متى تفهم متى يا سيد الإنقاذ.. متى تفهم؟! متى يا صانع الإنقاذ.. متى تفهم؟ متى تفهم؟ متى يا ناصر الإنقاذ.. ويا داعم الإنقاذ.. ويا حامي حمى الإنقاذ.. ويا غارقاً في سكرة الإنقاذ.. متى تفهم؟! متى تفهم بأني لست أغرق في معاداتك؟ ولا أفرح قط بشيء من جراحاتك؟ أما تصدق إيها الإنقاذي، حاكماً أو محكوماً بأني لا أفرح بشيء كما أفرح بشيء من نجاحاتك؟؟ مهما كانت قليلة وهزيلة وضئيلة!!. وهل تصدق أن غضبي كله لك لا عليك؟! إن غضبي لك لا عليك!! بل هو غضب على أخطائك قبل أن يكون غضباً على أعدائك!!. إن أخطاء الإنقاذ هي أعدى أعداء الإنقاذ والعدو غير الصديق وغير الولي. ولست عدواً بل ولياً وصديقاً. الصديق أو الولي ينبهك إلى أخطائك ويحزن لها والعدو يستثمر أخطاءك ويتاجر بها ويفرح لها.. أيها الإنقاذي حاكماً ومحكوماً.. لماذا لا تميز بين ولاءين.. ولاء في الدنيا وولاء في الدين؟ مالي أراك أسعد حالاً بأوليائك في الدنيا وأشقى حالاً بأوليائك في الدين؟ إن وليك في الدين يهدي إليك عيوبك ومساوئك أما وليك في الدينا فيأكل من قصعتك ويهدي مساوئك إلى أعدائك وخصومك وجلاديك.. وأنت تجمع حولك أولياءك في الدينا.. وتبعد عنك أولياءك في الدين!!. في مؤتمر الحوار الوطني حشدت كل أوليائك في الدنيا ورصصتهم رصاً.. وأبعدت كل أوليائك في الدين وجعلتهم نسياً منسياً. وكانت النتيجة الحتمية أن حديثهم كله كان في الدنيا.. ولم يكن لهم حديث في الدين إلا ما يفتتح به ويتبرك به. ومهما أحسنا الظن بمؤتمر الحوار الوطني هذا فإن أفضل ما نخرج به منه أنه وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على سلفه الذي ترأسه العميد محمد الأمين خليفة عام 1989م فإن الانقاذ لا زالت تراوح مكانها في أمر الدنيا وأمر الدين!!. إن أصدقاء الانقاذ وأولياء الانقاذ أولياءها في الدين ظلوا يقدمون لها النصح بعد النصح والتنبيه بعد التنبيه.. والتوجيه بعد التوجيه.. وظلوا يدبجون الخطب والمقالات.. ويخوفونها ويحذرونها وأحياناً يشجعونها ويبشرونها.. ويتأنقون في ذلك، وكنت أحد المتأنقين في مخاطبة الانقاذ وتفننت في حسن مخاطبتها.. فكتبت.. «فقسا ليزدجروا» وكتبت «الإنقاذ ومصباح ديوجين».. وكتبت «جوال الإنقاذ الفارغ».. وضربت الامثال وضرب غيري الأمثال.. وتأنق آخرون وتفننوا.. وبزوني في التأنق والتفنن. وأولياء الانقاذ في الدنيا أيضاً يتأنقون في التودد الى الإنقاذ.. وفي مغازلة الإنقاذ.. وفي التغني بمحاسن الإنقاذ.. ومفاتن الانقاذ.. وبالأمس القريب جمعت الإنقاذ في قاعة الصداقة حولها لفيفاً من المتأنقين في مودتها والتقرب اليها، وغيبت الإنقاذ أهل العلم الشرعي.. وأهل الدعوة وجمعت فقط أهل الأحزاب.. وعلى رأس هؤلاء الصادق المهدي والترابي.. أو الترابي والصادق المهدي وفي الذيل الحزب الشيوعي السوداني الذي غاب نكاية في الانقاذ وفي أهل الانقاذ وكأنه يرسل رسالة الى الدنيا أن الانقاذ تتود الى الحزب الشيوعي وهو يرفضها.. والآخرون يتوددون الى الإنقاذ.. وكان كرسي الحزب الشيوعي فارغاً تماماً مثل كرسي محمود محمد طه الذي يجعله بينه وبين مناظره، والمشهور أن كرسي محمود محمد طه يبدو فارغاً لكنه يجلس عليه الشيطان. إن الانقاذ تخطئ خطأ فاحشاً بعقد هذا المؤتمر بصورته هذه باسمه وأسماء حضوره وزمانه ومكانه، وهي تغري أعداءها بها.. وتلقن خصومها ومعارضيها حججهم. ان الإنقاذ تبدأ الحوار بعد مسيرة ربع قرن من الزمان.. تريد أن تعرف الى أين تتجه ومن توالي ومن تعادي. لقد كان الأخ الشيخ علي جاويش المراقب العام للاخوان المسلمين صوتاً نشازاً في مؤتمر الحوار الوطني.. والشيخ علي جاويش من الذين يوالون الانقاذ في الدين وليس من الذين يوالونها في الدنيا.. لذلك كان على الصوت النشاز أن يسكت ويصمت فقيل له «أس» و «صه» و (hush) فالمقام ليس مقام الموالاة في الدين بل مقام الموالاة في الدنيا. ان الانقاذ تبحث عن طوق النجاة وهو أقرب اليها من حبل الوريد.. ووالله الذي لا إله إلا هو لنحن الذين ظللنا خارج قاعة الصداقة في ذلك اليوم لنحن أبر بها ممن جمعتهم حولها من غير أهلها. إن الانقاذ لا تستطيع أن تدعي أنها ظلت على مدى خمس وعشرين سنة تبحث عن وسيلة لاقرار الدستور وانشاء دولة اسلامية تهتدي بالكتاب والسنة، لذلك فالإنقاذ تبحث عن الخلاص والنجاة في غير مظانها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.