كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء. كما قال المتنبي منذ قرون ومن تلك المضحكات والمبكيات ما قاله أحد شيوخ السلاطين في مصر وهو رئيس قسم مقارنة الأديان في جامعة الأزهر. فما قاله أمر عجيب مستنكر يستوجب التعجيب والاستنكار لأنه ضلال مبين ويريد بقوله تضليل الناس بشتى وسائل التضليل. ماذا قال شيخ السلاطين، لقد قال منكراً من القول وزوراً. إنه أسبغ على حاكم مصر السيسي صفة الرسول موسى عليه السلام وعلى وزير داخليته محمد إبراهيم صفة الوزير الرسول هارون عليه السلام الذي كان عضداً لأخيه موسى عليه السلام. ليس غريباً على شيوخ السلاطين مثل هذا الكلام القبيح في كل زمان ومكان. لقد عاصرنا من مدح الملك الفاسد فاروق وألحقه بال البيت وأن الله وفق والده بتسميته بالفاروق تيمناً بالفاروق عمر بن الخطاب وعندما سلب منه الملك شيع باللعنات من نفس الشيوخ ومات الملك الصالح الفاسد بالسكتة القلبية في خمارته التي كان يديرها. وصعقنا عندما قال أحد العلماء إنه يضع الرئيس في مكانة من لا يسأل عما يفعل!! وقد خر هذا الرئيس المستبد صريعاً يوم خرج على قومه في زينته ليحتفل بنصر كاذب. إذا عقدنا مقارنة بين موسى الرسول الحق وبين الرسول المزيف السيسي نجد أن صفة موسى الرسول هي صفة كل الأنبياء: الصدق والأمانة والتبليغ والفطانة، أما الرسول الكاذب فيتصف بالكذب والخيانة والكتمان والبلادة ذلك لأنه حلف يمين الولاء على كتاب الله لرئيسه المنتخب الرجل الرباني التقي الورع ثم خانه واختطفه جاء موسى الرسول الحق ليخلص المصريين من ظلم واستبداد فرعون وهامان وجنودهما ويحررهم من عبودية غير الله تعالى من المخلوقات التي خلقها وذلك بالتبليغ والفطانة، أما الرسول الكاذب فقد كتم حقائق الرسالة وطارد أولياء الله الذين يأمرون بالقسط واستعان في حربه للاتقياء الأنقياء الأخيار بسلاح وأداة الأمن ثم القضاء الفاسد ثم الإعلان الماجن وليغطي جسده العاري أضاف إلى هذه الثلاثة «الدرع الديني». من أجل الادلجة والتدجين. موسى عليه السلام القى الله عليه محبته ليصنع على عينه وتحت رعايته أما الرسول الكاذب فالقاصي والداني يعلم أين تربى وصنع ومن تولاه برعايته ودربه على عمل المخابرات وأصول الاستبداد والعمالة فهو كنز إستراتيجي لليهود ودولتهم الظالمة وللنصارى في الداخل والخارج ولا سيما الشيطان الأكبر أمريكا. موسى الرسول الحق عندما طلب من الله أن يشرك أخاه هارون في مهمته كان هدفه من ذلك (كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً انك كنت بنا بصيرا) ولكن الرسول الكاذب بعد أن خان عهده ونقض ميثاقه مع الله والحاكم المنتخب العادل جاء بهارون الكاذب (محمد إبراهيم) الذي خان مثله العهد وأشركه في أمره لكي يكون له عضداً أو سنداً في ذبح الرجال والنساء بشرطته والبلطية فحق وصفها (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) وأغلقوا جل مساجد مصر في وجه المصلين بقهر القوة تحقيقاً لصفة الكتمان والبلادة المنافية لصفات الرسول فهل هناك أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها. موسى الرسول الحق عندما قتل نفساً واحدة بغير تعمد أو قصد لقتله استجابة لاستغاثة أحد من بني إسرائيل ونصرة لقومه المضطهدين من فرعون مصر استرجع وتاب وندم على فعلته وأرجع هذا الفعل إلى الشيطان الرجيم وغوايته لأنه فعل فعلته وهو غاضب والغضب من الشيطان (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي فغفر له) وقطع على نفسه عهداً الاّ يكون ظهيراً ولا معيناً للمجرمين (قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين). الرسول الكاذب المصري قتل الآلاف من أهل مصر السلميين في الميادين وهم عزل ولا زال يمارس القتل والسجن والتعذيب بجنوده وشرطة هامان مصر اليوم وهما ظهيران للمجرمين من البلطجية. موسى الرسول الحق عندما ورد ماء مدين وجد رجالاً من الرعاة يسقون أنعامهم وفتاتان لا قوة لهما لا تستطيعان سقي أغنامهما ورأى موسى الرسول الحق أن هذا منظر منافي لذوي المروءة والفطرة السليمة فتقدم وهو الذي زاده الله بسطة في الجسم فسقى لهما. الرسول الكاذب يفعل عملاً منافياً للمروءة والشهامة ومضاداً للمروءة والفطرة السليمة فيسجن الفتيات القصر الحريرات المؤمنات ويضرب حصاراً اقتصادياً على أسر وعائلات المساجين ظلماً وعدواناً. موسى الرسول الحق تعاهد وتعاقد على خدمة الشيخ الكبير والد الفتاتين ثمان سنوات أو عشراً اختياراً ولأن الرسول الحق مستقيمة فطرته واضحة شخصيته فقد قضى كما أخبرنا محمد صلى الله عليه وسلم (قضى أكثرهما وأطيبهما) رواه البخاري. أما الرسول الكاذب فقد تعاقد وتعاهد على خدمة رئيسه المنتخب مدة أربع سنوات ولكنه بعد عام واحد انقلب عليه ولم يفِ بالعهد ونقض العقد وخان الميثاق ولف مصر بظلام فكري وروحي ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج المرء يده لا يكاد يراها من شدة الظلمة. موسى الرسول الحق بلغ رسالة ربه والرسالة كما يقول صاحب الظلال (تكليف ضخم وشاق متعدد الجوانب والتبعات يحتاج صاحبه إلى زاد ضخم من التجارب والإدراك والمعرفة والتذوق في واقع الحياة العلمي إلى جانب هبة الله اللدنية ووحيه وتوجيهه للقلب والضمير. ورسالة موسى بالذات قد تكون أضخم تكليف تلقاه بشر عدا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو مرسل إلى فرعون الطاغية المتجبر أعتى ملوك الأرض في زمانه وأقدمهم عرشاً وأثبتهم ملكاً وأعرقهم حضارة وأشدهم تعبيداً للخلق واستعلاء في الأرض). وهو مرسل لاستنفاذ قوم قد شربوا من كؤوس الذل حتى استمرأوا مذاقه فمردوا عليه واستكانوا دهراً طويلاً والذل يفسد الفطرة البشرية حتى تاسن وتتعفن. موسى الرسول الكاذب ماذا فعل للرسالة هل حمل أمانة الرسالة ومشاق الطريق وتكاليف الدعوة إلى الله لإعادة بناء الأمة والتي خربها الطغاة من قبله اما سار على نهج من سبقوه وعلموه أسس الطغيان والتسلط على الشعوب. زج بالدعاة والفقهاء في السجن. موسى الرسول الحق قاد قومه إلى الأرض المقدسة لتحريرها من القوم الجبارين والطغاة المفسدين الذين يفسدون في الأرض لا يصلحون. موسى الرسول الكاذب بدلاً من أن يقود جنوده لتحرير الأرض المقدسة وفك أسر المسجد الأقصى المهدد بالإزالة والسقوط بدلاً من ذلك يذل قومه يحاكم رئيسه الذي انقلب عليه بتهمة الاتصال بمن يريدون تحرير الأراضي المقدسة ويحارب بجنوده وبأسلحة اليهود قومه وأهله لينال رضا مغتصبي الأرض المقدسة. أما هارون الكاذب فهو صوت سيده لا يملك لا قدرة فكرية ولا روحية بل قوله (نعم سيدي). إذن الرسول الكاذب هو في الحقيقة فرعون الحق الذي جاء موسى الرسول الحق لمحاربته وازالة سلطانه وتحرير الناس كل الناس من العبودية. وأما هارون الكاذب فهو هامان الساعد الأيمن لفرعون لا أكثر ولا أقل أما الشيخ الضلالي الذي تجرأ على الله وألبس فرعون وهامان لباس رسول الله وزين هو وغيره من شيوخ السلطان لفرعون سوء عمله فنقول له ولأمثاله: إن اليهود هم أبرع الناس في التحريف لكتاب الله التوراة وهم الذين نسوا حظاً مما ذكروا به فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ولعنهم وغضب عليهم مع أنهم يدعون أنهم اتباع موسى عليه السلام الرسول الحق فكيف يكون الحاكم يا شيوخ السلطان وانتم تتبعون الأنبياء الكذبة الذين حذرنا المسيح عليه السلام منهم!! أتشترون بآيات الله ثمناً قليلاً نشكوكم مع أسيادكم الجدد إلى الله القوي الجبار المتين لينتقم منكم ويرينا فيكم جميعاً آياته.