الأمل دومًا في الأوطان أن ترعى بنيها.. أن تمهد لهم طريق الحياة والكفاح، ألّا تترك الأبناء أبدًا في أحضان العشوائية والمعاناة! وكما لا نختار أهالينا لكننا نسعد بهم ونقر عينًا نحن لا نختار أوطاننا ونحن في رحم الغيب؛ لكننا نسعد وتسعد أرواحنا وتضج بنا الدنيا فرحًا في حضن الأوطان حتى وإن حكم الزمان وبعُدنا عنه بإرادتنا أو بإرادة ظروفنا.. لكنه يبقى دومًا ذلك العزيز الأبدي والطمأنينة التي تتبدّى من أصغر أشيائه إلى عظيمها وفي أكثر أماكنه تواضعًا إلى أفخمها.. ورغم الاستثناءات في الأزمنة والأمكنة وما يسطر التاريخ.. تبقى استثناءات! والدعوات دومًا وفي كل عام أن يحفظ هذا البلد آمنًا مطمئنًا ويرزق أهله الخير كله وما أسعدنا حين يُرفع اسم السودان في المحافل الدولية وفي النجاحات والإنجازات، أو عندما يبرز أحد أبناء الوطن في أحد المجالات أو يتناول أحدُهم أحد أبناء البلد ذاكرًا فضله ومكانته وعلمه ومآثره. وكم يسعدنا أن تقترب الدولة من أبنائها، أن تحتويهم وتقدِّر أفضالهم وتتذكرهم أحياء وأمواتًا..! أن ترعاهم وتفجِّر طاقات إبداعهم الكامنة وتتكفل بالتي تفجرت وهناك المزيد.. وبقدر ما يعنينا مجهود الدولة في استخراج نفائس الأرض والثروات من باطنها يعنينا بذات القدر أن تستخرج ذلك الإبداع والطاقات المذهلة بداخل الأفراد وتنقيها مما شابها من إحباط وإهمال أو جهل بقيمتها وحقيقتها.. وحتى إذا جهل الأبناء قيمة ما لديهم وما يمكن أن يحققوه لا تتجاهله الحكومات والدول. وعليه ترقي من أبنائها وتصقل ما لديهم وتُظهره على الملأ وتباهي به في المحافل والتجمعات الدولية.. الرسمية والشعبية. وبدلاً من أن يكون خبط عشواء وروحًا ذاتية الأهواء أو انشغالاً بموازنات أخرى ندفع إليها ولا حيلة! يكون إنصافًا ونظرة إلى البعيد.. وإذا لم نلحق بركب اليوم لا نتكوم قابعين في مكاننا تحسرًا وتباكيًا بل نجعله زمنًا إضافيًا للشحذ والإعداد والتهيئة لما هو أجل وأعظم. وإن كانت سمة التواضع وإنكار الذات سمة مواطني بلادنا فلا نتمنى أن تكون سمة دولتنا العتيدة!! وكل الرجاء أن تراعى القرارات وأي تغييرات تُتخذ لا تأخذ من برنامج إعدادنا لأفراد بمقوِّمات تنافس عالميًا وتخدم الأمل الكبير بوطن في مستوى الحلم وأكبر. ونتساءل ويتساءل ويناشد كل مهموم بالوطن ويجري النيل فيه مجرى الدم في العروق ولأجل البناء ولأجل وطن باكر وبعده.. وكل عام والوطن بألف خير..