حوار: هادية قاسم المهدي - تصوير: متوكل البيجاوي أحمد المصطفى الحاج ..شاعر وقاص ودرامي جمع بين النقد والعمل في الصحافة، فهو أيضاً مدقق لغوي وروائي حاز على جائزة الطيب صالح للعام 2013م. تخرج من معهد البريد والبرق في العام 1975م وعمل بالبريد والبرق لمدة عامين، ثم هاجر إلى ليبيا وتمكن خلال إقامته بها من عمل ثلاث مجلات للأطفال بجانب برامج إذاعية مرئية للأطفال، وأصدر خلال تلك الفترة مجموعة من القصص نشرت في الجماهيرية الليبية آنذاك. وفي السودان تمكن من إصدار مجلة «شليل» وهو من ابتكر شخصية شريف في مجلة «الشرطي الصغير» والتي خُصصت لكافة أطفال السودان قبل أن تتوقف هي وجميع المجلات الأخرى . كتب أكثر من عشرة مسلسلات للأطفال ،ومن أعماله أيضاً: «ترانيم الغابة، عيد ميلاد تبلدية، كلاب السيجة، سراب البسوس، وأخرى سترى النور قريباً. «نجوع» التقته في حوار شامل وخرجت منه بالمحاور التالية: متى أُتيحت لك فرصة كتابة الشعر؟ كنا في زمن جميل وهذا الزمن ترآى لنا وتعمق داخلنا ،حيث كنا نطلع على الشعر والقصص والحكاوي منذ نعومة الاظافر، وكانت الحبوبة تدهشنا فلعل لها أثر كبير في أن نكون سُراد وكنا نتذوق الفن ونحاول أن نقلده وهذا أوجد في اعماقنا هوى فكتبنا الشعر بدءاً. وكانت اول قصيدة كتبتها رثيت فيها سيد قطب كان عمري وقتها ثلاثة عشر عاماً وجدت قبولاً وتم نشرها. ومن ثم توالى عندي الشعر . لديك إنتاج قصصي أكثر من الشعر .. إلى ماذا يرجع ذلك ؟ هناك شاعران: ابو الطيب المتنبي وعبد الرحمن الريح هذان الشاعران الفذّان حين لم استطع ان اكون مثلهما هجرت الشعر عمداً،والكتابة الشعرية مؤلمة وهي مقيدة أيضاً . ما هو إنتاجك القصصي ؟ لدي مجموعة شعرية للاطفال «ترانيم الغابة» صدرت في 2005م «الخرطوم عاصمة الثقافة» وهي عبارة عن ثلاثين اغنية لثلاثين شجرة للاطفال، وهذا اول عمل مطبوع اقدمه للاطفال . و مجموعة من القصص نشرت في الدار الجماهيرية الليبية 1995م .والآن توجد «حكايات للاطفال» صادرة من مركز عبد الكريم ميرغني وسترى النور خلال الايام القليلة القادمة . «اللجنة العليا لليبيا برسم» باب الفرح» وهو برنامج إذاعي مرئي، لدي برنامج من إنتاج» Art يعتمد على الدراما في خمس فقرات ،تجاوزت فيه كُتّاباً من سوريا ومصر ولبنان. لماذا لم تنقل هذه التجربة هنا حتى يستفيد منها الطفل السوداني؟ لانني كنت اقيم بالجماهيرية الليبية لسنوات حظيت بفرصة للعمل في هذا المجال وقدمت افكاري التي لاقت قبولا فنفذتها. وحينما استقر بي المقام في السودان بعد تلك السنوات لم آتِ بمال وفير الا انني ملكت ناصية الكتابة خصوصاً للاطفال الا ان السودان لا يهتم ببرامج الاطفال . هل لك عمل درامي للأطفال؟ كتبت اكثر من عشرة مسلسلات للاطفال وكانت الاذاعة قد كافأتني بخمسة عشر ألف جنيه وبرغم ذلك لم تُبث ولا اعلم عنها اليوم شيئاً. متى كان ذلك؟ في العام 1999م . غيرها هل بُثت لك أعمال؟ عمل واحد هو مسلسل «عيد ميلاد تبلدية». أستاذ أحمد المصطفى كيف جمعت بين كل تلك الضروب من الكتابة ؟ جميعها مواهب مارستها بالفعل، ففيما يتعلق بالشعر والقصة أذكر انني حينما كنت في الثانوية التقيت بالشاعر نجيب محمد علي والقاص الراحل سامي يوسف فكنت اكتب القصيدة واطلعها على الاول فيثني عليها ويشجعني بان اكتب القصة، واكتب القصة فاطلعها على الثاني فتنال اعجابه، لذا كنت سجالاً بينهما وعزمت على ان اكتب في جميع ضروب الكتابة. هل لك أعمال فازت بجوائز؟ مسلسل سراب البسوس فاز في مهرجان «الخرطوم عاصمة الثقافة 2005م». قصة «كلاب السيجة» فازت بجائزة ندوة ام در مان للراحل عبد الله حامد الامين . فزت بجائزة الطيب صالح في العام 2013م بأول عمل روائي لك.. ما يدل على كتابتك الجيدة للرواية.. لكن لماذا تأخرت كتابتك في هذا الشأن؟ طوال تلك السنوات كنت أبحث عن شكل جديد للرواية وتمكنت بحمد الله من اخراج روايتي «كنداكيس ستنا بت عجيل» وكانت قد فازت بجائزة الطيب صالح في العام 2013م . أنت من الناشطين في منابر الندوات الثقافية والأدبية .. كيف تقيّم سيرها؟ نجد أن الندوات الثقافية بحالها اليوم في معظم المراكز الثقافية هي افضل من اللاشيء، وان مثل هذه المنتديات تعد متنفساً للكثيرين ومتابعة لكل ما يدور حولنا . نعاني من أزمة نقد.. هل الأمر مرده إلى قصور في الأعمال التي لا ترقى للنقد أم في النقاد أنفسهم ؟ في جيل السبعينيات كنا نطرح شعاراً «نحن جيل بلا نقاد » لان اكثر النقاد هم في الواقع مبدعون فشلوا في إيصال ابداعهم فتحولوا الى النقد، وهناك من يتمتع بالحس النقدي الرفيع الا انهم مقلون، تستحوذ عليهم مشاكل الحياة اليومية فالنقد يحتاج نقاد متفرغين وهذا لا يتوفر لكثير منهم. هل تعني أسماءً بعينها؟ عبد القدوس الخاتم، مصطفى الصاوي، د.أحمد الصادق، أسامة الخواض، وشيخ النقاد مجذوب عيدروس، كل هؤلاء اذا تفرغوا للنقد فقط بامكانهم ان يضيفوا الكثير. لماذا تحديداً تكتب للأطفال؟ الكتابة للأطفال ممتعة والحمد لله وُفقت في طرقها واتعامل معها بنفس احساس الاطفال ،فان اعجبتني واصلت فيها وان لم تعجبني توقفت. لماذا يتحاشى الكتّاب الكتابة عن الأطفال؟ لصعوبتها الا انها ممتعة . وأين تكمن الصعوبة؟ ان الكتابة للاطفال تحتاج لقدر كبير من الجرأة والالمام باللغة وادارة الحوار ومعرفة الجو العام و النفسي للطفل. هل تعتقد أن الطفل السوداني مظلوم ثقافياً؟ الطفل السوداني اكثر اطفال العالم بؤساً ومظلوم «ظلم الحسن والحسين» فحتى برامج الاطفال لا فائدة فيها، لذا كثيراً ما نجدهم يهربون الى الفضائيات الاخرى. حيث لا توجد مجلة واحدة للاطفال ولا ملحق في الصحافة يهتم بالطفل، ونتمنى ان تكون هنالك مجلة متخصصة للاطفال.