إن كان تاريخ التلفزيون يبدأ بتاريخ العام «1963م» بذلك المبنى المتواضع بحديقة السطح بالمسرح القومي فمن الضروري أن يكون المتلقي السوداني يكون قد شاهد لأول مرة هذا الجهاز السحري، وفي الجانب الآخر من هذا الاهتمام كان أحد السودانيين قد أهّل نفسه حتى يكون أحد رواد العمل الدرامي التلفزيوني.. وذلك تحديداً في العام 1958م قبل افتتاح التلفزيون بخمس سنوات. ذلكم هو المخرج الدرامي التلفزيوني فاروق سليمان. ولد المخرج فاروق سليمان في العام 1937م بحي المسالمة بأمدرمان وتنقل كما تنقل أنداده من متلقي العلم حتى سافر مصر في العام 1958م كانت بدايات تلقيه علوم الدراما التفزيونية إخراجاً ليتخرج من معهد الفنون السينمائية في العام 1959م. لم يركن المبدع فاروق سليمان لحياة العمل والانشغال بحياة المهنيين بل طوّر نفسه بتلقي دورة تدريبية متقدمة في ألمانيا وهي الدراسة التي جعلته بخبرته واحداً من الذين اوكل لهم أمر العمل بالتلفزيون حين تأسيسه. بدأ المرحوم المبدع عمله كمخرج لبرامج المنوعات الخفيفة والأعمال الدرامية القصيرة. في العام 1968م قام بإخراج تمثيلية (أهل الكهف) وهي أول تمثيلية يقوم التلفزيون بإنتاجها كدراما حديثة الشكل والمضمون كانت طفرة تلك التي جعلت المبدع يقوم بإخراج مسلسل (المرابي) وهو أول مسلسل تلفزيوني سوداني الشيء الذي فتح الباب على مصراعيه لمزيد من الأعمال الدرامية التي كانت بصمة الإخراج فيها مسجلة باسم فاروق سليمان. مع تطور الأجهزة التلفزيونية ووجود عدد من المبدعين في مجال الدراما أخرج مسلسلات ما زالت في الذاكرة مثل (سكة الخطر)، (الشاهد والضحية)، (الدهباية) ويعتبر مسلسل (حصاد الزمن) هو المسلسل الأول في تاريخ الدراما التلفزيونية الذي يتم عرضه بعدد من تلفزيونات عدد من الدول العربية لعلو كعب إخراجه وصدق الدراما في ملامسة قضايا المجتمع. في (مسلسل المال والحب) انتصر فاروق سليمان للدراما التلفزيونية السودانية وذلك بتقليله التكلفة الكلية للمسلسل حتى وإن تكلفته كانت ربع تكلفة شراء مسلسل عربي مما أثار وقتها جدلاً عنيفاً في أجهزة الإعلام. لقب الراحل بشيخ المخرجين بوصفه صاحب أكبر عددية للأعمال التلفزيونية إخراجاً. لك الرحمة فاروق سليمان.