توهم المرض اتصل على العيادة «م. ق.ع» يقول إن شقيقه البالغ من العمر «35» عاماً غير متزوج، يعاني من آلام وأوجاع في جسمه ومغص أحياناً منذ قرابة العام، وقد راجعوا الأطباء وكل الفحوصات سليمة ولم يتم صرف أي علاج سوى المهدئات كذلك تم عرضه على المشايخ ولم تتحسن حالته، نرجو شاكرين المساعدة. ما يعاني منه شقيق السائل هو ما يعرف بتوهم المرض خاصةً أن كل الفحوصات الطبية سليمة وهو اضطراب منشأه نفسي، ويتمثل في اعتقاد المريض اعتقاداًراسخاً بوجود مرض يحس به بالرغم من عدم وجود أي دليل طبي على ذلك حسب إفادة الأطباء، ويؤثر هذا الاعتقاد في علاقات المريض الاجتماعية، ويركز المريض على وجود أعراض جسمية ليس لها أي أساس عضوي، وقد يكون ذلك أحيانًا من الناحية النفسية ولا شعورياً لجذب انتباه الآخرين والرغبة في أن يكون محط الأنظار، ويهتم المريض اهتماماً كبيراً بصحته وجسمه ويشك في نفسه ويشعر بالنقص، ومن الأسباب التي تؤدي لتوهم المرض الفشل في الحياة عموماً وخاصةً الحياة الزوجية، وشعور الفرد بعدم الكفاءة وعدم القيمة، وتوهم المرض يعتبر تعبيراً رمزياً لكل ما ذُكر، ومن الأسباب الهروب من مسؤوليات الحياة، والحساسية النفسية واحدة من الأسباب حيث يتوهم المريض أنه مريض بسبب أعراض سمع عنها في برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو اطلع عليها خاصةً في الشبكة العنكبوتية حيث صار الأمر متاحاً للتعرف على كل ما هو مطلوب عامةً وخاصةً فيما يتعلق بالأمراض والأعراض، وتتكون الفكرة لدى المريض الذي غالباً ما يشخص لنفسه حسب الأعراض التي اطّلع عليها مما يسبب له الوسواس والشعور بعدم الراحة، وبعض المرضى يهولون شدة الإحساس بالتعب والألم لدرجة مبالغة، ويترددون على الأطباء ولا يقتنعون بالسهولة بأنهم أصحاء وكذلك يضخمون الأعراض فمثلاً يفسر المريض المغص على أنه قرحة معدة، ويعمم المريض المشاعر الجسمية الشاذة المرتبطة بتوهم المرض حتى ينتابه إحساس أن كل الجسم في حالة معاناة، ومن ناحية التشخيص من النادر جداً أن يظهر توهُّم المرض كعصاب مستقل ولكنه يكون عرضاً مرافقاً لاضطراب نفسي آخر كالاكتئاب مثلاً، وفي بعض الأحيان يكون هناك مرض عضوي حقيقي ويكون توهم المرض إضافة لذلك المرض يجعل الأعراض مبالغ فيها، وهذا المريض يحتاج للعلاج النفسي لمساعدته للتخلص من صراعاته الداخلية وتوجيه اهتمامه لمجالات أخرى بعيدة عن الاهتمام بالذات. أقصوصة «رد الجميل صعب» طالع فؤاد الجملة أمامه مكتوبة على ظهر حافلة عتيقة.. فانتفض من سرحانه اليومي مع مشغوليات المنزل ومصاريف المدارس وحق العيش واللبن و... كأن العبارة صفعته بقوة وهو يتذكر خاله الذي لم يزره منذ وقت طويل تحديدًا أكثر من عامين.. دفن وجهه بين كفيه وهو يسترجع ذكرياته مع خاله الذي تكفل بكل مصاريف دراسته الجامعية التي ظل خلالها يسكن معه ويعامله كأبنائه رغم ضيق ذات اليد إلا انه كان يراعي يتمه وفقر أمه فيضغط على نفسه ليوفر له مصروفه اليومي، منذ أن تزوج بدأت زيارته تخف الى أن انقطعت.. فلطمته العبارة.. أخذ كيس المؤونة الغذائية معه وغير وجهته نحو منزل خاله.. طرق الباب ورعشة سعادة تجتاحه وهو يفكر في الوجه المتغضن الذي سيتهلل فرحًا لدى رؤيته. حاشية: وضع صوته في صندوق ورفع يده عاليًا.. سارع يجذبه مغناطيس نجمة حسناء تنتظره جنوبًا.. توقف عند الحدود وهو يجتر ذكريات تركت علاماتها على جسده.. حاول العودة شمالاً فوجد علامة إبراز الهويه بانتظاره! سارة شرف الدين