حينما كان مدير جهاز الأمن الأسبق الفريق أول صلاح قوش معتقلاً، على خلفية المحاولة الانقلابية المشهورة. تحدث كثير من السياسيين عن مدى صحة تورط قوش من عدمه في العملية، الى أن خرج علينا وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة د. أحمد بلال بتصريح أن هناك معلومات ووثائق تؤكد أن قوش متورط في الانقلاب، وسكت بعدها، ولم نسمع عن أحمد بلال منذ ذلك التاريخ رغم انه ناطق رسمي ومن مهامه ان يتحدث يومياً عن اي شأن في الحكومة كما يفعل الناطقون الرسميون، الا في حديثه للبرلمان الايام الماضية، ذلك التصريح المرفوض الذي قال فيه «اوقنا الصيحة وبنوقف غيرا». أحمد بلال نسي أنه من الاحزاب المساندة للحكومة في مسيرتها، اي ليس من الاحزاب التي سهرت اليالي وخططت للانقلاب، ولم يحمل بندقية ليقاتل من أجلها في الجنوب، نعم رفع الروح المعنوية للمجاهدين في معسكراتهم ولكنه لم يحمل روحه على كفيه، فضلاً عن ذلك ظل بلال يتنقل في كراسي الانقاذ من عل إلى أسفل دون احساس بان التعيين في درجة وزير يخصم من الشخص ان كان مستشاراً، ومعروف ان الترقي الوظيفي يبدأ بالوظائف الدنيا ثم يصل الى درجة مدير، لكن بلال لم يكثرث لذلك يطلع ثم ينزل لا يهمه، ينطق او يسكت لا يهمه، فقط يريد ان يكون في الكرسي. أحداث كثيرة حصلت لم نسمع ببلال يصرح او يعلق بشأنها رغم انه ناطق رسمي، لم نسمع به تحدث عن اعتقال الصادق المهدي، أوالدعم السريع، أو الجدل الذي دار حول قضية الطبيبة المرتدة، أو شحنة المخدرات، كل تلك القضايا لها أبعاد دولية، كنت اتوقع منه ان يقول عن الصحف خلاف ما قال، لكن هذا قدرنا نحن الاعلاميون والصحفيون، الحكومة تهتم بالوزارات التي تسير المال، حتى يكون في متناول يدها، وتترك الوزارات التي لها علاقة بشأن المواطن مباشرة وتجفف عنها الدعم، وتجعل على رأسها وزيراً من الاحزاب التي تشاركها، كوزارات الصحة و الاعلام. استغرب لحكومة تتحدث عن مرحلة جديدة في الحوار وانفتاح نحو الحريات ووزير إعلامها يهدد بكبت الحريات، ويتوعد من أسماهم بمتجاوزي الخطوط الحمراء، ونسي ان تلك الكلمة هي حصرياً ملك ومسجلة لقيادات المؤتمر الوطني، ولقد ادخلوها في «ثلاجة» منذ زمن طويل ولم يستخدموها، فجاء بلال ليثبت للوطني انه اكثر وطنية من منسوبيه. على بلال ان يواكب تطورات المرحلة الحالية ونريد ان نسمع منه في كل ما يخص الحكومة، وليس تصريحات موسمية مثيرة للجدل. نحن نسأل قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي هل هذاالوزير يعبر عن آراء وتوجهات الحزب أم أنه يعبر عن افكار لا يؤمن بها الاتحادي الديمقراطي؟ لم اعرف السبب الذي جعلني اتذكر تلك النكتة التي تقول إن مديراً بإحدي المؤسسات تم عزله، وعين نائباً للمدير، وعزل مرة أخرى وعين مدير إدارة ثم موظف، حينما فشلوا في إقناعه بالاستقالة، اجتمعوا به لكنه قال لهم سأعمل معكم إلى درجة موظف استقبال.