يشكل الموبايل خطراً كبيراً على صاحبه خاصة في الأزقة المظلمة (ليلاً) والشوارع الخالية من المارة (نهاراً) بدليل أن العديد من المواطنين سقطوا ضاحية له بالرغم من الفائدة الكبيرة التي يقدمها في وظيفتي (السكرتارية والعلاقات العامة), وكلما كانت قيمة الجوال كبيرة زاد الخطر على حامله وأصبح هدفاً أو (رهينة) بحسب اللغة الشائعة بين الشريحة المتخصصة في الخطف التي تنشط في مناطق متعددة.. وقد يعتقد (الناس) في سوق أم درمان أن الظاهرة محصورة فقط في (الزقاقات) الجنوبية الغربية, ولكن في الحقيقية أن الأمر أكبر من ذلك لأن عملية خطف وسرقة الموبايلات حاضرة في مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم ووصل حتى ساحات الشوارع المظلمة في الأحياء والمناطق السكنية, ولكن (الخطاف) وهو الاسم الحركي لمجموعات خاطفي الجولات ينشطون بصورة أكبر في مناطق السوق الغربي لأم درمان المتاخم للمطابع ويستغلون الزقاقات الخالية لتنفيذ هجماتهم على ضحاياهم (حاملي الموبايلات), وينتظر (الخطاف) الذي يكون ضمن جماعة تقدر بسبعة أو ثمانية أشخاص مرور الضحية في المكان الخالي من المارة ثم ينقض عليه ويخطف الموبايل ويهرب بسرعة البرق, فيما يقوم زملاؤه بإعاقة ملاحقيه اذا ما سنحت لهم الفرصة, ولا تجد صعوبة في مشاهدت منظر المطاردات والملاحقات اذا مررت بتلك الناحية من سوق أم درمان التظاهرة الشرائية المحتشدة بالناس والباعة والتجار, وشكا أصحاب المحلات والتجار هنالك من تنامٍ وتزايد الظاهرة التي بدأت ليلاً قبل أن تكشف وجهاً للنهار, ويقول (وليد): قبل قليل حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر نجح صبي في خطف (موبايل) مواطن وفر هارباً ورغم الإعداد الكبيرة لمطارديه المتطوعين إلا انهم فشلوا في اللحاق به أو إلقاء القبض عليه, وهذا السيناريو يتكرر يومياً ويمكن ان يحدث في أي وقت خلال ساعات اليوم حتى ملَّ الناس ملاحقة الخطافين غالبيتهم من الصبية و(الشماسة) تجدهم في أي مكان داخل السوق ينتظرون الفرصة لتنفيذ هجماتهم كما حدث قبل قليل... أما السوق العربي فإن نشاط (الخطاف) محدود للغاية وينحصر في أماكن بالقرب من تجار الموبايل بسوق نفاشة (السوق الأفرنجي) كما يتواجدون باستحياء في منطقة الأستاد وموقف المواصلات الجديد حيث يتابعون بأنظارهم الضحية الذي يطلق عليه (الرهينة) حتى تحين الفرصة ومن ثم يخطفون الموبايل ويهربون رغم ملاحقة صاحبه ويفضل أن يكون الضحية من مدن ومناطق الولايات, ورغم أن اسم الرهينة (بائع أو مشتر) لغة خاصة بالسماسرة والوسطاء لدرجة أنهم (يكرمونه) ويحمونه, إلا أن المعنى يختلف عند الخطافين حيث يكون الرهينة في خطر حادق وقد يتعرض للضرب والأذى اذا أراد المقاومة لوحده, وبعيداً عن الأسوق فإن الظاهرة موجودة أيضاً في الساحات والشوارع المظلمة بالأحياء السكنية بأنحاء العاصمة ففي الحاج يوسف تعرض الكثيرون للقرصنة بسبب الموبايل حيث يختفي في الظلام مجموعة منهم يطلق عليها (الخفافيش) يرصدون حركة الصبية, الشباب والأطفال ويتتبعونهم حتى منتصف (الفسحة) ثم يهجمون عليه ويخطفون الموبايل واذا وجدوا أي مقاومة لم يتورعوا في الاعتداء على الضحية بالضرب في أي مكان قبل أن يلوزوا بالفرار, ومثلما يحدث في الساحات يحدث أيضاً في الشوارع الفرعية المظلمة ولكن التنفيذ يتم بسرعة حتى لا تتاح الفرصة للضحية أن يستغيث ويستنجد بالأهالي والجيران. وفي بعض المناطق تطورت العملية حيث يستهدف (الخطافين) كل شيء ففي الفتيحاب لم يكتفوا بخطف الموبايلات فقط وإنما يخطفون حقائب الفتيات والنساء وكلما خف وزنه وزاد ثمنه, وهو نفس الذي يحدث الآن في الحاج يوسف الردمية والحاج يوسف دار السلام حيث اصبح الموبايل (مسجل خطر) على صاحبه.