن قواته ستواصل التقدم باتجاه يي وجوبا، بينما أكد أن هناك قوات انضمت إليه من مناطق لاونوير وفنجاك وأيوت. العدل والمساواة إلى ذلك أكد قائد الفرقة الرابعة بالجيش الشعبي جيمس شول كوانغ وجود المتمردين السودانيين من حركة العدل والمساواة في محافظة فاريانق بولاية الوحدة، وقال كوانغ في مقابلة حصرية مع «سودان تربيون» أمس إنه تلقى تقارير من قواته على الأرض تقول إن مقاتلي حركة العدل والمساواة قد احتلوا فاريانق بعد أن منعت جوبا وصول الإمدادات إلى ولاية الوحدة، وأضاف أنهم تلقوا تقريراً يقول إن حركة العدل والمساواة تريد التدخل في الصراع، كما تلقوا تقريراً من محافظة فاريانق التي ليست تحت سيطرتهم بأنهم استولوا عليها، وأضاف قائلاً: «نحن نعلم أنهم يخرجون من جبال النوبة ويأتون للهجوم علينا»، وهدد كوانغ بقصف متمردي العدل والمساواة إذا لم ينسحبوا من المحافظة في غضون يومين، مضيفاً أن الصراع القائم فى دولة الجنوب لا يعنيهم. وأضاف أن هؤلاء جنوبيين يتحاربون في ما بينهم ولا حاجة لتدخل أشخاص آخرين، فيما قال أحد عمال الإغاثة في مخيم يادا، رفض الكشف عن هويته بحسب سودان تربيون، إنه رأى متمردي العدل والمساواة يتحركون في فوج عسكري بالأسلحة الثقيلة والسيارات والذخائر عبر المخيم في طريقهم إلى فاريانق. هجوم أبيمنم وبموازاة ذلك وعلى الصعيد الميداني بدولة الجنوب، أبان قديت أن المقدم ماقويكناك قاي استطاع السيطرة على مدينة أبيمنم بولاية الوحدة عقب هجوم أمس على قوات اللواء فول جانك التابعة للفرقة الرابعة بالجيش الشعبي، واستولى على مدفعين مضادين للطيران (zoo 37)، بالإضافة إلى «60» سيارة عسكرية «تاتشر» وكميات من الذخيرة المختلفة. ولفت إلى أن الوضع في ملكال ينقسم من ناحية السيطرة العسكرية إلى جزءين، حيث تسيطر قوات مشار على نصف المدينة من ناحية سوق ملكال، فيما يسيطر الجيش الشعبي على المنطقة ناحية الري المصري. ونوَّه بأن الوضع الميداني في مناطق النفط بالولاية يخضع كذلك من جهة حقل عدارييل إلى اللواء صدام شايوت الموالي لمشار، بينما يسيطر الجيش الشعبي على حقل فلج. المحاسبة قادمة ومن جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك إن جميع أعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن تتوقف فوراً. وأضاف قائلاً: «يجب أن يُعاقب المسؤولون عن الانتهاكات على أفعالهم». ملاحقة مشار وفي ذات السياق قال وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكواي ل «الشرق الأوسط»، إن جيش بلاده سيظل يطارد مشار بعد أن وصفه بالانقلابي الفاشل، إلى أن يجري القبض عليه في المكان الذي يختبئ فيه، وأضاف قائلاً: «نحن مازلنا نبحث عن مشار وسنقبض عليه». تفويت الفرصة وقال وزير الإعلام في جوبا: «إن مشار ومجموعته فوتوا فرصة ذهبية قدمتها دول الإيقاد بإعلان وقف العدائيات، بل مازالت قوات مشار تهاجم مواقع الدولة، ولن نقف مكتوفي الأيدي وسنرد عليه»، وأضاف: «إذا لم يقبل مشار قبل يوم غدٍ الثلاثاء بوقف العدائيات وهو موعد بدء المفاوضات، فلن يكون هناك تفاوض معه، كما أن مشار هو الذي يطالب بإطلاق سراح باقان أموم ودينق ألور وكوستي مانيبي، وهذا يعني بالنسبة لنا أنهم شركاؤه في الانقلاب رغم أنهم أنكروا ذلك».