وفاروق أبو عيسى العجوز الماركسي ولأكثر من «60» عاماً وهو يمارس التهريج السياسي، متقلباً ومتذبذباً كبندول الساعة، أبو عيسى طيلة هذه المدة الطويلة في «بحر» السياسة لم يستند إلى وزن وثقل سياسي.. لم تقدمه الجماهير ليصبح نائباً لها في أي موقع كان.. برلمانياً، أو جمعية أو حتى لجنة شعبية.. في حي «العيساب» بود مدني مسقط رأسه.. ولا حتى في نقابة المحامين وترأسه لاتحاد المحامين العرب كان بعمل السياسة «سياسة الجهات الأجنبية» المعارضة للإنقاذ.. فلو لا نظام «حسني مبارك» لما اعتلى أبو عيسى كرسي اتحاد المحامين العرب.. ولما جلس عليه لفترتين، فالعجوز الماركسي احتارت فيه السياسة.. واحتار فيه جمهورها.. فهو في يوم مع نميري وضد عبد الخالق «فالرفيق» أبو عيسى اختار نميري والوزارة.. والسلطة.. وقاد انقساماً كبيراً في الحزب الشيوعي.. هذا الانقسام كان قاصمة الظهر للحزب الشيوعي.. أقدم وأكبر الأحزاب الشيوعية في إفريقيا.. هذا الانقسام الذي كان فيه أبو عيسى من القادة البارزين.. قد أودى بحياة قادة بارزين في الحزب.. عبد الخالق محجوب، جوزيف قرنق، الشفيع أحمد الشيخ، وأظن أن جمهرة الشيوعيين التي تجمعت حول مكتبه في يوم انقلاب هاشم العطا تأكيد على أن أبو عيسى أسهم في هذا الانقسام.. وأبو عيسى «اتحادياً» كان.. أو ناقداً لنفسه.. وعودة خجولة لحزبه الذي قطعه بسكين الإنقسام.. أو كان أميناً للتجمع «الديمقراطي» المعارض.. هو.. هو.. أبو عيسى المتقلب والمراوغ وأبو عيسى رئيس قوى الإجماع الوطني.. أو تحالف الإجماع لمّا يضع شروطاً للحوار مع الحكومة يكون هذا التحالف أو الاجماع.. قد وضع المتاريس أمام الحوار.. ولو أن أبو عيسى حسب أن الحوار الغرض منه قلع المؤتمر الوطني ونزعه من الساحة السياسية.. فهذا خبل وطيش.. فالمؤتمر كحزب له وزنه وثقله.. ولذا يكون «أبو عيسى» في غيبوبة وتوهان.. الآن فالإنقاذ وحزبها لن يستطيع أبو عيسى الذي بلا حزب وبلا جمهور اقتلاعها.. والإنقاذ حين طرحت مبادرة الحوار لم تطرحها لأنها في حالة ضعف.. بل لأنها منذ ميلادها كانت تسير على طريق الحوار.. والحوارات فلأجل الوطن وتماسكه ووحدته يكون الحوار.. للوصول لوفاق وطني يقود للاستقرار الاجتماعي والسياسي. وعقار «العلماني» الذي قال لجلسائه بأنه لا علاقة له بالأديان، فإن اغتياله وتصفيته للمسلمين المنضوين تحت قواته المتمردة، يؤكد عداء «العلماني» عقار للإسلام.. وأي دين آخر.. فالخيانة والإجرام وصلا بهذا القاتل السفاك لتصفية الرفاق الذين يحملون معه السلاح.. منتهي الغدر والخسة والنتانة، متمرد قاتل، سفاك، يغتال أعوانه.. فهل هذا يصلح أن يكون مؤتمناً على مليون نسمة.. هم شعب النيل الأزرق.. فالمتمرد القاتل عقار .. المالك «للعقارات» والمركبات.. ابنته «لينا» لا تؤاخذ بجريرة والدها فكل نفس بما كسبت رهينة.. فلا جريرة عليها.. فهي مواطنة سودانية.. لها حقوق وعليها واجبات.. فهي مواطنة تعمل في قوات نظامية لا في مليشيات متمردة. أخيراً فلتواصل مسيرة الحوار الوطني لا لشيء غير تماسك جبهتنا الداخلية.. فالأعداد يتربصون بنا الدوائر. محطة أخيرة في احتفال كبير شهدت أسرة شيخ الإسلام العلامة «الشيخ البدوي» احتفالاً بقدوم حفيده «البدوي» محمد صلاح الفاضل الشيخ البدوي، جعله الله باراً بوالديه.