بالرغم من الاستعدادات مبكرة للموسم الزراعي الصيفي الذي تقوم به كل المشروعات الزراعية بالولايات بشكل رئيس وما أطلقته وزارة الزراعة في اكتمال الاستعدادات للموسم نجد أن هناك عدداً من الإشكالات والمعوقات التى تواجه المزارعين في الموسم المعني. وسبق أن باءت معظم التحضيرات بالفشل لعدم وضع رؤية مسبقة وخطط واضحة دون الاستفادة من تجاربها السابقة ووضع خطط لحصر الاحتياجات والمتطلبات المتعلقة لإنجاح الموسم الزراعي الذي وعدت به الوزارة والجهة المختصة في كل ولاية، وأوضح عدد من قيادات اتحادات المزارعين أن هناك اهتماماً كبيراً في أوساط المزارعين الذين قاموا بعرض خطة الموسم الصيفي والمطالبة من المالية بالاستيفاء بالتزاماته بتمويل الموسم إضافة الى الاتصالات التي تتم بينهم وبين الدول التي يتم التعامل معها، وكشف وكيل وزارة الزراعة والري مهندس بهاء الدين محمد خميس ان الزراعة ستدخل مرحلة جديدة من الإنتاج لجهة استخدام التقانات لزيادة الإنتاج والإنتاجية بتحديد منصات انطلاق يتم تنفيذها بخمس قرى بكل ولاية إنتاجية. وقال في اجتماع متابعة تحضيرات الموسم الزراعي بوزارة الزراعة والري أنه تم توفير التمويل للموسم اضافة الى الأسمدة والمبيدات ومدخلات الزراعة بجانب تكثيف الجهود المبذولة لحصاد المياه بالقطاع المطري وتمكين المزارعين لتعزيز أدوارهم من خلال سلسلة القيمة وأنه بدأ فعليا فتح الحسابات والاعتمادات اللازمة للتمويل بواسطة محفظة البنوك ذات الصلة، وأوضح خميس انه تم الاتفاق على رفع مساحة الخطة الإسعافية المستهدفة هذا العام الى 10 ملايين فدان ستزرع 5 آلاف منها بالحزم التقنية لزيادة الإنتاج والإنتاجية، وكشف ممثل اتحاد المزارعين بالقضارف والاتحاد العام لمزارعي السودان حسن زروق ل «الإنتباهة» عن معوقات تحد من الموسم الحالى متمثلة في نقص التقاوي. وعزا الأسباب لضعف الإنتاجية للعام السابق بجانب تأخر سياسات البنك التمويلية خاصة في تمويل الآليات والترحيل من مناطق شرق البحر لصعوبة التنقل بعد هطول الأمطار، مشيرا إلى اشكالات بين شركة التأمين شيكان والبنك الزراعي في تأخر تسديد مبلغ 14 مليون جنيه عبارة عن مستحقات المزارعين في العام السابق، وعدم وضع تسوية بين البنك وشيكان ما جعل المزارعين أكثر تضرراً مما ينعكس سلباً في الموسم الحالي، وطالب زروق من شركة شيكان والبنك الزراعي عدم إدخال المزارعين في تلك الإشكالات خاصة وان البنك يلزم المزارعين في الشركة، ويتم خصم التأمين من المزارع وبالتالي يتوجب على البنك أخذ استحقاقاته كاملة بواسطة شيك أو مال نقدياً دون وضع المزارع في تلك العقبات، ورهن نجاح الموسم في سرعة حركة البنك بتمويل المزارعين وفي الوقت نفسه ناشد وزارة الزراعة بضرورة توفير التقاوي لصغار المزارعين ويقول المزارع فضل المولي صاحب مشاريع بولاية نهر النيل خلال حديثه ل «الإنتباهة» أن المزارعين تلقوا وعوداً كثيرة من الوزارة والبنك الزراعي بتوفير مدخلات الإنتاج من سماد وتقاوي وجازولين والمبيدات بأسعار مدعومة، لكن حتى الآن لم تسلم إليهم، موضحاً أن المزارعين بالولاية لا يعتمدون على وعود الحكومة، وإنما يقومون بإنجاز زراعتهم من حر أموالهم نسبة لتعقيد الإجراءات وتأخيرها، وفي نهاية الأمر لا نخرج بشيء ونتضايق في وقت الزراعة ودخول الموسم، لذا يعتمد المزارع بشكل كلي على نفسه. وقال فضل المولى المتحدث بلسان المزارعين إنهم عزموا إذا استمر الوضع كما هو سنتوقف عن الزراعة في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجمهورية على أن الزراعة هي الأولى لتحسين الوضع الاقتصادي بالبلاد، موجهاً بالاهتمام وتوفير كل مدخلات الإنتاج لجميع الولايات بالسودان، لكن اتضح لنا أن كل ما قيل هو شعارات لا وجود لها على أرض الواقع وأن المزارع يقع كل موسم في ذات الإشكال والتحديات المصاحبة للموسم الزراعي، وأضاف فضل المولى ان الوقت الحالي هو موسم البصل، وكانت الإنتاجية كبيرة وناجحة لكن لم يجد تسويقا، وأشار الى أن التجار بالسوق وضعوا سعراً لجوال البصل ضعيفا لدرجة أنه لا يغطي تكلفة إنتاجيته. وعزوا ذلك لإغلاق الحدود مع دوله جنوب السودان وما يعيق عملية تصدير البصل، الأمر الذي جعلنا أن نتجه إلى التخزين حتى لا تلحق بنا خسائر تسبب كارثة زراعية بالولاية. واصفاً المزارعين بأنهم محبطون.