النظام الذي يقوم عليه الحكم في إفريقيا.. يستند إلى وزن القبيلة.. فجل الدول الإفريقية يقوم فيها نظام الحكم على قبيلة تحكم أخرى حليفة، أو تابعة.. وأخرى معارضة.. في إثيوبيا.. أمهرا.. وتقراي.. وفي تشاد قرعان.. زغاوة.. سارا.. وفي دول البحيرات، توتسي وهوتو وهكذا.. وفي الجنوب تظهر الصورة بعد الأحداث الأخيرة، دينكا، نوير .. فمن وراء هذا الصراع القبلي يستتر المحرك لهذا الصراع، تستتر إسرائيل حليف يوغندا موسفيني، «قذافي»، إفريقيا، وأمريكا والغرب «المحرك» يدعم الطرفين.. لتضعف الدينكا والنوير ليصل البديل.. «البديل» هو القبائل الإستوائية لاتوكا، مورلي، تبوسا، وزاندي... ألخ. القبائل الأقرب إلى يوغندا والغرب.. وبقراءة كتاب تاريخ التمرد ضد الشمال «أحداث توريت 1956م» مروراً بتمرد «1983م» يُلحظ أن القبائل الإستوائية تصطف في صف الغرب، ومكالبتها بتقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم في عهد نميري، وإعلاء صوتهم بأن الدينكا مسيطرون على الحكم.. مؤشر إلى أن الإستوائيين الذين هم بعيدون عن الصراع الدائر في الجنوب.. هم الحكام القادمون لحكم الجنوب.. فالأيام القادمات كفيلة لكشف الحجاب.. وستأتيك الأخبار بما لم تزود النيل الأزرق.. تطهير الأموال أجزم أن ولاية النيل الأزرق.. بالمسار الذي يسير عليه ديوان الزكاة.. يمكن أن لا تجد من هو مستحق للزكاة، فالولاية بمواردها الطبيعية أراضي زراعية.. وثروة حيوانية وسمكية، غابات، معادن ومقومات لكل أنواع الصناعات.. صناعات معدنية وتحويلية.. يمكنها ألا تجد الفقير والمسكين وغيرهما، فالديوان له مشروعات تهتم بمكافحة الفقر وتحويل الفقراء من مستحقين للزكاة إلى مخرجين لها، فدعمه للمزارعين الفقراء بالتقاوي ووسائل الإنتاج بالحراثات. وبما أن الزكاة هي شعيرة تعبدية.. ورسالة دعوية.. فديوان الزكاة بالولاية وبرئاسة أمينه بالولاية بمجلس الدعوة الأعلى.. أسهم بدعومات عينية ومالية إلى المجمعات الإسلامية بالدراجات لتسهيل مهمة الدعاة، ودفع رواتب شهرية لهم.. وأوفد «240» طالباً من أبناء الولاية إلى خلاوي ود الفادني والدامر وأبو حمد والكتياب.. ويقدم لهم الدعم المالي.. والكساء إضافة لدعمه لخلاوي الولاية بالذرة والدعم المالي.. وحتى لا تكون هذه الخلاوي.. عالة على الناس.. فقد قام الديوان بزراعة مساحات للخلاوي والمجمعات الإسلامية، بل أنشأ الديوان معهد تأهيل حرفي بالرصيرص.. لتعليم طلاب القرآن الكريم.. حرف في مجالات الحدادة، الكهرباء، النجارة، لكيلا يكون طالب القرآن عالة على الآخرين..«حرفة في اليد أماناً من الفقر».. واليد العليا خير من اليد السفلى.. وأظن أن هناك شريحة في الولاية.. ألا وهي شريحة الدعاة.. تحتاج إلى برنامج مدروس يا مولانا أمين الزكاة.. الجزيرة.. بيضة أم كتيكي يقول المثل الدارفوري، «بيضة أم كتيكي شلتها كتلت أبوك.. خليتا كتلت أمك» فهكذا الحال في الجزيرة «كبيضة أم كتيكي» حالها يزداد سوءاً كل يوم.. خدمة مدنية «زي الطين» تفتقد الكوادر المؤهلة.. في الخبرات المؤهلة والمدربة.. إما هاجرت أو تقاعدت.. هذا أس البلاد في الجزيرة.. والحكومة «ماشة بالبركة» غير عابئة بالتدهور الذي يضرب دولاب الدولة.. حكومة تائهة وحائرة.. وأجزم ألا أحد بحكومة الجزيرة يحس بالحالة السيئة التي يعيشها مواطنو الجزيرة، حالة الفقر.. وحالة الغلاء الفاحش، وحالة البطالة والعطالة.. وحالة الركود الذي يضرب كل نشاط بشري في الولاية.. الزراعة تتدهور.. والمزارع لا يجد من يحميه كمنتج، وعلى سبيل المثال فإن «البصل» بأسعاره المتدنية.. سيقود «بعض» المزارعين إلى السجون، فجوال البصل الذي لم يزد سعره عن «30» جنيهاً سيدخل المزارعين إلى دائرة «الإعسار» ولو كانت الحكومة لها خيال وبصيرة لقامت بحماية المنتجين، فالجزيرة في المؤخرة في كل شيء حتى في العمل السياسي فهي في آخر الصف.. نسأل الله للجزيرة أن يعافيها من «المرض» الذي ألم بها. والله المستعان