لا أدري كيف تكتب الخطط وتنفذ القرارات في بلادي، فكل يوم نرى العجب العجاب في بلادنا، كل يوم نُفاجأ بتجربة تُجرى علينا وكأننا أضحينا فئران تجارب، قبل عدة أيام تفاجأنا بتحويل موقف المايقوما والمزدلفة من صينية حلة كوكو إلى داخل السوق حيث ورش الحديد التي تمتلئ بالعمال ويمتلئ الموقف الجديد بالمتسولين وبعض العاطلين عن العمل، والمكان مع ازدحامه ضيق ومظلم وهو بيئة مناسبة جداً للصوص النهب والخطف، ولا أدري من الذي أشار إلى معتمد محلية شرق النيل الدكتور عمار حامد بهذه الفكرة الغريبة أم أنه لا يستشير أحداً، قبل أن يجف المداد الذي كُتب به القرار العجيب نشطت عصابات النهب والخطف في خطف حقائب النساء والهواتف النقالة والهروب السريع والاختفاء بين مداخل الورش والأزقة المظلمة والبعيدة، ولا يجرؤ أحد على التصدي لهذا الأمر أو حتى ملاحقة الجناة فهذه فرصة ثمينة وجاءتهم على طبق من ذهب هدية من الحكومة، كيف نأمن على أنفسنا ولماذا يُعذب المواطن بهذه الطريقة وإلى أين تريد أن توصله حكومتنا الموقرة، أما يكفي تعباً السباق اليومي نحو المواصلات والانتظار الممل ترقباً للحافلات والباصات، ألا يكفي ما يعانيه في معيشته حتى يتم اختراع أدوات تعذيبية جديدة، كيف يأمن الآباء والأمهات على بناتهن ومعظمهن يأتين في وقت متأخر؟ كيف يتسنى لهن الدخول في تلك الأزقة المظلمة. أخي المعتمد راجع هذا القرار وارجع عنه وسوف تكسب احترام الناس لك لأنك تراجعت عن خطأ وكل الناس خطاءون والرجوع للحق فضيلة فلا تجعلوا المواطنين فئراناً للتجارب الفاشلة وحتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه نرجو التراجع عن هذا القرار، واذهب بنفسك لترى ماذا فعلتم بالمواطنين خاصة النساء اللائي لا حول لهن ولا قوة، الذي حدث الآن سرقات وخطف للحقائب والهواتف وربما يتطور الأمر لخطف و ضرب أو قتل، وفي هذه الحالة من الجاني ومن المجني عليه؟ هل توجد شرطة لحماية هذه المنطقة المظلمة؟ رجاء أعيدوا الموقف القديم، فإذا كان لا بد من التحويل فلماذا لا تجهز المحلية مواقف جديدة وبمواصفات جيدة وبحماية أمنية ثم تشرع في تحويل المواقف وليس هكذا خبط عشواء ينام الناس ويستيقظون ليجدوا أن مواقفهم اختفت وعليهم التوجه راجلين لمسافات طويلة حتى يجدوا حافلة ركاب أو يكتشفوا الموقف الجديد الذي دُبر بليل دون مشورة ودون اهتمام باحتياجات المواطن الذي عليه أن يصبر ويتجرع الصبر وألا تصيبه الدهشة إن جاءه يوم ووجد نفسه خارج منزله بحجة إقامته غير الشرعية في أرض تمتلكها الدولة وتريد الاستثمار فيها ولم لا؟ «كلو وارد»!!