الخرطوم: أم سلمة العشا - هبة عبيد- صلاح مختار: أطلق حزب الأمة القومي نيراناً كثيفة على الحزب الحاكم، واصفاً خطوة اعتقال رئيس الحزب الصادق المهدي بأنها استفزازية، واضعاً الوطني بين خيارين إما إطلاق سراح المهدي أو الانتفاضة عبر «هبة شعبية»، معلناً التعبئة بين قواعده في كل السودان. وفي ذات الأثناء كشف القيادي بالوطني عبد الرحمن عن قرب صدور قرار بإطلاق سراح المهدي عقب تدخل قيادات عليا في الحزب على حد قوله، بينما أرسل المهدي رسالة للوطني من داخل السجن، مؤكداً أنه لا يتعامل بردود الأفعال، وأن البلاغ المفتوح في مواجهته من قبيل الكيد السياسي، بينما أرسل رسالة ثانية للمعارضة مبرئاً ذمته من تهمة مهادنة النظام وبيع المعارضة، وقال: «ما أتعرض له الآن من عدوان هو وسيلة العناية لتبرئة موقفنا من أية شبهة»، وأضاف قائلاً: «مهما تعرضت له من أذى فإننا نحمد الله على هذا الإجماع».في وقت أعلن فيه الحزب الحاكم تمسكه بسيادة حكم القانون في قضية اعتقال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، نافياً أن تكون دواعي الاعتقال سياسية، وفي ذات السياق عبر الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي عن خيبة أمله وحزنه العميق من الخطوة التي قامت بها الحكومة باعتقال المهدي، كاشفاً عن تقديمه طلباً للحكومة لزيارة المهدي بالمعتقل، وتمنى أن تسمح الحكومة له بذلك. وفي ذات الوقت طالب تحالف المعارضة الأحزاب التي وافقت على الحوار بالانسحاب خاصة المؤتمر الشعبي، مشدداً على ضرورة التوحد ضد الوطني، فيما قال القيادي بالمعارضة محمد ضياء الدين: «إن الوطني فقأ عينه بأصبعه وعلى المعارضة أن تفقأ العين الثانية»، داعياً للعمل لتعبئة الجماهير لإسقاط النظام. وكان الصادق في رسالته من داخل السجن قد قال بحسب قيادات حزبه إنه يتعرض لإجراءات عنيفة من أجهزة الحكومة وبعض صقورها، وأبان أن حرصه على الحوار كان لدرء المخاطر عن الوطن. فيما دعا القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل رئيس الجمهورية للتدخل في قضية اعتقال المهدي، وطالبه بإطلاق سراحه لتعزيز أجواء الحوار الوطني. ومن جهتها اتهمت الأمين العام لحزب الأمة سارة نقد الله خلال مؤتمر صحفي للحزب لم يكتمل لاعتداء بعض منسوبي الحزب على الصحافيين أمس، اتهمت البرلمان بإطلاق التهم جزافاً والحكم في أمر أمام القضاء، وقالت إن الإنقاذ أجهزت على مشروعها المدعو «الحوار الوطني» ورجعت للمربع الأول. ومن جانبه اعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان مالك حسين اتهامات الصادق للقوات الأمنية والدفاعية بالبلاد، انصرافاً عن مائدة الحوار الوطني. وقال إن المهدي أصبح «يلوك» في قضية انتهت، وقال: «كان الأجدى بالمهدي تقديم النصح والإرشاد للمعالجة من أجل تحقيق المنظومة الأمنية بالبلاد»، لافتاً إلى أن حديث المهدي باعتباره شخصية رمزية ووطنية لا يشكل وضعاً سليماً، لأن القوات لا تعمل على حماية حزب أو كيان محدد، وتصريحاته لا تصب في خانة العقل والحكمة.وأعلن الحزب الحاكم تمسكه بسيادة حكم القانون في قضية اعتقال رئيس حزب الأمة الصادق المهدي، نافياً أن تكون دواعي الاعتقال سياسية، قاطعاً في ذات الأثناء ألا كبير على القانون، بينما اعتبر صدور عفو رئاسي عن المهدي أمراً سابقاً لأونه، مؤكداً وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها من أية جهة. وفيما عبر الوطني عن أسفه لإعلان الأمة انسحابه من الحوار، أكد أن الحوار سيمضي مهما كانت العقبات. وكشف الناطق الرسمي باسم القطاع السياسي للوطني ياسر يوسف عن أن التحفظ على المهدي تم بسجن كوبر بدلاً عن حراسات الشرطة لحين اكتمال التحريات تقديراً لسنِّه وموقعه ومساهماته الوطنية، وقلل يوسف من اتهام المهدي لبعض النافذين بالوطني بالوقوف ضد الحوار، وقال: «ينبغي ألا يربط التطور بأي حال من الأحوال بالوطني». من جهته، انتقد رئيس القطاع السياسي بالوطني ولاية الخرطوم عمر باسان خلال حديثه ل «الإنتباهة» حديث المهدي عن قوات الدعم السريع، وقال: «أي هجوم عليها هو إضعاف للأمن القومي وتثبيط للروح القتالية»، وقال: «لا يجوز لأية جهة التشكيك في القوات المسلحة». دعا القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل رئيس الجمهورية للتدخل في قضية اعتقال المهدي، وطالبه بإطلاق سراحه لتعزيز أجواء الحوار الوطني، موكداً أن تباين الرأي بين المهدي وجهاز الأمن يمكن حله بالحوار طالما أن قنوات الحوار مفتوحة بين المهدي والسلطة. وقال مبارك في بيان له أمس إن سن المهدي تمنع اعتقاله حسب الدين الإسلامي ومواثيق حقوق الإنسان، باعتباره يخطو نحو ال «80» عاماً. وقال المهدي إن الاعتقال سيجعله يراجع موقفه كله لتحديد استحقاقات الحل السياسي والعمل لتحقيقها، معتبراً الاعتقال إجراءات نفذها ضده من سماهم «صقور النظام» وبعض أجهزة الدولة، ورأى أن هناك تأزماً في البلاد قد يفتح الباب أمام أعمال مضادة بالعنف أو بالانقلاب أو بالانتفاضة، معتبراً أنها بدائل محفوفة بمخاطر فادحة للمصير الوطني. وحذَّر المهدي من أن الانتفاضة بأساليب مدنية مع استعداد النظام لمواجهتها ربما أدت للسيناريو السوري. وجدد المهدي التأكيد على أن مشاركة نجله عبد الرحمن مساعداً للرئيس عمر البشير في القصر الرئاسي لا تمثله ولا تمثل حزبه.