التقى الشاعر سليط اللسان الحُبُّكاني بالشاعرة لماضة اللضلاضة و كانت نيران الهجاء بينهما في أوج اشتعالها .. رمقها سليط اللسان بنظرة استهزاء (حااااارة) نزلت عليها كالجمرة الخبيثة قائلاً : يا الحرّوم سلام شوفوا البنيّة شناتا بي الروج و اكريم كيف جلبطت وجناتا شوف كيف الجضوم تشبه لساتك التاتا ؟ ذكّرني الوشيش كبكاً صناعة باتا فهاجت الشاعرة لماضة .. و ماجت وانتفخت اوداجها و تكرضمت جضومها زعلاً .. وازدادت احراراً على احمرارها الكِريمي .. وفار الكِريم بوجهها .. و سال العرق من جبينها بنكهة ذلك الكِريم الدِياني البَرّاط .. فطَرّقت لسانها و سلّته كسِكِّين الجزّار ولعلعت به ردّاً على شاعرنا قائلة : يالعرّوب سلام يا أشنى زول في الحارة يا شبه القرود و سلالة السحارة تصقع في اللُبان بالعَلَني ما بتضّارى يا الشوم أب وشيشاً بشبه الكدّارة فحمّر لها سليط اللسان تحميرة محنوق .. وفار منه المُخّ و الطايوق .. وهاج و ماج و انفعل.. و كاد يطرشق من الغيظ و الزعل .. و أُصيبت عيناه بالحَوَل .. ولسانه بالشلل .. فتصَلّح و انعدل .. و صال و جال .. ثم تمتم وقال : شُفتَ شكلك اتلخمتَ وارتبكتَ وجاتني حُمّة شلتَ مركوبي و لِبِستو فوق رويسي و صِحتَ و القميص شكّيتو أقلَبْ و الشُراب لفّيتو عِمّة فكحلته لماضة بعين العناد .. ووصفته بسجم الرماد .. وردّت الصاع صاعين .. و نعتته بكلِّ ما هو شين .. وركّزت مدافع بوزها علي اليدين و الكُرعين .. ثم الكَرِش بعد الاضنين و قالت له : « عاد الليلة بِتَمِش وين ؟» ثم أردفت هاك هاتين البيتين : من شُفتَك يمين بِقَت الإمور معكوكة الإيد زي كُنُش .. أمّا الكُراع سلّوكة ولإضنين دَرَق .. كَرْشَك شَبَه دلّوكة من قُبحَك تول قِرد الجنينة أبوكا ؟ فتحيّر سليط اللسان .. وقال في نفسه :» دي شيطان ولا شيطان .. دي خلّتني أدّهبش زي العميان .. واستغفَرَ و استنفَرَ .. و قال مودِّعاً ..و مظَنبِراً و مُلَعلِعاً : وشيشك زي صحن سَلَطَة و مدارس روجو مُخْتَلَطَة محَمِّر لونو زي بَنَضورة و الرِجلين تقول زَلَطَة فالتفت ليرى رد فعل قوله .. فما رأت عيناه إلاّ طشاشا .. فقد فرّت من أمامه و تركته يشكو حسرةً و انكراشا المتلولو الدُغري تفسير التعبيرات.. على ظهور العربات هذا بص أهالي قبيح المنظر مشروخ الصوت بطئ الحركة، مكتوب علي ظهره عبارة مكونة من كلمتين فقط (جنني الوزين) وبالمواصفات التي ذكرت للبص لا اعتقد ان الجملة المكتوبة ستكون غزلا في فتاة وزِّينة الشكل فائرة الصدر.. ولكن هناك احتمالان يمكن ان تجنن البص (المخشلع) أولهما (حفر الظلط) التي (تنبعج) الي اسفل لتكوِّن ما يشبه صدر الوزين (بالمقلوب) والتي تضطر البص للوقوع فيها من حفرة الي اخري مما يصيبه بالبهدلة ومن ثم الجنون.. اما الاحتمال الثاني فلعله يقصد تلك العربات الصغيرة المغلقة الزجاج المكندشة المظللة من كامريهات وليالي علوي وهمرات وهلم موديل .. والتي تشبه الوزين في شكلها ، و(تنزغم) بسرعة وتخرم مثل الطفل الذي ينحشر بين اقدام أبيه مما يجنن البص جنا كلكيا. وهذا ما لزم توضيحه. داخ أحدهم السبعة دوخات .. بسبب غلاء الايجارات .. فاستشار سقراط .. في تلك المسألة التي بلغت مرحلة الانفراط .. حتى يدله علي طريقة للسكن .. الذي يزيل عنه المحن .. فقال : أربعة هي أنواع البيوت المعروفة : جالوص زبالته النتنه تزكم الأنوفا !! وشملة يستخدم في صنعها جلوداً وصوفا!!! راكوبة لا تعرف النمارق الملفوفة !! قال ثم ماذا قال :- عمارة تفنقل من يحاول أن يشوفها!! ثم أردف قائلاً :- يا بني .. قس مساحة جيبك لتعرف موقع سكنك فهي مربوطة بالجيب .. وليس في ذلك أدنى عيب .. وتوكل على الحي الذي لا يموت .. في قضية ايجارات البيوت !