محلية الخرطوم هي من أكبر وأهم المحليات في عاصمة البلاد، ومنذ تشكيل حكومة الولاية الأولى تم تعيين المعتمد عمر نمر الذي عقد أول مؤتمر في ميدان أبي جنزير تحت عنوان «تجميل قلب الخرطوم»، تفاءلنا خيراً بأن الخرطوم على يد هذا الشاب النمر سوف تشهد تنظيماً جديداً ونظافة تؤهل المدينة أو قلبها لتكون في مصاف المدن الكبرى.. ولكن بمضي الزمن انصرف الاهتمام من قلب الخرطوم إلى أطرافها وتوجهت كل الاهتمامات إلى شاطئ النيل وقاردن سيتي وتحول شاطئ النيل إلى منتجعات لتجمعات ستات الشاي والقهوة والعربات ليل نهار والكافتريات الأنيقة والبواخر النيلية حتى ولو كانت تنقصها بعض الجماليات.. بل أن المناطق المنجلة صارت مغلقة على ستات الشاي... بمعنى أن الواحد منا لا يستطيع أن يأخذ أسرته ويختار مكاناً يجلس فيه ليقضي فترة ولو قليلة دون أن يدفع لست الكراسي.. لأنها كما تقول دافعة رسوم على تلك الحتة؟؟ تراكمت الأوساخ أمام المنازل وعربات نقل النفايات لم تعد تأتي تباعاً بالرغم من أن جامع الرسوم لا يتخلف أبداً عن مواعيده.. وتزايد وجود الكلاب الضالة التي تهدد الناس وتطارد الأطفال في الشوارع بسبب النفايات الملقاة على قارعة الطريق.. هذا جانب من الموضوع، والجانب الآخر أن هناك تهميشاً لبعض الأحياء، فإذا كنت قادماً من القسم الشرقي ومررت بتقاطع عبيد ختم شرقاً ونظرت إلى اليسار فإنك سوف تلحظ النظام والنظافة والطرق المسفلتة والتلتوارات المرصوصة في شوارع ضيقة وأزقة... وإذا نظرت يميناً فالدهشة ستأخذك شوارع واسعة ومتسخة حفر منذ زمان الخريف.. يعني طين وحفر وذباب وأوساخ متراكمة في الخريف.. ثم حفر تهلك العربات وتهد العظام في غير الخريف.. أليس هذا عيباً التفريق بين حي الطائف بالإنترلوك وحي أركويت بالإنتر حفر وإنترشوك وبهدلة؟ اضطررت الى الإمساك بالقلم وأسطر هذا المقال لأنه لا سلطة شعبية أو غيرها موجودة في الأحياء.. لا لجان شعبية ولا سلطات محلية ولا حتى نائب الدائرة التي أقيم فيها.. لا أحد يحضر أو يسأل أو يقول أي شيء.. هل يعقل هذا؟؟ إذن ستكون الصحافة هي لسان الحال لمعالجة قضايا المواطن طالما أن المؤسسات لا تسأل ولا تخدم ولا تتحرك مجرد حركة تؤكد أنها موجودة.