زاوية لحل المشكلات يجيب عليها الأستاذ عادل محمد بشير اختصاصي علم النفس 0123300719 الأمراض النفسجسمية اتصالات عديدة وردت للعيادة تتضمن موضوعاً واحداً، وكان آخرها من س.م.ب يقول إنه يعاني من اضطرابات شديدة في المعدة تم تشخيصها طبياً على أنها التهاب معدة مزمن وما زال يتناول العلاج الدوائي، و يقول إن الطبيب نصحه بمراجعة الاختصاصي النفسى ويسأل ما هي علاقة مرضه بالصحة النفسية؟ أولاً خلال الأسبوع الماضي تم تحويل أكثر من ثلاث حالات من الطبيب لعيادة الصحة النفسية يشكون من أعراض عضوية مختلفة، وما يعاني منه هؤلاء جميعاً هو ما يُعرف بالأمراض النفسية الجسمية وهي اضطرابات جسمية ذات أساس وأصل نفسي وسببها الاضطرابات الانفعالية، والحالة الجسمية تتأثر بالحالة النفسية والعكس صحيح، والجسم يعتبر وسيطاً بين البيئة الخارجية وبين الذات ككيان نفسي، والضغوط الشديدة المزمنة تؤدي لاضطراب هذا التوازن، واتضح أن كل هؤلاء يعانون من ضغوط مختلفة ومشكلات مزمنة ويعانون من الانفعالات الزائدة والتي تؤثر على العمليات الفسيولوجية فضربات القلب تزداد عند الغضب، وانفعال الحزن يؤدي لانسكاب الدموع والخجل يؤدي لاحمرار الوجه والخوف يؤدي لشحوب الوجه، والقلق يؤدي لفقدان الشهية، وباستمرار الضغوط الشديدة وعدم القدرة على حل المشكلات، يتأثر الجسم وتظهر الأمراض النفسية الجسمية المختلفة، فمن الناس من يستجيب على نطاق الجهاز الهضمي كما في حالة المتصل الذي يعاني من التهاب المعدة المزمن، ومن الأمراض على نطاق الجهاز الهضمي القولون والقرحة والإمساك وكل ذلك نتيجة للتوترات والانفعالات فتتأثر الغدد والناتج هذه الأمراض، وهناك استجابات على نطاق الجهاز البولي والجهاز التناسلي والجهاز العصبي وكمثال لذلك الصداع النصفي حيث يؤدى الانفعال الزائد لارتفاع ضغط الدم في المخ، وعلى نطاق الجلد والعيون والجهاز الدوري والجهاز التنفسى والعضلي، ومن أسباب الأمراض النفسية الجسمية اضطراب العلاقات بين الطفل ووالديه «فقدان الحب والخوف من الانفصال والحرمان»، و من الأسباب الصراع الانفعالي الطويل والكبت والشعور الطويل بالظلم والإحباطات المتراكمة في الأسرة والعمل والقلق المستمر والحزن العميق والضغوط الاجتماعية، أما العلاج النفسي فيتلخص في معرفة سبب المرض بتناول النواحي الانفعالية وحل المشكلات الشخصية وإزالة العقبات، وتعديل نمط حياة المريض من خلال العلاج النفسي التدعيمي ونُصح المريض بتجنب مواقف الانفعال الشديد وتعلم مهارات الاسترخاء النفسي وقد تم شرحها لكل المتصلين وهناك الإرشاد النفسي للمريض وأسرته والعلاج البيئي والعلاج الطبي حيث إن السبب نفسي ولكن أضحى المرض عضوياً يحتاج لتدخل الطبيب.