الميل إلى تسمية الأشياء بغير مسمياتها هو أمرٌ راسخٌ في نظرة المجتمع الدولي الأُحادية للإنسانية على أساس من العرق والدين.. وعلى هذا الأساس نجده أي المجتمع الدولي يُطلق لفظ الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان المنصوص عليهما في الاتفاقية الدولية لمنع التمييز العنصري استناداً إلى مرجعية الولاء والبراء.. لذلك لم ولن نتوقع في الوقت الحالي على الأقل تحريك آلياته لتقصي الحقائق وإدانة السلوك البربري والهمجي الذي يستهدِف المسلمين في إفريقيا الوسطى على الرغم من وقوف العالم بأكمله شاهداً على فظائع نكسة تاريخية جديدة ضد الإنسانية بغرض إدامة هيمنة فئة على أُخرى وقمعهم بشكل منهجي ومنظم. أما انتشار القوات الفرنسية بكثافة في العاصمة بانقي والذي تم بموافقة المجتمع الدولي على أمل إعادة الهدوء للمنطقة لم يحقق الغرض.. حيث قامت بتجريد أحد طرفي النزاع وهم «السليكا» من أدوات الدفاع عن النفس بحقد وكراهية واضحين ليكونوا عرضةً للموت الرخيص على يد الطرف الآخر وهم «الأنتي بلاكا» التي تساهلت معهم القوات الفرنسية عن عمد وتحت سمع وبصر المجتمع الدولي للحد البعيد. ارتفعت إلى حد ما حدة الغضب لدى الشعوب رغم الكبت لعدم وقوف فرنسا في خانة الحياد وتجاوزها الحد الأدنى للعدالة، وهل كان ينبغي غير الوفاء بتعهداتها للمجتمع الدولي؟ وهي إحدى الدول المصادقة على الاتفاقية الدولية لمنع التمييز العنصري وأحد المنافحين والمدافعين لدواعي الشهرة عن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية؟.. لكن ماذا نقول في من جُبل على انتهاك المواثيق والعهود؟ ودونكم جرائمها في رواندا والممارسات الفظيعة والموثقة إبان احتلالها عدداً من الدول الإفريقية. ومع ذلك.. فإن ثمة شعاع ضوء يطل من وسط سحابة الكيل بمكيالين الداكنة في ظل انتشار وسائل الكشف الحديثة للممارسات الوحشية التي تمت تجاه المسلمين العُزَّل بدعم وحماية واضحين وضوح الشمس في كبد السماء من قِبل القوات الفرنسية.. وهو ما حرك مشاعر العالم تجاه هذا التعدي السافر. ونحن هنا.. نرسم المشهد بريشة ويراع مُفجعين على أمل أن نعكس بعض صنيع لا تخطئه الأبصار ولا الأفئدة.