التقتها: نهى حسن رحمة الله عرفة الكردي علي امرأة راهنت على نفسها فكسبت الرهان وأصبحت مثالاً يحتذى به فهي التي أصبحت مادة دسمة في أحاديث التجمعات والمؤسسات التي تعني بتطوير المرأة.. نالت العديد من الجوائز وكُرِّمت من قيادات الدولة واتحاد المرأة وحتى المنظمات الدولية وقفت على تجربتها واستمعت إلى قصتها.. (تقاسيم) شدّت الرحال واتّجهت صوب منزلها بمنطقة الفكي هاشم وتحديدًا قرية الدافعاب فرحّبت بنا وإليكم قصتها كاملة وعلى لسانها حيث قالت: نشأت بمنطقة الخليلة وكان والدي مزارعًا يملك الجروف وبعض الأراضي الزراعية كغيره من أبناء المنطقة وكنت أساعد والدي في عملية جمع ثمار الخضروات التي كان يزرعها ومن أهمها الطماطم والبصل واستمريت معه حتى العام 1971 حيث تزوجت وتوقفت عن الذهاب إلى المزرعة لتربية أبنائي وبحكم قرابة زوجي لي فهو أيضًا يملك أراضي يزرعها وفي العام 1990 مرض زوجي ولم نجد من يهتم بأرضه ولهذا السبب توجّهت لزراعة أرضه وقمت بزراعة الجروف، ومن الحاصيل التي زرعتها «البسلّة والفاصوليا والذرة الشامية والقرع والكوسة» وكنت أزرع مساحات صغيرة وأقوم ببيعها في سوق بحري حتى إنني كنت أشهر بائعة «بسلّة» في سوق بحري وكانت مزرعتي تنتجها بكميات كبيرة وكل مبلغ يأتي كنت أصرفه على تعليم أبنائي ومدارسهم حيث كان همي الأكبر أن أعلمهم تعليمًا رفيعًا والحمد لله ابنتي تخرجت مهندسة زراعية في جامعة السودان وقاية نباتات كما تخرج ابني في هندسة الكهرباء وأصبح مساعد تدريس بجامعة السودان، ولديّ ابن يساعدني في شؤون المزرعة.. ٭ كيف طوّرتِ أعمالك؟ تم استيعابي أمينة حي باتحاد المرأة ومن هنا تفتحت لديّ الكثير من الأبواب وذلك الفضل من الله ومن خلال الأخوات الكريمات بالاتحاد أعلن عن جائزة الإبداع النسوي لنساء الريف وكان أن تقدمت بمشروع تربية أبقار وأغنام الضأن وزرعت ثلاثة أفدنة بصل وخمسة أفدنة من الطماطم وأرسل الاتحاد لجنة لتقييم مشاركتي وعندما أعلنت النتائج كنت الأولى على مستوى ولاية الخرطوم كما تم تكريمي بقاعة الصداقة من قبل الاتحاد العام للمرأة السودانية وبرعاية والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر ودكتور عوض الجاز كما كُرِّمت من قبَل منظمة «الإيقاد» الذين زاروني واتحاد المرأة التركي، وأيضًا زارني مندوب من البنك الدولي بمزرعتي ووقف على تجربتي في الزراعة وتمويلها.. ٭ مزرعتك تقع في جزيرة كيف تقومين بالعبور إليها؟ في البداية كنا نعبر بالمركب الخشبية فنعاني كثيرًا من العبور حتى تقدّمت الأخت أم كلثوم دوكة بالاتحاد برفع معانتنا إلى المسؤولين فدعمونا بشراء هذا اللنش الذي ساعدنا كثيرًا في نقل المحاصيل والأبقار ونشكر محلية بحري التي دعمتنا بمبلغ عشرة آلاف جنيه في عهد المهندس جودة الله عثمان ووزارة الزراعة بولاية الخرطوم.. تصادف وجود الفائزة بالمركز الثاني بجائزة الإبداع النسوي لنساء الريف الحاجة زينب عبد المحمود التي قالت لم ننل هذه الجوائز «عن فراغ» بل من خلال الكد والعمل الجاد وأذكر عندما كان أولادنا صغارًا وبالمدارس أذهب أنا إلى المزرعة مبكّرة وأجمع «الخضار» وتذهب به «عرفة» لتبيعه بسوق بحري..