يجد القارئ الكريم في غير هذا المكان من صفحة «برلمان الشرق»، استعراضاً لبنود وثيقة أسمرا لسلام الشرق. وذلك لمزيد من المعرفة ببنود هذه الاتفاقية و التي وصفها الكثير من المراقبين للشأن السياسي بالسودان، بأنها من أهم الاتفاقيات التي توصل إليها السودانيون في سبيل تمتين وحدتهم الوطنية، وتوفير شروط السلام والاستقرار في بلادهم، أضف إلى ذلك أن اتفاق سلام الشرق أضحى الأنموذج الذي ينبغي الاقتداء به من حيث التنفيذ الفعلي. صحيح أن الذي تم في ساحات التنفيذ لم يبلغ تمامه بعد، ولكن تبقى العبرة في تنفيذ الترتيبات الأمنية، حيث تم وقف إطلاق النار وهذا حدث كبير ينبغي النظر إليه بتقدير لطرفي الاتفاق، وبسبب من هذا شهدت مجتمعات الشرق استقراراً أمنياً لم تشهده منذ حروب جبهات التحرير، سواء أكانت هذه الحروب بين جبهات التحرير الأريترية فيما بينها، أو بين الجبهات والقوات الأثيوبية التي كانت تقاتلها الجبهات الاريترية من أجل استقلال أريتريا. الآن يمكن القول إن وقف إطلاق النار قد حقق نتائج إيجابية، تمثلت في الاستقرار الذي يسود قطاع الولايات الشرقية، ولكن هناك مشكلات تنموية يجري العمل لمجابهتها من قبل حكومات الولايات الشرقية الثلاث القضارفكسلا والبحر الأحمر، وهناك مشكلات تنموية تجري مجابهتها عبر صندوق إعادة بناء وتنمية الشرق وفك طلاسم وتعقيدات المشكلة التنموية، لابد من استيعاب وفهم بنود اتفاق الشرق على الأقل في الجانب الذي يتناول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد نص الاتفاق في المادة «19» على مبادئ أساسية ومنها أن مفهوم الثروة في السودان الموارد الطبيعية والبشرية والتراث التاريخي والثقافي والأصول المالية، بما في ذلك الإئتمان والإقراض العام والمساعدة والمعونة الدولية. ويشمل كذلك كل الوسائل والمؤسسات والسياسات والفرص التي تسهم في خلق الثروة وتوزيعها، كما أشارت المبادئ العامة في ذات المادة «19» إلى أن الأهداف الأساسية من التطور الاقتصادي في السودان، هي محاربة الفقر وضمان التوزيع العادل للثروة وتأمين حياة أفضل وكرامة المواطنين وعيشهم الكريم. بينما تشير المادة «23» وبالتحديد في الفقرة تحت الرقم «79»: «يكون صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان الذي تمثل فيه جبهة شرق السودان بفعالية تنظيماً رئيساً في التخطيط والتطبيق ومتابعة برنامج إعادة البناء والتنمية، ولا يشمل البرنامج مشاريع التنمية القومية التي تشرف عليها الحكومة القومية في شرق السودان «انتهى». إذاً بنود الاتفاق واضحة وبرغم ذلك يحدث من حين لآخر احتكاك، بين إدارة الصندوق من جهة وحكومات القطاع الشرقي من جهة أخرى. ولكن من يقرأ بنود الاتفاق سوف يعلم أن الكثير من الساسة ممن ينتقدون الأداء الذي يقدمه الصندوق أو ممن ينتقدون الاتفاقية نفسها، لم يقرأ أي منهم وثيقة أسمرا لسلام الشرق، والقول هكذا سوف نوالي نشر بقية بنود الاتفاقية في أعدادنا القادمة من «برلمان الشرق»، برجاء أن تعم الفائدة بفهم صحيح لبنود هذه الاتفاقية، وبهذا تضمن تمام تنفيذها بنداً بنداً، حتى تغدو مجتمعات شرق السودان من خير مجتمعات الدنيا تنمية واستقراراً ونماءً.