ونحن نتجوّل داخل أروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب تسامع إلينا صوت النداء عبر مكبرات الصوت لحضور حفل توقيع كتاب للدكتور سامر صعب وهو طبيب سوري من أصول عراقية يعمل طبيباً بدولة السويد كان عنوان الكتاب لافتاً (حياتي مع صدام) نال حق ترجمته من اللغة السويدية للعربية لكاتبته الأصلية باريسولا لامبسوس وهي امرأة عراقية الجنسية ذات أصول يونانية، وصلتني نسخة بإهداء الكاتب لم أعير الكتاب أهمية رغم صورة صدام التي تزين الغلاف ومعها صورة أخرى للمؤلفة الشقراء ودمعة تسيل من عينها، قلت في نفسي الجميع يريد التكسب والإتجار ولو على جثث الموتى وضعت الكتاب جانباً ولم أرجع إليه إلا قريباً وقد صدق حدسي فما هو مكتوب بين دفتيه لا يعدو أن يكون كذباً بواحاً واعترافاً بالفسق والمجون من مؤلفة عاشت حياتها بالطول والعرض ولم تستبقي شيئاً وفجأة دون مقدمات أصبحت ضحية لصدام، الكتاب في مجمله يحكي قصة امرأة أحبت صدام الشاب قبل أن يكون رئيساً فعلياً للعراق ولم تتركه إلا بعد أن استشعرت خطر الأمريكان على العراق فولت هاربة لتنشر عبر وسائل الإعلام علاقتها الخفية بصدام في اعتراف واضح بالزنا والفجور، الكتاب يقع في أربعمائة صفحة من القطع المتوسط، ويحوي بداخله صورة لصدام وهو داخل المحكمة بقوته وصلابته التي تريد هذه المرأة أن تمحوها من أذهان العرب والمسلمين، بجوار صورة صدام الخطاب الذي خطه بيده لقاضي المحمكة رافضاً هذه المهزلة وخاتماً للخطاب بصفته الرئاسية للبلاد، كان يمكن أن استعرض الكتاب بما يحويه على حلقات دون تعديل أو تدخل مني في الصياغة لكن لما في الكتاب من إسفاف وتعمد لتشويه قائد عربي مسلم وقف بقوة في وجه الطغيان الأمريكي ولم يرتعد وهو يتقدم لحبل المشنقة ناطقاً الشهادة وخاتماً حياته أيا كانت بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذا يكفي، سأحكي لكم قصة كتاب حياتي مع صدام باختصار وتصرف مني وتدخل في الصياغة وتغيير بعض المفردات التي لا تليق بكتابتها كما هي بالصحافة التي تدخل كل بيت.