مراجعة: لبخ قلت: في مادة (لبخ) نقل لنا العلامة تيمور في معجمه الكبير في الألفاظ العامية المصرية أن من معانيها الشائعة عندهم بتلخيص:1- الشجر المعروف، وهنا يلفت انتباهنا (أنه غير الذي كان معروفاً قديماً)، ثم نقل لنا من كتاب نهاية الأدب للنويري أنه (أكل منه). قلت: نعلم إن اللبخ الذي عندنا في السودان لا يؤكل، ما يفيد أنه (غير الذي كان معروفاً قديماً)، وبداهة هو غير الذي أكل منه النويري. 2- ينقل لنا تيمور (أن دقن الباشا هو زهر اللبخ)، الراجح أن هذا القول يذهب باللبخ لغير ما نعرف، وهو عندنا لا زهر له بل له ثمر أخضر ثم يحمرّ، مستديراً، وأذكر أنّا كنا نلعب به (البلّي) فهو كمثله حجماً، ولا أعرف أحداً منا أكله، وهو على شيء من مرارة. أما أن نجعل زهرته (دقن الباشا) فهذا غير صحيح، إذ (دقن الباشا) تجد صورتها من صورة الذقن في الزهرة وهذا لا نعرفه في اللبخة، ونعلم أن زهرة دقن الباشا لا تؤكل، ونعلم الشائع عندنا أنها تجلب برائحتها الطيبة أمراض الحساسية وتهيج (الأزمة). ودرج عندنا أن يتحاشاها أرباب المرض. ونتحصل أنها غير ما نعرف من اللبخ. 3- نقل لنا تيمور من كلامهم: اللبخة التي توضع على الأورام بعيدة، ولعل المكمدات ترادفها. قلت: قوله (بعيدة) الراجح أنه قصد بُعدها عن الفصاحة، وأحسبه نقل هذا من محيط المحيط (كمادة) وقد جعل اللبخة والمكمدات بمعنى، وذلك لا نراه، فالمكمدات تكون بالماء البارد أو الحار، يجعل في قطعة قماش أو قطن ويضعونه في موضع الورم. أما اللبخة فهي عجينة قد تكون من الحلبة أو غيرها تسحن وتبلّ بالماء، وتربط في موضع الورم فتجمع ما به ثم ينفتح ويخرج قيحه. 4- نقل لنا تيمور من كلامهم دون شرح، قولهم: (لبّخ عليه، اشتقوه منها) أي من لبخة المكمدات. قلت: الراجح أن المراد هو معنى الكذب وثقل الكلام، وهذا يجيء من ثقل الشجر وضخامته، وهذا يذكرني عرضاً بقولنا حين سماعنا الأكاذيب: يا الدليب! وفلان كتير الدليب، وكأن الكذبة في ضخامتها كثمر الدليب الذي في حجم رأس الإنسان وهو لذيذ الطعم ذاكي الرائحة، قلت: هذه المعاني سائرة في الحواضر ولا تعرفها البوادي. قلت: مما نعرفه في كلامنا ولم يذكره العلامة تيمور في كلامهم، قولنا: لبخت به الأرض، بمعنى: ضربت، وهو معنى فصيح، وجدته في اللغة: اللبخ: الضرب والقتل، وجعلها أستاذنا عون في قاموس اللهجة من العامية، وذكر أنها معروفة في العاميات العربية، وفاته أنها فصيحة. قلت: ذكر دوزي في تكملة المعاجم العربية 194/9: لبخ وتلبخ (محيط المحيط): والعامة تقول: لبخ جسمه من الضرب، وتلبخ: ظهرت عليه آثار الضرب. قلت: انتقل المعنى في دلالته من الضرب لأثره. قلت: في كلامنا نقول: فلان لبخ في كلامه، وهو يلبخ.. بمعنى يكثر من الخطأ.. وهو معنى لا تعرفه عامية مصر أو مما لم ينقله لنا تيمور، وأرى أنه من المعنى (ضرب) الذي نريد له أن يذهب للمعنى الذي في (خبط) الذي يجيء منه التخبط. قلت: ثم نقول تشبيهاً: إن فلاناً لبخة، إشارة لجسامته، والذي نجده في اللغة: اللبوخ: كثرة اللحم في الجسم. وأرى أن هذا يدفعنا لصورة الشجرة الضخمة التي نعرفها باسمها في السودان وهي فصيحة، قال في لسان العرب: اللبخة: شجرة عظيمة، ورقها شبيه بورق الجوز، ولها أيضاً جنى كجنى الحماط مُرّ إذا أكل أعطش وإذا شرب عليه الماء نفخ البطن.. قلت: هذه شجرتنا لا شك! أما الذي ذكره صاحب نهاية الإرب وقال إنه أكل منه، فقد أشار صاحب اللسان إلى إنه بصعيد مصر بالفتح: شجر عظام.. له ثمر أخضر يشبه التمر حلو جداً إلا أنه كريه وهو جيد لوجع الأضراس. قلت: انظر ما قبل هذا: (مُرّ إذا أُكل أعطش)، وتأمل القول: (يشبه التمر حلو جداً) تجد بيناً صدق الخلاف الذي ذكرناه. يتدّ ما ذكرناه من كلام صاحب اللسان، أن هذه الشجرة كانت تقتل في بلاد الفرس فلما نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر. قلت: الراجح لنا من كلام زودي، إن فيه إشارة للبحث (المسهب الذي قدمه سلفستر دي ساس عن أنواع الشجر الذي يحمل هذا الاسم (لبخ السنط) ثم نقل لنا أن اللبخ نوع خاص من شجر الدردار لا تتساقط أوراقه في غير الربيع. قلت: مما تواتر في الأسماع أن شجرة اللبخ الكبيرة في السودان تكون سكناً آمنا للثعابين، ثم الشياطين، واذكر الآن أيام المدرسة الأولية بأم روابة وقد انتشرت أشجار اللبخ في أفنائها ضخمة، وقد شاع أن المدرسة (مسكونة) وصرنا نتحاشاها ليلاً، ومازلت عند مروري ليلاً استعيذ بالله من شرور الشياطين، ولا أنسى أبداً صديقي الذي أقسم أنه رآهم عيانا ًبياناً يأكلون الطعام أكلاً لمَّا!! قلت: إن أًقوى ما يدفعنا لرفض كلامنا عن شجرة اللبخ وأنها هي الموصوفة المقصودة في كلام العرب في المعاجم، هو أننا لم نجد وصفاً دقيقاً لجذورها التي تتدلى من أعلى وليس من أسفل كحال الجذور، وكنا نجعلها بمثابة (الطوطحانية). مثل هذه الصفة تبدو خاصية واجبة الذكر، لو كانت هي المرادة في كلامهم، ولا بد لنا من وقفة عند كلام أستاذنا عون الشريف طيب الله ثراه، فقد ذكر معنى الضرب في لبخ، وأشار إلى أنه من العاميات العربية، لكنه لم يذكر من وصفها غير الرمز (ف س) شجر كبير! انظر قد فاته معنى الضرب الفصيح. وقد أفادنا أن أصل معنى (وضع له اللبخة) العامي هو: ألصق، من الآرامية، وذكر معنى الخرقة، تجعل فيها البذور وتوضع على مكان الألم لتسكنه. قلت: في اللغة: تلبخ بالمسك، وقد ذكر صاحب متن اللغة معنى: تطيب به، وأحسب أن هذا ليس حصراً، فقد نقول: تلبخ بالعفن، ولذا أجد معني (ضرب) أكيداً، هذا مثل قولنا: تلطخ ولطم، واذكر في اللغة القول: اللطيمة: العنبرة التي لطمت بالمسك فتفتقت حتى نشبت رائحتها، وهو معنى الامتلاء الذي جاء من معنى الضرب، أو معنى اللزق الذي أجده وافراً في حرف اللام. بمشاركة «84» رابطة طلابية بجامعة السودان أسبوع التراث يختتم فعالياته كتب: محمد أحمد الكباشي نظم اتحاد طلاب جامعة السودان ضمن فعاليات ختام دورته الأسبوع الثقافي للروابط المختلفة بمشاركة «84» رابطة برعاية البروف هاشم علي سالم، وقال ياسين الطاهر محمد رئيس الاتحاد إن الأسبوع الثقافي يجسد ثقافة وإرث الشعب السوداني وإنه يمثل فرصة للطلاب لإظهار إبداعاتهم مشيدًا بمشاركات الطلاب مبينًا أنها وجدت تفاعلاً طيبًا من قبل الطلاب من داخل وخارج الجامعة، وامتدح رئيس الاتحاد نشاط رابطة طلاب ولاية نهر النيل ودورها في إثراء ساحة التنافس عبر مشاركات مميزة إلى جانب طلاب ولايات دارفور والشرق والنيل الأزرق وسنار وكردفان الكبرى، فيما أكد علاء الدين عمر الصديق رئيس رابطة طلاب ولاية نهر النيل بالجامعة أن مشاركة الرابطة في الأسبوع وجدت التجاوب والتفاعل من قبل الطلاب والأساتذة وغيرهم مشيدًا بدور الاتحاد لعكسه تراث الولايات عبر هذا الأسبوع الذي وصفه بأنه من أميز الأسابيع فيما أشار الطالب حذيفة محمد حمد أمين المال بالرابطة إلى تجاوب طلاب الولاية لإنجاح هذا الأسبوع والذي جاء عبر مشاركات من عدد من فناني الأغاني الشعبية والحماسية التي تشتهر بها المنطقة من ضمنهم البشرى جاد السيد وإبراهيم ود الزين وكدود إضافة إلى معرض التراث الذي احتوى على معدات ومقتنيات تراثية شعبية نالت الاستحسان.. من جانبه أشاد ياسر النور طيفور رئيس رابطة طلاب شندي بالجامعة بدور الاتحاد مشيرًا إلى ان الأسبوع أسهم في عكس التنوع الثقافي والحضاري بين الروابط.